ايران والعراق ..فرصة ذهبية لن تتكرر


مع استعداد الجمهورية الاسلامية للظهور بحلة السيد ابراهيم رئيسي الرئيس المنتخب برزت للافق ملامح المشروع الايراني المقبل وبقوة الى العراق والذي يشدد على دعم مركزية مؤسسات الدولة وتقوية النظام المركزي في العراق والانتقال من الفوضى السياسية والامنية والخدمية الى مرحلة اعادة الاعمار للبلاد. 

تقوية الدولة ومؤسساتها مشروع ايراني منذ 2003 وركز عليه المسؤولين في طهران بشكل مستمر على الاهتمام بالشعب وتقديم الخدمات وعكس الرؤية الحقيقية للمشروع الاسلامي الحضاري في الانتقال بالبلاد من مرحلة الفقر والجوع والعبثية الى الاعمار والبناء والرفض التام لرهن ثروات العراق بيد الاميركان . 

التحالف الوطني او "البيت الشيعي" على رأس اولويات الجمهورية الاسلامية فهو من يضبط الايقاع وقد نجح سابقا في ترسيخ قوة الدولة والقانون ومساندة الحكومة في الحد من الفوضى والانفلات ولكن بمجرد ان دبت الخلافات وتصدع التحالف فقد المكون حقه في انتخاب من يمثله في رئاسة الوزراء واصبح القرار رهن للمكونين الاخريين وبالتالي الهدف الاساس لاعادة قوة حكومة ومؤسساتها يتمثل باحياء التحالف الوطني للبيت السياسي والانتقال للحوار مع المكونات الاخرى ، والسيد رئيسي يمتلك علاقات وطيدة مع جميع اطراف التحالف الوطني. 

ايران من الدول القليلة التي تمتلك مؤسسات عملاقة للتخطيط العمراني وشركات رصينة اثببت قدرتها عالميا ومن هذه الشركات عملت في العراق ولاتزال تعمل رغم الضغوطات والفوضى الادارية والازمة الاقتصادية الحادة لكن طهران تعتمد على المبادأة السياسية وتطرح الرؤى متعددة ولاتنتظر مبادرات الاخرين وهذا ما تمثل بدعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من قبل السيد رئيسي فور ظهور النتائج وهذا يدل على اصرار الجمهورية الاسلامية على الاهتمام بدول الجوار وخصوصا العراق لوجود روابط ثقافية واجتماعية وتاريخية بين الشعبين الشقيقين .

ايران لديها رؤية لتفعيل قناة مالية للتبادل التجاري والاقتثصادي بعيدا عن العقوبات الاميركية وهذا سيحل مشكلة الشركات الايرانية العاملة في العراق او التي لديها طموح بالعمل وخصوصا في قطاع الكهرباء حيث تعتمد وزارة التخطيط في المطابقة على مؤسسات دولية فأنشأت ايران شركات متخصصة بالمطابقة وفق المواصفات الدولية وبالتالي أوجدت الحلول لكل اشكاليات الاستثمار في الكهرباء. 

ولمعالجة ازمة المياه يمكن لبغداد بالاستعانة بشقيقتها طهران والاستفادة من خبراتها في مجال بناء السدود والتدوير العكسي للمياه فضلا عن تنظيم آلية الاستفادة من المياه الجوفية وزادت من انتاجها الزراعي والذي مثل 23 بالمئة من مجموع صادراتها في العام 2020 واصبحت في المرتبة الرابعة عالميا من حيث التنوع الزراعي وهذا يمثل فرصة ذهبية امام المسؤولين العراقيين في الاستفادة من الخبرات الايرانية في احياء القطاع الزراعي الذي شل تماما جراء السياسات الخاطئة.

وعلى ضوء هذه النقاط فان عملية التكامل الاقتصادي والتجاري والزراعي للبلدين الشقيقين تعتمد بالاساس على التطبيق الفعلي للسياسات والاتفاقيات الدولية والاندماج الكامل في اتفاقية استراتيجية على غرار الاتفاقية الايرانية الصينية لتشكيل قوة اقتصادية كبيرة في غرب اسيا. 

امام ايران فرصة ذهبية في تطوير منظمة التعاون الاقتصادي وضرورة دخول العراق فيها كونها تمثل منطقة اقتصادية وبشرية كبيرتين فضلا عن وجود موارد طبيعية هائلة اضافة الى موقع جيوسياسي متميز.

المصدر: وكالة أنباء براثا