حوار مع المستشار في العلاقات الدولية



حوار مع المستشار في العلاقات الدولية 
الدكتور : قاسم حدرج 
أجرى الحوار : حسين المير 
إشراف الأستاذة ربى يوسف شاهين 

معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران 


من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا ومآلاتها 
وإجتماع أستانا في جولته " ١٧ " ونتائجه .
والتوتر الحاصل بالعلاقات السعودية اللبنانية نتيجة تصريح وزير الإعلام اللبناني .
وصولاً إلى العملية العسكرية التي يهدد بها المحتل التركي في شمال سورية .
للإضاءةعلى هذه التطورات والتساؤلات حول الوضع في سوريا ولبنان إستضفنا المستشار الدكتور قاسم حدرج 
في معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران 

بعد الترحيب بكم دكتور قاسم سؤالي الأول ..
برأيكم دكتور 
كيف تقرؤون زيارة وزير خارجية الإمارات إلى دمشق في هذه الظروف المحيطة بسورية .؟؟ .


أجاب الدكتور ..
الأمارات عملا بسياستها في السنوات الخمس الأخيرة التي تحاول فيها تصدر المشهد والتفرد بسياساتها بعيدا عن القرار الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي بحيث تنوب عنهم جميعا في تنفيذ سياسات الولايات المتحدة الأميركية بمباركة سعودية غير معلنة وبحيث تكون رأس الجسر لعبور باقي الدول الى الضفة المقصودة وكما كانت السباقة في اعلان التطبيع مع العدو الأسرائيلي فهي اليوم تحاول احداث التوازن من خلال اعادة العلاقات مع الدولة المركزية المناهضة لكل اشكال التطبيع مع الكيان في محاولة للأيحاء بأن علاقاتها مع الصهاينة لا يضعها في خندقه 
بمعاداة دول المواجهة هذا بالشكل اما الأهداف المضمرة فهي محاولة احتواء لسوريا وعدم تركها عربيا بحيث لا يكون امامها خيار سوى التكامل سياسيا واقتصاديا وأمنيا مع الجمهورية الأسلامية ومن الواضح بأن الوفد المرافق لوزير الخارجية كان ذو طابع اقتصادي بحيث تحاول الأمارات تقديم عروض لسوريا بالمساهمة في اعادة الأعمار وتجديد المشروع القطري بإستخدام الجغرافيا السورية في مشروع نقل الغاز 
وأستقبال القيادة السورية لوزير الخارجية الاماراتي لا يعني بأي حال من الاحوال قبول سوريا بأي من الطروحات الإماراتية ولكنه يحقق مكسب سياسي اعلامي على مستوى العالم بأن سوريا عادت للعب دورها كقبلة للعالم العربي الذي قصد دمشق ليقر ويعترف بأنه اخطأ بحقها وحق قائدها وشعبها في اشارة واضحة بأن سوريا كانت معتدى عليها وفي حالة دفاع عن النفس وقد أقر كل من شارك ضدها بأنه كان معتدي وقد جاء مقدما لها الأعتذار . 


دكتور قاسم سؤالي التالي لكم ..
هل تعتقدون أن إجتماع آستانة القادم في جولته " ١٧ " 
سيحقق تقدماً بالنسبة للشمال السوري الذي يُنهب من قِبل المحتلين الأمريكي والتركي .؟؟


قال الدكتور قاسم ..
الجواب على هذا السؤال حسمه السيد الرئيس بشار في اكثر من تصريح بأن القيادة السورية تسير بمساران متوازيين هو المفاوضات السياسية والأعمال العسكرية مع افضلية للأول صونا للدماء وبالتالي الكرة في ملعب اعداء سوريا فإذا ما خضعوا لأرادة الميدان العسكري وترجموه خطوات عملية في الجغرافيا كان به والا فإن قرار تحرير كل الأراضي السورية بكافة الوسائل هو أمر محسوم .. 


دكتور قاسم ..
على مايبدو أن القوى التي تناهض محور المقاومة تتخذ من المواقف الشخصية سبباً للتدخل السلبي في لبنان 
ما توقعاتكم للعلاقة اللبنانية السعودية بعد التوتر الحاصل نتيجة تصريح الإعلامي جورج قرداحي والذي أثار ضجة سياسية كبيرة .؟؟


أجاب الدكتور قاسم ...
كما قال سماحة السيد نصرالله بأن تصريحات قرداحي هي ذريعة لأفتعال هذه الأزمة مع لبنان والتي الهدف منها زيادة الضغط من البوابة الإقتصادية وتحميل المقاومة مسؤولية تدهور هذه العلاقات وهو ما صرحت به القيادة السعودية علنا وأخرها تصريح وزير الخارجية السعودي وذلك للتغطية على فشل مؤامراتها السابقة الممتدة منذ العام 2006 وبالتالي فإن الموقف اللبناني الغير رسمي المتماسك حتى الأن 
اما سيدفع السعودية الى اتخاذ خطوات اكثر تصعيدا وهو الأمر المرجح وأما ان تبحث عن سلم ينزلها من على الشجرة والأقرار بأن ما تفعله في لبنان سيرتد عليها سلبا حتى من قبل المؤيدين لها وتكون كمن يطلق النار على قدمه خاصة ان الشارع السني بات متململا من التخلي السعودي عنه ويحملها مسؤولية تقهقره سياسيا خاصة من خلال كسر زعيمها سعد الحريري والسعي الى اقفال هذا البيت السياسي الذي بات رمزا لهذه الطائفة الكريمة ..


دكتور قاسم ...
برأيكم 
ما مدى قدرة اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم 
المتحدة على إلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ قراراتها المتعلقة بالجولان العربي السوري المحتل خاصة وأنه تم التصويت من قبل ١٤٤ دولة لصالح القرار وإمتناع ٢٢
ومعارضة من قبل الولايات المتحدة وكيان الإحتلال .؟؟


قال الدكتور قاسم ..
التاريخ علمنا بأن قرارات الأمم المتحدة بلجانها المتعددة تبقى حبرا على ورق وهي بمثابة شيكات بلا رصيد نستفيد منها بالبعد الإعلامي بإعتبارها احكام مع وقف التنفيذ واعتراف دولي بحقوقنا ولكننا في الوقت ذاته نؤمن بأن المقاومة وحدها هي من تحرر ارضنا وبأن عدونا لا يعترف لا بقانون دولي ولا بمنظمات دولية ولا يفهم الا بلغة القوة .

دكتور قاسم سؤالي التالي لكم ..
جيش الإحتلال التركي ومرتزقته يتابعون حشد القوات في الشمال السوري مهدداً بعملية عسكرية واسعة لإبعاد ميليشيا قسد الإنفصالية عن الحدود مع تركيا .
برأيكم دكتور هل سيحصل أردوغان على ضوء اخضر أمريكي لتنفيذ هذه العملية .
وماهيَّ الأهداف الحقيقية للعملية .
وكيف سيكون موقف حلفاء سورية منها .؟؟

أجاب الدكتور قاسم ..
في المعارك الكبرى قد تتقاطع مصالحك في لحظة ما مع مصالح اعدائك
وهو ما تعاطت معه الدولة السورية وحلفائها على مدار عشر سنوات بمنتهى الحكمة والحنكة وبات الجميع يدرك بأن تركيا دولة مأزومة تحاول الأمساك ببعض الأوراق لتغازل من خلالها دمشق وتقدمها كعربون حسن نية تمكنها من الجلوس على الطاولة وقد اعرب اردوغان في عدة مناسبات انه ليس لتركيا اية مطامع في الجغرافيا السورية وهدفها يقتصر على ابعاد خطر الكانتون الكردي عن اراضيها وبالتالي فإذا كانت العملية العسكرية ستؤدي الى مسارعة قسد لطرق بوابة دمشق واعلان التخلي عن احلامها الانفصالية وهو ما بدأنا نرى مؤشرات له فإن هذه المعركة ستخاض بمباركة روسية حيث لم يعد الأميركي لاعبا أساسيا وقد تخلى عمليا عن الورقة الكردية وهو يبحث عن تفاهم مع الروسي لإنسحاب آمن من المنطقة . .

دكتور قاسم سؤالي الأخير لكم ..
الحلف المعادي لمحور المقاومة يمارس أكبر عملية ضغط وحصار إقتصادي على لبنان .
ويقوم بتحريض عملاءه في الداخل اللبناني لإفتعال المشاكل .
كيف ترى المشهد اللبناني في ظل الحصار الإقتصادي 
وهل تتوقع حرباً مقبلة مع الكيان الصهيوني .؟؟.


أجاب الدكتور قاسم ..
من المتعارف عليه في العلوم العسكرية بأن الجيش المنهزم يغطي انسحابه بتغطية نارية يلقي خلالها كل ذخيرته كما يقوم بزرع حقول من الألغام تعيق عملية اللحاق به وبالتالي فإن الدول المعادية لمحور المقاومة والتي اصبحت جزأ لا يتجزأ من الجيوش الرديفة لإسرائيل والتي بعد هزيمة وكلائها من الجماعات الإرهابية باتت مضطرة لخوض المعركة بشكل اصيل مع علمها ان معركتها خاسرة ولكنها تخوضها لأنها مضطرة لتقديم اوراق اعتماد جدية للصهاينة بأنها شريكة في حربها ضد ما يسمى بأذرع ايران العسكرية ولإقناع شعوبها بأن تطبيعها مع اسرائيل هو بهدف مواجهة الخطر المصطنع المتمثل في التمدد الأيراني متخذة من العروبة والأسلام غطاءاً لمعاداتها لمحور المقاومة الذي يقاتل ويقدم التضحيات في سبيل استرداد الكرامة الاسلامية والعربية وأرضها ومقدساتها التي سلبها الصهاينة فإن لم يكن تحرير فلسطين هو عنوان الأسلام والعروبة فما هو عنوانها إذاً أهو في التطبيع مع العدو ومحاربة سوريا والعراق واليمن ولبنان والتخلي عن القضية الفلسطينية.
بأختصار ان كل ما تقوم به دول التطبيع سواء تلك التي اعلنت او التي في طريقها للإعلان وهي تطبع سراً منذ زمن ما هو الا محاولة لفرملة اندفاعة قوى المقاومة دولاً وحركات بإتجاه توحيد صفوفها ودمج جهودها وسد ثغراتها ونقاط ضعفها وتعزيز نقاط قوتها قبل خوض معركة تحرير فلسطين وإزالة اسرائيل من الوجود وهذا هو سبب العداء المفرط للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي منذ انتصار ثورتها المباركة رفعت هذا الشعار ووضعت حجر الأساس لعمل مقاوم مشترك تذوب خلاله الجنسيات والمذهبيات وتتوحد فيه الأهداف وهو ما شكل خطرا وجوديا على اصحاب العروش الخليجية لأن وجودها مرتبط بوجود هذا الكيان وهو ما صرح به ترامب حيث قال لولا السعودية وشقيقاتها لما وجدت اسرائيل وبالتالي فإن المواجهة مع اسرائيل ليست احتمالا بل هي قدراً محتوماً سواء الأن او بعد سنوات وما التأجيل الحاصل الا بسبب الدور الدفاعي الذي لعبته هذه الأنظمة العميلة التي وضعت بمواجهتنا مئات آلأف الإرهابيين وخلقت صراعات وحروب في المنطقة لأجل أطالة عمر هذا الكيان المحكوم بالزوال . .

في نهاية هذا الحوار المميز والأجوبة الرائعة .
من إدارة معهد أبرار للدراسات والابحاث الدولية طهران وفريق العمل جزيل الشكر والتقدير لحضرة المستشار 
الدكتور .. قاسم حدرج .