طيران حزب الله بعد الصواريخ النقطية
سيل المفاجآت لا ينقطع، ونرتقب منه المزيد مع كلّ طالع صبح جديد، ليولد بإبداع فيلق من المهندسين والخبراء، يكرّسون جهدهم لامتلاك المعارف والخبرات ولابتكار وتطوير المزيد، ولا حدود للفرضيات والتكهّنات والاحتمالات.
منذ الإعلان عن ظهور المسيّرات في سماء فلسطين المحتلة، في اعتراف رسمي لجيش العدو المرتعب، الذي أخرج ما في ترسانته دون طائل، فقد استعصى النيل من مسيّرات حزب الله رغم الآلة الحربية المتطوّرة المزوّدة بأحدث التقنيات الأميركية والغربية..
إن كانت العمليات الاستشهادية في العقود الماضية زلزال رعب للكيان، ومن ثمّ سلاح الصواريخ، الذي دخل عهد الدّقة النقطية، فقد كان ركون صهيوني لتوازي الأكلاف البشرية على ضفتي الحروب رغم هشاشة الجبهة الصهيونية ونقص المناعة التكويني في بؤرة استيطانية، تكونت من استجلاب المهاجرين.
تطوير المقاومة لثقافة استشهاد وتضحية وتحمّل باتت منتشرة وراسخة، محصّنة بما حصده حزب الله من انجازات وانتصارات، وما فرضه من تغييرات في البيئة الإقليمية العامّة والواسعة، بتبتّل وزهد ونسك سياسي، كان صعود المقاومة وتراكم منجزاتها يفكّك باضطراد تصاعدي وجوه الاختلال في المعادلات.
ليس الحاصل الفعلي معنويا وثقافيا فحسب، بل استراتيجيا بانتهاء خرافة العدو، الذي لا يُقهر. واليوم في زمن الصواريخ النقطية والطيران المسيّر بمديات وأحجام وطاقة تفجير وتدمير هائلة، باتت الصورة معكوسة كلّيا، والعدو يجري الحسبة ويضرب أخماسه بأسداسه مرتبكا يخشى الاحتكاك.
كما كنّا نخشى كلّ ما يظهر في أجوائنا من أدوات العدوان، التي تنوّعت من المناطيد الى الطيران الاستطلاعي الى الطيران الحربي، بات الكيان بقضّه وقضيضه اليوم، وفي زمن نصرالله، يرقب كلّ ما يلوح في سماء فلسطين.
ويرتعش العسر الصهيوني والمستعمرون خوفا ورعبا من أبابيل نصرالله وسجيلها القاتل المحرق، والعدو يعلم ألّا حدّ للابتكار في التخطيط والتطوير. فالمفاجآت تترى “تتوالى” في حسابنا المفتوح، والآتي أعظم. وهذا زمن عصيّ على التحكّم والسيطرة بعنجهية العدو المتغطرس، الذي أدمن السيطرة والعدوان دون رادع، قبل فجر المقاومة وقبل انبثاق محورها الإقليمي.
الأكيد أن فيلق المهندسين والخبراء يحضر ويخفي المزيد من عناصر القوة ومفاجآتها، التي سيختار قائد المقاومة ومعاونوه بإتقان توقيت الإعلان عن وجودها، وإشهار حضورها، ودفع الكيان الحائر في متاهة خبل ومسلسل خيبات وانهيارات ضمن متلازمة العجز والفشل.
سوف تنشغل دوائر التخطيط والاستخبارات الغربية الصهيونية الرجعية في مطاردة إشارات وشبهات انتقال الابتكارات والخبرات، وهي تعرف جيدا ما بات يمثّله الحزب الرائد على مستوى المنطقة العربية وقواها التحرّرية وكيف يمكن لمنطق تواصل الساحات والقيادات والهياكل والخبرات والأدوات أن يتطور ويتشعب، ولتغرق في التكهّن، لأن أسلوب نصرالله القيادي في إدارة الصراع ركنه المفاجآت، ولينشغلوا في التوقّع والتكهّن، فكل آتٍ لناظره قريب، ووعد نصرالله يقين.
التعليقات