دلالات زيارة قاآني الى العراق


جاءت زيارة قائد فيلق القدس ،في الحرس الثوري الايراني الى بغداد ، وفقاً للانباء المتداولة ، بناءاً على طلب السيد رئيس الوزراء ، الكاظمي ، و بعد تعرّضه الى محاولة الاغتيال ، وحسب تلك الانباء ، طلبَ السيد رئيس الوزراء من ضيفهِ موعداً للقاء السيد الخامئني . 
واقعة محاولة الاغتيال و زيارة السيد قاآني و طلبات السيد رئيس الوزراء بمقابلة السيد خامئني ، هي أحداث تقودنا الى الظّنْ بأتجاه مسار الاتهامات بواقعة محاولة الاغتيال . 
هل ارادَ السيد رئيس الوزراء أنْ يشكوا الامر لأيران ؟ 
وهل ستساهم محاولة الاغتيال ، ” وغسل ” ملابساتها و أثارها بأنقاذ عملية الانتخابات و اخراجها من عنق الزجاجة ، وقبول الجميع بنتائجها والشروع في التوافق المعهود و المكتوب لتشكيل الحكومة ؟ 
قد يكون عنوان زيارة قاآني هو ” محاولة الاغتيال ” ، ولكن سيكون حتماً للزائر دوراً ، في التهدئة ، وفي توحيد البيت الشيعي والتوافق على شخص رئيس الوزراء ، مما يساهم أستتاب الامن و الاستقرار .
مصلحة العراق ، والمصلحة الشخصية للسيد رئيس الوزراء يقتضيان خاتمة سلام و وئام للمرحلة الانتقالية التي تكللّت بانتخابات ، نتائجها ، لم تنلْ رضا الجميع ، ولكن ، ما هو اهم من النتائج هو التوافق ! 
لم يحكم العراق منذ عام ٢٠٠٤ و ليومنا هذا ، رئيس وزراء سُمّيً وفقاً لعدد اصوات الناخبين ، وانما بناءاً على توافق النائبين ،المُمثلين بأحزابهم السياسية . 
لن يستطعْ مكّون واحد من مكّونات الشعب العراقي ، و لا حزب فائز و لا كتلة نيابية اكثر عدداً أنْ تقود العراق ، وتحقق الامن والسلم و الازدهار . تلك مسؤولية الجميع ، شرط ان تُمارسْ هذه المسؤولية ” مسؤولية السلطة ” بوعي وبأخلاق وبأيمان بحقوق الشعب . 
لن يّسرُ ايران أنْ تُجيّر زيارة قاآني لشأن ” محاولة الاغتيال ” حصراً ، ولم تخفْ ايران عن الآخرين دورها السياسي في العراق ، ومع كافة المكونّات ، لذا قد يكون للزيارة اثراً ايجابياُ في التهدئة و عدم التصعيد . 
لن ينزلق العراق نحو اقتتال داخلي ، رغم سوء الاحوال السياسيّة ،و لن يصبحْ ساحة لحرب امريكية -ايرانية لم ولن تقعْ ابداً . اصبحت ايران خارج مساحة الانقضاض الامريكي .