التجنيد الالزامي بين ذكريات الماضي ومعطيات الحاضر
التجنيد الالزامي عبارة تعيد للذاكرة سيل من الذكريات والأحداث والمواقف بمجملها ليست سعيدة ، فكل الألوان تتحول الى لون واحد الخاكي
رفيق الدرب الطويل لجل البسطاء المجبرين مهما كان المؤهل العلمي والثقافة والنسب ، اما من له مميزات اخرى فهم مميزون بكل زمان .
المواطن البسيط ضاعت سنين عمره بين خندق وقذيفة وجرح وعذاب وفراق والتحاق وعودة ، لم يجني منها شيء ، على العكس بفترة ما مع اشتداد المعارك افرغت الساحة الداخلية لغير العراقيين لصالح جنسيات كثيرة فتنعمو بالكثير .
التجنيد الالزامي ( الاجباري ) رافق العراقيين وفق هذا المسمى منذ اكثر من قرن والغاية واحدة فقط جهد عسكري مضاف للقوات المسلحة .
لنحاول تسليط الضوء ونمحص
بالذاكرة الحاضرة وهم الشخوص الذين دخلو هذا المعترك لنعكس نتائجه على حديث الساعة التجنيد الالزامي .
لنتحدث عن ثيمات مهمة لننظر نقاط الضعف والقوة او السلبيات والايجابيات ومنها :
الحس والشعور الوطني
الشعور الوطني من خلال التجنيد امر واقع وفق اي مسمى ضريبة حب البلد وأهله ،
بوابة المستقبل لبناء المجتمع والمواطنة وخصوصا المواطن الصالح الوطني .
لكن هناك تفصيل اهم قد
لا ينظره الكثير ( الضابطة او ... المعيار ) ،
الضوابط هدفها ضبط ايقاع المجتمع قد تصح او تخطى وفق رؤية الدولة وفلسفتها .
الضابطة العمرية الفئوية .
تسلسل مراحل العمر يجب أن يرتبط بالتعليم والدراسة لان الجهل والامية داء من جهة وسلاح خطير من جهة أخرى .
لذا تجد مثلا سن التجنيد كان سن 18 ثمان عشر عام ، عند ئذ يجب أن توضح موقفك ( كفرد ) من الدراسة أين وصل استمر ، ترك ، وفق جزئية
لا يحق الرسوب ( الاخفاق ) بالدراسة اكثر من عامين لينتقل بعدها من الدراسة الصباحية للمسائية كفرصة اضافية للدراسة ، طبعا هناك جدول سنوي يوضح الاعمار والمواليد والمرحلة الدراسية ، هذا الجدول يعتبر حافز إضافي للمضي بالتعليم والدراسة ومعالج للتسرب المدرسي فتدنت نسب الأمية كثيرا وازداد ممن يحمل مؤهل علمي برصانة .
الرصانة هنا التشديد على معيار العلم من خلال امتحانات واختبارات بمعيار متشدد علمي فلا وجود لاي تفصيل به خاص او اهلي .
لننتقل الى ثيمة اخرى .
تنظيم الضوابط الاجتماعية والثقافية .
بلدنا يضم تنوع حضاري ديني عقائدي واسع ، ثلاثة حضارات ، أربعة أديان رئيسية ، أربعة عشر طائفة وان تفرعنا بالجزئيات فحدث ولا حرج .
واحدة من الفوائد المجتمعية تقبل الآخر ، فعندما تلتقي بشخص او شخوص لفترة ليست بالقصيرة بظل قانون ملزم يجب أن تتعايش معهم برضاك او بامتعاضك ، هذا ما تحقق بشكل عام وواسع فعدد ليس بالقليل من العلاقات الشخصية والاجتماعية والثقافية حدثت وتطورت الى علاقات عائلية متينة وبعضها مازال مستمره برغم زوال الشخوص ، الخلاصة ستتقبل المقابل مهما كانت الصفة والفكر وباقي المفردات التي تبدو الان مهمة .
طبعا هناك جزء اسود سلبي من الذاكرة الجمعية تشكله صفات وثيمات اخرى ، لا تربط بالفرد ، لكن ترتبط بماهية تطبيق النظام والقانون .
عندما ترتدي بظل النظام السابق الزي العسكري يجب أن تعرف تفصيل مهم وهو احدى تعاريف العسكرية نظام فاشل اساسه الضبط وهذا ما يحدث .
تخضع عند التجنيد الى قوانين الضبط والعقوبات العسكري ، كشخص مدني تزج زجا دون ارادة وتقبل بل تفرض عليك قيود لها اول وليس اخر .
فترة التسعينات هي الاهم لأنها حولت هذه الممارسة ذات الظاهر الوطني والمواطنة الى منافع ومغانم للضباط والمنتسبين الدائمين طبعا مع امتعاض وذكريات سيئة للطرف الآخر ، ففقد الأصل بفقدان التاسيس والاساس .
لننتقل الى الزمان الحالي الحاضر .
موضوع التجنيد الالزامي
اعمل عليه منذ عام تقريبا
تناقشت مع الكثير ممن بسدة القرار لرؤيتهم للتجنيد وكان هناك جواب واحد بخلاصة ان التجنيد الالزامي الحالي هو برؤية النظام السابق ، هذا هو الخطأ الاكبر .
لنجدد ونشدد وندقق :
١. القانون حاجة مجتمعية لوجود ضابطة مرتبطة باهداف محددة واقتصاديات ترتبط بهذه الأهداف .
٢. قانون يجب تشريعه لكن
كل قوانين الفترة الأخيرة من البرلمان والحكومة فقدت أهميتها لأنها بدون مناقشات مستفيضة لذا ستكون قاصرة بل ستسبب اشكالات بالمرحلة ما بعد الإقرار او التنفيذ .
لذا قبل الولوج لثنايا القانون وحيثياته يجب :
١. نحدد الرؤية
٢. نحدد الأهداف
٣. نحدد اقتصاديات التجنيد .
بمخرجات ما سبق نستطيع بناء طريق معلوم الأهداف سيمضي به ابنائنا وبناتنا ، اما بغير ذلك
فباب من الفساد قادم .
لذا رددنا التجنيد الالزامي مهم
لكن بصورة وصيغ النظام السابق خطأ كبير جدا .
اسمحوا لنا نرفق جزء من كلمات د بلال الخليفة الاحصائية المرتبطة بالموضوع.
ان الزيادة السنوية في العراق في السنوات الأخيرة يقترب من المليون نسمة سنويا ، هذه الزيادة كبيرة جدا بالنسبة الى عدد السكان البالغ أكثر من الأربعين مليون نسمة (1) في هذا العام. حيث يبلغ نسبة الذكور من هذا الرقم هو 50.50 % اما الاناث فكان نسبتهم هي 49.5 %(2) .
ان عدد الشباب الذين يبلغون من العمر ( 18 – ثمان عشر عام ) من هذا العدد في هذا العام وهو 2021 يبلغ 882,093 نسمة (1) وهذا يشكل نسبة 2.151 % من العدد الكلي ، حيث يشكل الذكور من العدد 455,370 شاب (1)، وهذا يعني ان نسبة الشباب الذين هم في سن الثامن عشر هو 1.11 % من المجتمع، اما الاناث فهي 426,723 شابة (1) في عمر الثامن عشر .
نعود الى موضوعنا وهو التجنيد الالزامي للشباب وهذا يعني ان 2.151 من المجتمع العراقي سوف ينخرط ضمن صفوف الجيش العراقي .
لنستكمل الصورة هناك سنويا
تقريبا 500.000 سيدخلون ضمن التجنيد الالزامي اترك ( الاستثناءات جانبا ) .
بالعودة الى الأصل ان كانوا في النظام السابق او الحالي يحلمون بنظرة ورؤية تجييش الجيوش وتبديد وهدر المليارات ، لاسباب كثيرة ومنها نزعة الحرب والقتال المغروسة في عقولهم الباطنة .
الامر الاخر عدم الاطلاع على التجارب العالمية غثها وسمينها ، بنتيحة انه الان في كثير من بلدان العالم جرى الغاء التجنيد الاجباري الالزامي وخصوصا بعد هذا التطور الهائل في العلم العسكري والصناعات والتقنيات الدفاعية المتطورة جدا .
اتجه التركيز وتسليط الضوء على النوعية المهنية والفنية التي تستطيع استخدام السلاح الحديث وليس على الكثرة العددية لأنها انتهت بات
بانتهاء الحروب المباشرة الصلبة والانتقال للحروب الناعمه .
اذن العدد يصبح 750 الف ( اذا جمع عدد الشباب في عمر 18 سنة مع القوى العاملة في الجيش الان وهي 288 الف )
وهذا ما يخالف ابجديات الاقتصاد الحاث على تقليل النفقات وتعظيم الايرادات ويخالف توجة الحكومه وورقتها الإصلاحية لان الموضوع خالي من الجدوى الاقتصادية ومخالف للتوجه العام للاصلاح الاقتصادي .
بتنويه مهم ان إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية ستلزم المؤسسة العسكرية الى قرارات بعد فترة ، مثلا ان يحلو محل قسم معين من المتطوعين بعد احالتهم على التقاعد او تسريحهم مبكرا مع منحهم تعويض مالي ، وهذا هو قمة الهدر الاستراتيجي .
اذن لنحدد الأهداف وننطلق .
التعليقات