سبايكر ..والمسؤولية التاريخية
ان مراجعة بسيطة الى الحوادث الارهابية التي سبقت "مجزرة سبايكر " تدلك على ان ثقافة القتل المروع هي منهج وفكر واسلوب قوى الارهاب وان تعددت عناوينهم واسماؤهم .
كيف تعامل الارهابيون مع موظفي (شركة النصر ) الحكومية في الطارمية عام 2006 ؟ لقد اقتادوهم بسيارات الدولة نهاية الدوام الرسمي الى ضفاف دجلة وفتحوا عليهم النار فرادا والقوهم بنهر دجلة !!كيف تعامل الارهابيون مع (زفة الدجيل) عام 2006؟ ا
ايضا بعد الاعتداء على الاعراض وقطع ثدي العروس ب(المنجل) واعدام سبعين من المشاركين ب(الزفة) ؟ كيف تعامل الارهابيون في (المناطق الساخنة) مع زوار العتبات المقدسة حيث يقتادون العجلات الملأى بالركاب الزوار وادخالهم الى المزارع القريبة وتبدأ مسرحية الاعتداء على النساء ثم قتل الرجال والقاء الصغار في مشاريع البزل ،اما اذا كانت معهم جنازة فتلقى بمشروع البزل ايضا بعد اسماعهم اشد العبارات النابية والطائفية !!
قد يسأل البعض عن " رمزية"نقل ضحايا سبايكر الى قصور صدام باعتبار ان الارهابيين (الدواعش) ثأروا لصدام في قتل (الشيعة ) عند قصره ،واقول ان ثقافة القتل والاعتداء على الاعراض والسبي والتدمير وتفجير المراقد الشريفة واحد مهما تغيرت الامكنة والعناوين .
ان واحدة من اساليب الارهاب هو القتل والذبح والحرق لاثارة الرعب لدى الشعوب الامنة ،ولم يتم اتخاذ الاجراء بحق ضحايا سبايكر حتى افتى كبيرهم (ابو مسلم ) بذبحهم .
وخطوة الى الخلف -قليلا -تعيدنا الى المقابر الجماعية ،حيث كانت افواج من البشر من ابناء الوسط والجنوب تساق وتحمل بحافلات الى مناطق بعيدة وقريبة قد تم اعداد حفرة كبيرة ليلقون بها وهم احياء صغارا وكبارا وفيهم اسر بكاملها ،بعدها يهال عليهم التراب بواسطة المعدات الثقيلة .
السؤال ؛-من الذي أمر بقتل ضحايا المقابر الجماعية ومن الذي نفذ القرار وطبقه؟ اليس هم ذاتهم الذين التحقوا بالارهاب ونفذوا اعمالهم الشريرة تحت عناوين جديدة ؟
ان عقيدة (الارهاب) بنت الفكر (الوهابي ) فطريقة الذبح امام الناس بدعوى (شتم الذات الملكية) او (معارضة النظام ) وطريقة تدمير الاثار الاسلامية ومحوها هي ذاتها ،والاّ من ذا يتجرأ ان يحول (بيت الرسول محمد ص) الذي عاش فيه مع السيدة خديجة (رض) وولدت فيه الزهراء ع واولاد الرسول ص الى (مراحيض)
سوى (الوهابيين )؟ وحين دخلوا العراق فجروا العتبات المقدسة !
هنا لابد من وقفة عند مجزرة سبايكر ،ف(الابادة الجماعية ) وفقا للقوانين الدولية التي اقرتهاالامم المتحدة عام 1948 فيها عقوبات شديدة على الجناة وعندما باشر كريم خان كممثل للامم المتحدة في ملف جرائم داعش بالعراق وقدم ستة تقارير عن الانتهاكات و(الابادة الجماعية ) التي ارتكبها الدواعش بحق (ضحايا سبايكر ) والجرائم الاخرى الا ان المتابعة الحكومية مازالت ضعيفة لهذه الملفات ،مثلما مازال القتلة لضحايا سبايكر يعيشون في نعيم التبريد والتدفئة والاطعمة المتنوعة في سجن الحوت ،
بسبب فساد السلطة ،وفوق ذلك يوفر السيد رئيس الجمهورية برهم صالح ومن سبقه غطاء امنا للارهابيين في الامتناع عن التوقيع باعدام الارهابيين!
ان مجزرة مثل (سبايكر ) تستحق المراجعة في البعد السياسي حيث لولا ارتباك العملية السياسية وفوضاها لما تجرأ الدواعش على كسب ود بعض السياسيين وبدا وكأنه ممثل عنهم ،ويكفينا شاهدا ان النائبة السابقة (ميسون الدملوجي) كان سعيدة بدخول الدواعش الى نينوى ،وان بعض الشخصيات السياسية من ابناء محافظة نينوى كانوا مرحبين بل وممهدين لدخول الدواعش ومنهم ال النجيفي ! المراجعة الثانية في البعد الديني اذ كيف تسللت افكار الارهاب الدينية الى المناطق الغربية وباتت مناطقهم بيئة امنة للارهابيين؟والمراجعة الثالثة في البعد العسكري اذ ان استشراء الفساد الاداري والمالي في صفوف القيادات الامنية ،اضعف من قوة القوات الامنية ووفر فرصة لاختراقها والا كيف استطاعت قوة صغيرة من الدواعش ان تطرد (90) الف منتسب من قواتنا الامنية كانت متواجدة في نينوى لحظة الهجوم ؟
المراجعة الرابعة في البعد الاجتماعي حيث بات المواطن في المناطق الغربية في خصومة مع القوات الامنية وكراهية لابناء الوسط والجنوب ،الى الحد الذي تهاجم فيه مواكب السيارات العسكرية ؟
المراجعة الخامسة هو البعد الاعلامي فقد وفرت وسائل الاعلام ارضا خصبة لنشوء الفكر الارهابي ولدعم الاعمال الارهابية وصناعة رأي عام ان الارهاب جاء (لنصرة اهل السنة )؟
هذه (المراجعات ) اذا لم يتم الاخذ بها فعلينا ان نتوقع بامكانية حدوث (ابادة جماعية ) في بلدنا .
التعليقات