من هوالعدو في بيانات وأدبيات التيار الصدري؟


في مقالي بتاريخ ٢٠٢٢/٨/٣٠ ، وبعنوان  “مَنْ وراء خطاب السيد الصدر  وموقفه …” ، عبّرنا عن الثناء و التقدير لما جاء في خطاب السيد الصدر، واهم ما جاء في الخطاب هو اعتراف الرجل بالخطأ  واعتذاره علناً ، ومثلما نقول “الاعتراف بالخطأ فضيلة”.

ولكن، تَرِدُ ، وبتكرار، في بيانات الوزير محمد صالح العراقي ، والناطق باسم السيد مقتدى الصدر ، مفردة ” العدو ” . ففي البيان الذي صدر من الوزير بتاريخ ٢٠٢٢/٨/٣١ ، مخاطباً جمهوره الصدري ، قال فيه ” نؤكّد الى أحبتنا الكرام بألا ينساقوا خلف الاشاعات والارادات التي تحاول تفتيت وحدة ابناء المنهج الصدري ، فإن قوتنا في اجتماعنا و توحدنا ، وضعفنا في تفرقنا ، والعدو يتربّص بنا “.

 مَنْ هو العدو الذي يتربّص بوحدة أبناء المنهج الصدري؟ هل المقصود امريكا او اسرائيل او جهة اخرى؟ وهل عدو ابناء المنهج الصدري غير عدو العراق والوطن؟

يترددُ ذكر العدو في بيانات التيار الصدري في اطار التظاهرات والاعتصامات والاقتحامات التي تستهدف الدولة ومؤسساتها ، وفي غياب شعارات وهتافات  “الموت لامريكا والموت لاسرائيل” ، وفي ذكر غير محمود وتهديد لقيادات سياسيّة عراقية .

الاستنتاج المفروض اذاً في كشف  ومعرفة هويّة العدو عند قيادة وابناء المنهج الصدري ، والذي يتربص بهم ويهدّد وحدتهم ، هي الشخصيات السياسية العراقية ،وفي مقدمتهم قادة الاطار التنسيقي وجمهور الاطار التنسيقي! كل الدلالات التي تُفيض عبر بيانات السيد الوزير العراقي ،والناطق باسم التيار ،تُشير الى ان هولاء( واقصد قادة التيار ) هم الاعداء!

بَيدَ أنّ هؤلاء وغيرهم من السياسيين هم شركاء في الوطن وفي العمل السياسي ،ولا يمكن بأيّ حال من الاحوال ، أنْ يكونوا اعداء .لا يمكن ، دستورياً وقانونياً و شرعاً ، وصفهم  والتعامل معهم على انهم اعداء .

هؤلاء خصوم ومنافسون .. نعم ، ولكن ليسوا اعداء.

الترويج فكرياً واعلامياً وجماهيرياً بانهم اعداء هو أمر خطير، ويقود الوطن الى منزلق خطير . الجميع ، ومهما اختلفت انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم السياسيّة ومعتقداتهم ومكّوناتهم هم شركاء في الوطن ومحكومون وفقاً للدستور والقانون والنظام العام .

 ينبغي ان تكون مفردات الخطاب السياسي مُعّبرة عن التزام اخلاقي  ودستوري و قانوني، و ان تكون هادفة وغير تحريضيّة ، وتتماشى مع هدف الاصلاح المنشود من قبل السيد الصدر . وإصلاح النفوس و السلوك و تهذيبهما هو الوسيلة الاساسيَة لمحاربة الفساد. الخطاب السياسي خطاب موّجه لعامة الناس و مُراقبْ اعلامياً و خاضع للمراجعة والتقييم دولياً و إقليماً، ويُعتبر مؤشر على النضج السياسي وعن توجهات مُتبني الخطاب.