الاردن: سياسة أم تياسة؟


لا يوجد دولة هادئة تماما وجميعها عرضه لأزمات بمقاسات مختلفة ،وقد تكشف عن مستوى الدول ومهاراتها في ادارة الملفات بأنواعها ،وقد نجحت تلك الازمات في تصنيف وتوزيع بعض رجالات الاوطان  على معسكرات السياسة وأحيانا التياسة حيث تغلبت الثانية على الأولى بالعدد  نظرا لخلو الساحة الوطنية وخصوصا  في الاوقات الحرجة من الحكماء وإن وجدو أحيانا ،فالخوف والصمت يسيطر عليهم ويثنيهم عن إعلان انحيازهم للوطن ،فميزانهم ضيق ولا يتسع الا لمفاهيم الربح والخسارة.
وظهر الاعلام المخدر على حقيقته في هذه المواقف بمظهر غير صادق بل مضلل ومفبرك للوقائع والأحداث ،فلم يعد يقوى على كشف الحقائق وعرضها على الرأي العام ،واكتفى بالظهور وفقا لسياسة التنفيعات والمصالح ،ويعود هذا الفشل في إدارة الازمات إلى أن معظم المسؤولين غير مؤهلين على استخدام  فنون السياسات الإدارية والاستراتيجية والاقتصادية والتشريعية ،ولا يوجد في جعبتهم رصيد كافي من القدرة الوطنية على تقدير المواقف ومالاتها بنزاهة وخصوصا في مراحل صناعة القرار التي تسهل على متخذ القرار انتقاء القرار الأكثر صوابا ،وهذا السلوك يصنع الازمات في الأردن ويفجرها ،لذلك حان الوقت لتجديد الدولة الأردنية ،وكما جاء بحديث  جلالة الملك مؤخرا وإلباسها لباسا جديدا جميلا مختلفا عن تلك الملابس التي جرى ترقيعها على مدار سنوات طويلة واثقلتنا بالمديونية والفقر والبطالة والظلم.
ولم يعد هنالك موضعا لإلصاق أي رقعة فيها لانتاج المزيد من الفشل ،وينبغي استبدالها على عجل  وإلباس السلطات المهمة ثيابا وطنية نظيفة الفكر والتاريخ  بغض النظر عن لونها ،ووقف سياسة الاغتيالات التي افرغت مواقع الدولة من الشرفاء وأصحاب الخبرة وانصافهم ،وبغير ذلك ستتدحرج الازمات ككرة الثلج ،فلم يعد مفعول حقن  التخدير وتلبيس الطواقي والوعود    مؤثرة في هذه المرحلة الخطيرة.
وأتمنى على كل المنافقين والمنافقات  والمبالغين من الطرفين الرسمي والشعبي ،أن يعودو لفطرتهم ويستقيموا  حفاظا على هذا الوطن ،ويتوقفوا عن الانخراط في استراتيجيات التياسة التي طالما استخدموها ودافعوا عنها ،وهو ما ساهم في تعقيد المشهد ،فقد شرع الدين الكذب من أجل الاصلاح بين المتخاصمين ،فكيف إذا كان الخصام وطنيا ،أما أنتم فتكذبون من اجل التخريب والبقاء او الوصول.
لذلك نحن في الاردن كشعب وحكومة بحاجه لتاهيل بعضنا بشكل صحيح  بعدما سلكنا مسارات خاطئة قبل وبعد واثناء الازمات وبالغنا في ذلك.
متمنيا أن ننتقل لمرحلة صادقة من  الاستراتيجيات الجديدة ،ونحن نسمع عن لجنة السبعين لإصلاح ما افسدته تلك الاجسام علنا نرتقي بالوطن ،ونقفز فوق الازمات بثياب نظيفة خالية من الرقع القديمة ،داعيا العلي القدير أن لا يكون في لجنة السبعين أحدا ممن يجمع الشعب على انتهاء مدتهم وعدم صلاحيتهم لتجديد وتحديث الدولة ،فالحوار
الاصلاحي لا يمكن ان يكون بعضوية من قتل الاقتصاد والعدالة ورفع البطالة والمديونية ،وممن فضل استخدام التياسة عوضا عن اخلاقيات السياسة.