كيف للأردن أن يتغير بوجود هذه الفئة من المسؤولين؟


منذ فترة والأردن يتغير سلباً والمواطن الأردني ينشد التغيير الإيجابي ،ولكن لا سميع لمن ينادي فالعمود الفقري للإصلاح وهم المسؤولون يعانون من اعتلالات  تعترض أي إصلاح، فمن الصعب على أي مشروع إصلاحي أن يرى النور بوجود  ازدحام في كريات الدم البيضاء لدى بعضهم.
ومن المتوقع لسيناريو تراجع مؤشرات الأداء الإصلاحية أن يستمر مع  بقاء هذه الفئة من المسؤولين ،واحتمالية تعاقبهم علينا لفترات إضافية قادمة ،فكيف لهم أن يصلحوا حالاً هم من أوجدوه ولو أننا وضعنا بين أيديهم أفضل قانوني إنتخاب وأحزاب في العالم لما تغير حالنا ،لأن التغيير سيعتمد على إجراءات التنفيذ الفاشلة التي فرضتها علينا هذه الطبقة المخملية من  المسؤولين، وطالما بقيت هذه الظواهر السلبية فلن يكون هنالك بصيص أمل لأي إصلاح سياسي أو إقتصادي، فمن منا يستطيع الوصول إلى سكرتير مدير جهاز أمني له علاقة بخدمة المواطن ،لا بل يتعذر علينا مشاهدة مديره إلا عبر شاشات التلفاز بالرغم من أوامر جلالة الملك له ولغيره بضرورة الإنفتاح على رفاق السلاح والاهتمام بهم ،بل يمارس الظلم أثناء التكريم ،وقد نسي الباشا بأن من يتنكر لهم هم من صنعوا الكرسي الذي يجلس عليه ،ومن منا أيضاً يتمكن من مجالسة أصحاب القرار الحكومي فهم منشغلون بالإستجمام ،بينما القدس تهود ،وها هم يتغولون علينا برفع الاسعار حتى باتت رواتبنا لا تكفي نصف شهر.
ولدي كرئيس لملتقى رفاق السلاح الكثير من الملاحظات والحالات التي تؤكد عدم اهتمام هؤلاء المسؤولين بالمتقاعدين العسكريين ومصابي الحرب ،فكيف لهم أن يقودوا مرحلة من الإصلاح السياسي والأمني والإقتصادي ،وهم جزء من المشكلة ،فهم يغلقون مكاتبهم وآذانهم ربما لأنهم مدعومين كما يشاع وفوق القانون ،ولا يمكن مساءلتهم مهما عظمت أخطائهم ،لكن بالمقابل هنالك شواهد من التواضع والتفاعل لبعضهم ،ولكنها محدودة لأن يد واحدة لا تصفق ،فرئيس الديوان الملكي مثلاً يمثل نموذجاً ايجابياً يحتذى به.
ونحن في رفاق السلاح نثمن وقوفه إلى جانبنا وتفهمه لهمومنا وإيصال صوتنا لجلالة الملك ،ربما لأنه منا وليس من تلك الفئة المخملية التي أوصلتنا إلى هذا الحال الرديء ،ونحن بحاجة لإحداث تغييرات جذرية بهذه الفئة المتعالية   وتنحيتهم ،وتسليم القيادة لشخصيات وطنية نزيهة ووازنة تنتمي للشعب لتحمل على عاتقها مسيرة الإصلاح ،فأي توجه آخر هو أشبه بعرس في حي وطخطخة في حي آخر.
لذلك لن يكتب له النجاح ،فمشكلتنا الأساسية تكمن بالتنفيذ الفاشل ،وليس بالتشريعات التي هي بحاجة لإصلاح أيضا.

المصدر: رأي اليوم