مشروع الدين الإبراهيمي..تدبير الصهاينة لخديعة المستقبل..! (الجزء الرابع)
يقول جون بول سارتر في الماضي كنا نرسل الدبابات إلى العالم الثالث لاستعمارها، واليوم نجلب عقولا متقدة إلى السوربون لنبعثهم رسل إلى حضارتنا إلى البلاد العربية والإسلامية، ومن خلال هذا القول نستطيع أن نستوضح مخطط النخب الغربية، التي استطاعت أن تؤسس أنتلجينسيا موالية للغرب بالكامل.
يعرف الغرب بشكل واضح أن المشروع الإبراهيمي في العراق لا يمكن تحقيقه بسهولة، بسبب العقلية العراقية الوطنية والعنيدة وتمسك الشعب العراقي بمقدساته وشعائره الدينية، حيث كل المشاريع السابقة التي عمل عليها الغرب، تلاقي الفشل بأول زيارة أربعينية للإمام الحسين عليه السلام، حيث تفوق ميزانية الزيارة ميزانية دول كبرى، ويبلغ عدد الوافدين لها عدد نسمات خمسة دول خليجية معا، لذلك عملة على عدت خطوات لإخضاع العراقيين للقبول بذلك المشروع أهمها. . . .
● السلطة الموالية للغرب:
عمدت الولايات المتحدة على إبقاء السلطة في العراق بيد أشخاص موالين لها، وذلك عن طريق فرض المحاصصة المقيتة في نظام الحكم، واستبعاد أي شخص لا يقر بالولاء لهم عن طريق جماعات الضغط، أما الأشخاص الموالين لهم يستمرون في مناصبهم، وذلك بالتحديد ما حصل في ولاية عادل عبد المهدي، حيث هدأ كل شيء باستقالته والإبقاء على برهم صالح والحلبوسي، على الرغم من اشتراكهم بالحكم في تلك الولاية.
● الدبلوماسية الروحية للحاكم:
يعمل الحاكم الموالي للغرب بطريقة الحرب الناعمة والدبلوماسية الروحية، حيث يوفر لنفسه وسائل قوة داعمة له في موقفه، ولكنه يحاور محور المقاومة الممانع للتطبيع بدبلوماسية ويؤجل المواجهة، وكلنا يعرف أن ما حصل باعتقال أفراد من الحشد الشعبي المقدس سابقا، كان عملية جس نبض لاستقراء رد فعل المقاومة وإمكانية المواجهة، لذلك نلحظ هذه الأيام عملية تغييرات أمنية يتم بها إقصاء لمكون معين من تلك الأجهزة الأمنية.
● الحوار الديني الملغم:
قبل كل شيء يجب أن نتفق بأن لا يوجد مصطلح حوار الأديان، والأصح هو حوار أتباع الأديان، لأن الدين الإسلامي هو الوحيد الذي أعترف بالدين المسيحي والدين اليهودي، والدين المسيحي يعترف بالدين اليهودي، أما الدين اليهودي لا يعترف بالديانتين المسيحية والأسلام على حد سواء، كذلك لا نستبعد الاعتقاد الديني للمسيحيين الكاثوليك بأن كل دين يلغي ما قبله، ولذلك دعا المسيح (ع) أصحاب الدين اليهودي لاعتناق المسيحية، ولو طبقنا ذلك تكون النتيجة أن الإسلام هو سدرة المنتهى للأديان، أذن لماذا نعود للمشترك الإبراهيمي؟ ؟ ؟ ؟ ؟
ناهيك عن وجوب الحوار المذهبي في الدين الإسلامي للوصول لاتفاق يرمم البيت المسلم، فمن الغير معقول أن نذهب للحوار الديني مع بقية الأديان، ونحن إلى الآن نعاني من التفرقة المذهبية، وخير دليل على ذلك ما نشهده اليوم من اعتداءات سعودية وإماراتية على اليمن، ودعم حركات إرهابية من الخليج في سوريا والعراق.
● تدمير الاقتصاد المحلي:
جل ما يحتاجه المواطن في حياته هو العيش الكريم، فما بالك عندما يعاني الشعب من الفقر، وحكومته تقلل أسعار صادراتها من النفط لدول أخرى، وتلغي الضرائب الكمركية عن تلك الدول، ثم ترفع من سعر الصرف لتفقد العملة المحلية قيمتها، وتعمل على توفير فرص عمل بحجة الاستثمار لأبناء دول أخرى، في ظل الكم الهائل من البطالة لأبناء شعبها، كل هذا يسهل من عملية استغلال أبناء العراق من قوى خارجية، لتنفيذ أعمال تخريبية في الداخل بسبب حاجتهم المالية.
● جماعات الضغط الفوضوية:
وهي جماعات مدعومة من الخارج لتنفيذ أجندات خارجية عن طريق خلق الفوضى، ونلحظ زيادتها في الآونة الأخيرة للتأثير على القرار السياسي، أو لدعمها للقرارات السياسية الخاطئة، وأغلب هذه الجماعات مدعومة من السفارة الأميركية، أو دول خليجية موالية للولايات المتحدة، ومهمتها في العراق استهداف محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشعارات مسمومة، واتهامهم بأنهم سبب بتراجع العراق اقتصاديا، في حين هم من كانوا سبب بإيقاف الاتفاقية الصينية، التي كان العراق سيزدهر على إثرها، أما دورهم في المشروع الإبراهيمي يتمحور حول كيفية توجيه الشارع ضد الشخصيات الإسلامية، وترسيخ فكرة الانفتاح على الغرب ومقبولية المستعمر بداعي الحماية الأممية، وبعد كل تلك الخدمات التي يقدمونها للغرب والاستعمار، لا تستغرب أن عمدت الولايات المتحدة لتصفيتهم كما يحصل الآن لتستفيد من ذلك بتوجيه الاتهام لمحور المقاومة، وذلك ما يسمى في جهاز الاستخبارات الأمريكي(CIA) بالخلاص من الورقة المحروقة.
● الإعلام المضلل:
وهي عدد من القنوات التلفزيونية والوسائل الإعلامية الأخرى، من بائعي الذمم، والحسابات الوهمية والجيوش الإلكترونية المدفوعة الثمن، لخلق رأي عام للمواطن باتجاه قضية معينة، ونلحظ ذلك من خلال عدد من القنوات التي تستهدف محور المقاومة وتربط أي حادثة بهم، فلو أصطدم نيزك بمكوك فضائي في الفضاء لقالوا إيران صنعت النيزك والمقاومة أطلقته، ومن شدة حقدهم على محور المقاومة والحشد الشعبي المقدس، حتى في حادثة البو دور الأخيرة في تكريت أتهموا الحشد الشعبي، بالرغم من أن الشهداء كانوا من الحشد العشائري، إلا أن عدالة الله كشفتهم عندما تبنت حبيبتهم داعش تلك العملية، كذلك هم دائما في تلك الوسائل الإعلامية والقنوات يدعون الوطنية، رغم أنهم عندما تستهدف قواعد الاحتلال يصبح همهم الشاغل السيادة، وذلك الاستهداف يعتبروه خرقا للسيادة وتوجه أصابع الاتهام إلى المقاومة، لكن عندما يستهدف المحتل مقرات الحشد الشعبي المقدس، الذي هو مؤسسة عسكرية تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة تجدهم يعطون الحق للمحتل، أما السيادة توضع في أرقام حساباتهم المصرفية وبالدولار.
● ختاما:
يقول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر “عندما يحتل المستعمر أرضك أو جزء منها، سوف تستردها حتما يوم من الأيام، لكن عندما يحتل المستعمر عقلك، ستظل محتلا إلى الأبد”، إخوتي بالله حافظوا على أبنائكم وانيروا عقولهم بذكر الله، ووضحوا لهم مدى التضحيات التي قدمها النبي وآل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، لكي لا يتمكن الغرب المستعمر من أحتلال عقول ابنائنا المسلمين.
التعليقات