غزة والعدو الإسرائيلي ...

والهدف القدس


ما يحدث الآن في فلسطين المحتلة، ليس بجديد، وإنما تم تداوله منذ العام 1919، في أروقة الموساد واللوبي الصهيوني، ومع تنامي معاداة السامية، وما حدث في ألمانيا على يد هتلر، بدأ أفراد اللوبي الصهيوني بالتحرك لإبعاد الصهاينة عن أعين الألمان، والدول التي قد يتنامى فيها هذا الكره، ليس لأنهم أبرياء، بل لأنهم في الحقيقة هم قتلة، والأمثلة كثيرة، ومنهم "شارون" الذي قال في مجزرة صبرا وشاتيلا: "على هؤلاء الأطفال العرب أن لا يخلقوا".

بدأت عملية تقسيم الشرق الأوسط، على يد بريطانيا، التي أسست الكيان الإسرائيلي في فلسطين، وأصرّت على أن يكون جزءاً من الأردن لها، وهذا ما نشاهده الآن خلال حُقب مرت على الشرق الأوسط، من الاستيلاء على سيناء ووادي عربة والضفة والجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا.

فلماذا تُقصف غزة الآن ؟
ما بين بريطانيا واليهود الصهاينة، ميثاق يقتضي بأن يكون لهم وطناً في الشرق الأوسط، وعندما حلت النكبة 1948، وتم الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطينية، شَرعت الدول الداعمة للكيان بمدها بالقوة العسكرية شيئاً فشيئاً، وكانت تدعمها اقتصادياً عبر التمويل من بنوك اللوبي الصهيوني، عبر جماعات خاصة، أسست لنفسها بنكاً عالمياً يتحكم بكل العالم، وهذا كله لأن بريطانيا واليهود الصهاينة، أدركوا خلال مواجهاتهم مع الفلسطينيين، أن الأمر لن يتم بالسرعة التي يرجونها، وبدأت الاتفاقيات تُطرح خلال حقبة الراحل "ياسر عرفات"، وكانت "اتفاقية أوسلو" الخنجر الذي قُطعت فيه أوصال فلسطين، عبر الأسلاك الشائكة، ولا ننسى اتفاقيات "وادي عربة" و"كامب ديفيد"، لأن التحرك كان مطلوباً على مستوى الدول المجاورة للحدود مع فلسطين، وحرب 1967 شكلت معالم هذا الاتفاق بين الحلفاء المعادين لفلسطين، وتتابعت السُبل لتوسيع رقعة ما يسمى بدولة "اسرائيل"، وبدأ الاعتراف بها، وكانت الدفة في تحريك الأمر قد انتقلت إلى الولايات المتحدة، لتقوم بعملها للاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، وما انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى إلا عنواناً منهم بعروبتهم وتثبتهم بأرضهم، ولأن المحتل اراد خلال 73عاماً، أن يُثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته، منذ عهد انتفاضة الحجارة الأولى؛ فما بالكم اليوم، وفي فلسطين مقاومين أشداء يحاربونهم ويمنعونهم من الشعور بالأمن.

غزة الآن هي ما تبقى من فلسطين المحتلة، والتي لم تطؤها اقدام المحتل، ولم تدخلها قوانينه، ولم تستطع اختراقه على مدى عقود، رغم العمليات السابقة، وهي الوحيدة التي تجتمع فيها جميع الفصائل التي لا تهادن المحتل، وتجتمع في غرفة مشتركة لا يريدها المحتل، ومنها أُطلقت صواريخ المقاومة 
لذلك، ومع الخطأ الكبير الذي اقترفه العدو، في اقتحام حرم المسجد الأقصى خلال الأيام المباركة للمسلمين عموماً وللفلسطينيين خصوصاً ، وما سبقه من قرارات تعسفيه لتهجير أهالي الشيخ جراح، وزيادة رقعة الاستيطان، وهدم بيوت الفلسطينيين، وأسر أطفالهم وشبابهم ونسائهم، كانت الشرارة التي أججت النار الساكنة في كل بيت فلسطيني، نتيجة  هذه الانتهاكات والاعتداءات.

جرائم حرب يقوم بها العدو الإسرائيلي، وعلى مرأى من المجتمع الدولي، وهو يشاهد وما يقوم به  الآن في عزة، وكل فلسطين، ما هي إلا جزءاً مما ارتكبه المحتل فيما مضى، فلما الاستعراب!؟.

ففي ملفات الموساد الاسرائيلي وتقديراته، أن غزة لابد أن تسقط، ففيها المقاومون، وفيها من استطاع أن يخترق جهاز الأمن الاسرائيلي، وفيها من يصنع ويطور السلاح، الذي سيقضي على المستوطنين اليهود وزعماءهم، وفي غزة من يحاور المقاومة في ايران وسوريا ولبنان، وفي غزة بيوت قد تنطلق منها ما يجعل ما يسمى دولة اسرائيل مجرد حُلم في دماغ اللوبي الصهيوني. في ثانية ويتبدد الحلم.

في المحصلة، المقاومة الشعبية الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس، وصواريخ المقاومة التي تنهال على تل أبيب وعسقلان وأسدود، ستُرغم هذا المحتل على التوقف، لأن ما يحدث قد يُفضي إلى حرب لا تُحمد عقباها، وإن تدخلت بوارج أمريكا وبريطانيا وفرنسا؛ فالقدس هي المبتغى لأنها العاصمة العربية الوحيدة لدولة اسمها فلسطين.