مسرحية سياسية بنكهة شعبية


لايتوقف مطلب الحرية عند الانسان، بل هو مطلب كل كائن حي، نبات كان ام حيوان،  ومنذ  فجر الوجود بدأ الصراع مابين الحرية والعبودية، ومازال وسوف يبقى؛ لان الحرية تمثل وجود وكرامة وحياة .
والحرية شعار ( نظري) يرفع ، ما يلبث ان يطبق على( ارض الواقع)، ولكن تطبيقه ليس بتلك السهولة التي نتصورها؛ بل يحتاج التطبيق الى ارادة حقيقية وثقة بالنفس.
بعد عام ٢٠٠٣ تنفس أبناء العراق الصعداء،بعد تخلصهم مم الدكتاتورية ( الاحادية) ذات القطب الواحد ؛ليرى أبناء العراق أنفسهم تحت دكتاتورية( متعددة الاقطاب)،  وبدأ أبناء العراق العمل والنضال للتخلص من متعددة الاقطاب ، ليكون الاول من تشرين عام ٢٠١٩ موعدا للانطلاق وتظاهرات واسعة ضد المنظومة الحاكمة،  لكن الشيء الملفت ان هذه التظاهرات سارت في طريق  مخالف جدا للهدف المعلن الا وهو الحرية وتحسين الوضع الاقتصادي، وتم تبادل الاتهامات بين المتظاهرين انفسهم، فهناك من يقول ان الاحزاب ركبت الموجة واخر يقول ان الموساد وراء هذه التظاهرات، وقسم اخر يتهم دول او شخصيات بعينها، والنتيجة تم اخماد هذه التظاهرات.
تظاهرات او احتجاجات تموز ٢٠٢٢ ، خصوصا يوم ٣٠ تموز شهدنا كيف ان الجموع دخلت المنطقة الخضراء، ولم نرى دور يذكر للقوات الامنية، كالدور الذي قامت به في تظاهرات ٢٠١٩ حيث استخدام الذخيرة الحية وانتشار القناصين، هذه الامور كانت بعيدة كل البعد عن تظاهرات واحتجاجات ٣٠ تموز ، والأمر كان واضحا عبارة عن مسرحية ،انتشار للقوات الأمنية والتركيز  على طوابير سيارات الإسعاف لارسال صورة الى المتلقي بأن هناك ( ضحايا) ، ثم تفتح أبواب الخضراء ، ومن ثم مباركة السيد رئيس مجلس النواب وقبل ذلك مباركة( المبخوت) رئيس الحكومة،
والأمر واضح جدا عبارة عن مسرحية سياسية، طوعت وسخرت الفقراء والمحرومين لتنفيذ أجندة سياسية بأسم  الشعب وبأسم الفقراء.
هذه المسرحية لها اهداف آنية وأهداف مستقبلية 
الأهداف الانية تمديد ( صلاحية) الحكومة الحالية واطالة عمرها
واهدافها المستقبلية استهداف الانسان العراقي الأصيل وجعله هامش ذكرى،  وجعل العراق تحت مطرقة افكار هدامة ومنظومة غريبة عن قيمنا.
وحقيقة الامر ان معظم الاحزاب والكتل السياسية تتحمل المسؤولية كاملة لما وصل إليه العراق من واقع يسر العدو ويحزن الصديق.