الأزمة الاوكرانية كتلة من المخططات تحت الرماد


العمليات العسكرية الروسية بأسبوعها الأول في اوكرانيا تتقدم في الشمال والجنوب ونحو كييف ، وتسابق اطلسي على تقديم الاسلحة لسلطات كييف ، فيما مسلسل العقوبات الغربية مستمر على روسيا . هل نحن امام مرحلة جديدة قد تعيد إلى اذهاننا صورة الانقسام ايام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي سابقا؟ وما هو المطلوب امريكيا ؟¡

طبعا المواجهة بين روسيا والاطلسي على ارض اوكرانيا مستمرة ، وهذا قد يؤسس لمرحلة جديدة رفضا للاوحادية ، لا سيما وبنظرة خاطفة نشهد اصطفافات سياسية واقتصادية تشير إلى توازنات دولية جديدة ، وذلك من خلال الدول الأطلسية وهي بقيادة الولايات المتحدة ومنها دول في حلف وارسو التي تتسابق إلى تقديم الدعم العسكري لاوكرانيا ومنها هجومية إذ قالت بريطانيا ان الهدف من ذلك هو إفشال روسيا في اوكرانيا ، بالمقابل اكثر من نصف دول العالم رفضت المشاركة في العقوبات مثل الصين والهند وايران والبرازيل والمسكيك ، إضافة لدول تقدمية في امريكا اللاتينية مثل فنزويلا وكوبا نيكاراكوا ، هذا الفرز يجعلنا نتصور مشهد الحرب الباردة ، ومدى خطورتها على العالم بما أن اوكرانيا ضحية حرب الصراع العالمي ، إذ ان هناك دراسة غربية تشير إلى ان العالم يتجه إلى تعددية الاقطاب بدخول الصين إلى مرحلة الدول العظمى ، وطبعا هذا نتيجة حتمية للمواجهة الحالية بين الاطلسي والروسي ، وهذا كفيل بأن يكون هناك مرحلة الرأس الواحد بعد انتهاء الحرب الباردة ،والغرب بطبيعته يخشى من عملية الحسم الروسي السريع في اوكرانيا ، وهذا مااعترف به بايدن لذا تسعى لقطع التعددية على القطبية وهذا ربما يستدعي ضرب روسيا من الداخل هذا ما كشفته الأيام ، خشية ان تعود ساحة المواجهة الكبرى إلى اوروبا ، ولكن السؤال الجدير بالذكر والكبير هو أن كيف ظهرت الأسلحة المتطورة في كييف ، وهل نحن أمام مخطط كبير ؟فمن اين ظهرت فجاة تلك الاسلحة وضد من ستكون ؟

الحرب الاوكرانية يوما بعد يوم توضح رؤية المؤامرة الشرسة على روسيا لتتكشف معالمها في اليوم السابع للعملية العسكرية الروسية ، التي كشفت شظايا العنصرية تطاير من الازمة الاوكرانية ، وأن حجم المخططات الرمادية كبيرة وكان اولها ظهور اسلحة حديثة ومتطورة في اوكرانيا والتي تبينت أنها موجودة في كييف منذ وقت طويل ، وكلام سيرغي لافروف كان واضحا من ناحية أن بلاده لم تقبل باستمرار وجود اسلحة نووية امريكية في اوروبا ، وأن على الغرب الإمتناع عن إقامة منشأت عسكرية في جمهورية الاتحاد السوفيتي السابق ، طبعا هذا الكلام لا يأتي من فراغ لو لم تكن روسيا على يقين بأن الحرب الحقيقية وأهدافها هي مع واشنطن وليست اوكرانيا التي هي أداة مفخخة سياسيا وعسكريا ، ووسيلة درع استراتيجي تخبأ به واشنطن ، لمنع كشف ملابسات الحرب الحقيقية التي تعتليها على ظهر اوكرانيا وشعبها ، ناهيك عن كشف روسيا لنوايا واشنطن المبيتة من خلال المختبرات الجرثومية والكيمائية العديدة في أوروبا وتحديدا في دول محيطة لروسيا مثل جوروجيا ، بالإضافة إلى وثيقة سربت من موقع السفارة الامريكية في اوكرانيا ، تكشف تعاون البنتاغون مع كييف في بناء مختبرات بولوجية تحت عنوان "الحد من التهديدات البيولوجية"ومواجهة اخطار أمراض المعدية في العالم ، وقامت بتحديث غرفة إدارة المخاطر البيولوجية ، لماذا في هذا التوقيت ؟ ولمن كل هذة المصانع الكيمائية وضد من ستسخدمها ؟  وكان قد اعلن الرىيس الامريكي جو لايدن بأن روسيا ستدفع الثمن باهظا ؟ أي أن هناك مخطط غربي خطير وكبير يهدف إلى انتشار المختبرات الامريكية البيولوجية في اوكرانيا وعلى نحو واضح لأهداف وغايات تخص كل الدول التي فرضت العقوبات على روسيا  . وإذا أردنا قراءة الميدان اليوم علينا مراجعة الأحداث التي بدأت منذ عام ٢٠١٤  في حين خصصت وزارة الدفاع الخارجية الامريكية اكثر من مليارين وسبعمئة مليون دولار للمعدات العسكرية لمساعدة اوكرانيا ، وعلى خلفية هذا الدعم تطرح أسئلة صعبة في الواقع الميداني الحالي ووصولا إلى الامداد العسكري الغربي وعلى راسهم واشنطن ، لتبقى خلفية الأحداث الأمنية التي دفعت روسيا إلى العمليات العسكرية لها مخلفات أكبر ودقيقة ترسم معالمها بشكل اوضح  لأسباب عديدة منها العقيدة الاستراتيجية الروسية ويكفي هذا السبب لتتوخى الحذر الدول الاوروبية ، في بعض الأحيان يجب ان ننظر إلى اكثر من زاوية لنقرا المشهد بوضوح وهذا ما سيتبين لاحقا من خلال خطوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللاحقة والمتلاحق عليها .