العقيدة والنبوءة والصراع بين المسار المهدوي والمسياوي!!


من وجهة نظري فإن أسوأ ما تعانيه أمتنا الإسلامية ناشيء عن الدور التشويشي الفوضوي التخريبي الذي تقوم به الميليشات الثقافية التي يسمونها بالمثقفين والمفكرين العرب.

هؤلاء لهم في كل عرس قرص وفي كل مأتم نائحة مستأجرة تندب حال المسلمين وتولول على تخلفهم فإذا اطمأننت إليهم وقررت تعاطي وصفتهم القاتلة كن متأكدا أن أقصى ما ستحصل عليه هو الرضا من الغنيمة بالإياب!!.

هؤلاء وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع (لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَإِلَى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلًا وَلِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلًا وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلًا وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ وَيُنْفِقُوا بِهِ أَعْلَاقَهُمْ يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَحُمَةُ النِّيرَانِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ).

هذه الطبقة الفاشلة ما تزال واسعة الانتشار والتأثير ولا تزال قادرة على التمدد وتغيير جلدها بل وإنتاج نسخ ذات أشكال جديدة تارة تحت عنوان تجديد الخطاب الديني وتارة أخرى تحت عنوان الوسطية والاعتدال والأسوأ من هذا أنها تتبوأ موقعا مهما ضمن إعلام المقاومة حيث يبيعون شعارات ملونة عن الصراع العربي الإسرائيلي تدعو لوحدة أمة عربية –مشروع توحيد الفراغ- لم يكن لها وجود في أي عصر من عصور التاريخ ويقدمون لنا تفسيرا تاريخيا بائسا عن تأسيس الحركة الصهيونية ونشأة إسرائيل في أعقاب مؤتمر بازل في سويسرا رغم أن المشروع اليهودي عمره ثلاثة آلاف سنة!!.

المشروع اليهودي مشروع عقائدي يسعى لتأسيس دولة المسيا اليهودي التي ستحكم العالم حسب زعمهم وحتى المصطلح الذي يوصف به الكيان بأنه وطن قومي لليهود والذي يستخدمه الطابور الخامس المشار إليه يكشف عن خلل جسيم في البنية السياسية والفكرية للمسلمين فهي ليست قومية عرقية مثل تلك التي يسمونها قومية عربية بل هي قومية تقوم على وحدة الانتساب لليهودية وانتسابهم جميعهم لهذا المشروع.

حتى اليهود (المعتدلين) يؤمنون بهذا المعتقد والخلاف بينهم يدور حول الوسيلة الموصلة لهذا الهدقف.

ولأننا نؤمن بأن (الأديان) ذات مصدر إلهي واحد حيث يقع عبء تزييف هذه الأديان على عاتق الأحبار والكهان الذين حرفوا وغيروا وبدلوا.

التهديد الحقيقي الذي يمثله المشروع المسياوي اليهودي أبعد بكثير من الاستيلاء على الأرض وحتى الأماكن ولو افترضنا جدلا أن المسيا اليهودي قد ظهر فمعنى هذا أن المسيحية والإسلام أديان باطلة وأن كلا من عيسى بن مريم ومحمد بن عبد الله مجرد أنبياء كذبة والمفاجأة الكبرى التي يتوقعها هؤلاء ليست هدم المسجد الأٌقصى بل هدم المسيحية والإسلام.

إنه صراع عقائدي أيها السادة نكون فيه أو لا نكون!!.

لا تقل أهمية الجبهة العقائدية عن أهمية الجبهة العسكرية بل تفوقها ولأن الأمر هكذا فالأمر أهم وأعلى شأنا من ترك الساحة للمرتزقة والهواة وفلول اليسار والناصريين وبقايا جماعة الإخوان!!.

وللحديث بقية….