السعودية تلوح بالحرب!! آل سعود غزوة جورج قرداحي والبحث عن انتصار ولو في الفراغ!!
لا شك أن هذا الفتى قد بعثر ما تبقى من هيبة آل سعود، تلك الهيبة التي تضافرت في السابق عدة عوامل على صناعتها ما بين البطش والتنكيل بمعارضي الداخل والخارج والرشاوى الهائلة التي أغدقها – ط. ع. طال عمره- على كل من هلل وصفق لسياسات المملكة، ناهيك عن الاستخدام الواسع للجماعات الوهابية لتأديب كل من تسول له نفسه الاعتراض على أفعالهم حتى غدت المملكة مرهوبة الجانب اتقاء لشرها أو جلبا (لخيرها)!!.
طبعا لم يكن مبس هو مخترع هذه السياسات والأساليب بل يرجع تاريخ استخدامها للملك المؤسس كما يسمونه إلا أن الدنيا قد أصبحت غير تلك كما أن اليوم ليس كالأمس فهناك الآن مقاومة رادعة تقف في وجه هؤلاء وتحول بينهم وبين استمراء البلطجة وهو ما يبدو الآن واضحا جليا في النهاية المأساوية التي آلت إليها غزوة اليمن التي اعتقد مبس أنها ستكون مجرد رحلة للقنص كتلك التي اعتادها ضياطرة العرب حيث أصبح (عظمة جلالته) يعيش أزمة وجود لا يجدي فيها أساليب السب والشتم أو مواصلة الغطرسة ورفض الاعتراف بالحقيقة المرة.
ولأن غزوة اليمن قد انتهت إلى هزيمة مأساوية تهدد فقط ليس الأسرة الحاكمة في المملكة بل منظومة الكيانات التابعة التي بعضها دول وبعضها الآخر كيانات إرهابية ومنظمات دعائية فكان لا بد من افتعال غزوة ولو كانت غزوة صغيرة تحفظ الهيبة المبعثرة على رمال مأرب فكان قرار غزوة جورج قرداحي لأن الرجل ذكر كلمتين متواضعتين صغيرتين (حرب عبثية) و (اليمنيون يدافعون عن أنفسهم)!!.
الآن تصاعدت الأزمة وبدأ الإخوة المهزومون في اليمن في اتخاذ إجراءات دبلوماسية قد تفضي لقطع العلاقات مع لبنان ويبدو أنهم قرروا اللجوء لخيار شمشون (علي وعلى أعدائي يا رب) (إذا مت ظمآن فلا نزل القَطر) وتفسيرنا لتلك الغضبة هو إدراكهم لفشل ضغوطاتهم ونضوب الخيارات المتاحة أمامهم في مواجهة محور المقاومة.
الخيار الوحيد المتبقي هو تحريض الكيان الصهيوني على شن حربه المؤجلة منذ ستة عشر عاما على لبنان وهو ما بدا واضحا في البيان التحريضي الذي أصدرته الخارجية السعودية الليلة والذي كشف خبيئة نفسهم مبررا (غضبهم) باتهام حزب الله بالاتجار في المخدرات منددة “بسيطرة حزب الله (الإرهابي) على قرار الدولة اللبنانية مما جعل لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق … كما هو مشاهد من خلال قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الإرهابية”.
كما لوح البيان بمزيد من (الإجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف. وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان).
إنهم يتحدثون عن الأمن!!.
إنهم يتحدثون عن الحرب!!.
التعليقات