الوَهن السعودي في اليمن وُلِدَ من رحم صمود اليمنيين
المقال طويل جداََ لأن مقام المقاتل اليمني رفيع جداََ.
** سِت سنوات أصبحَت في طَي الماضي والعدوان على اليمن الحبيب يدخل عامه السابع، تلك الحرب اللئيمة التي شَنَّها أحفاد أبو جهلٍ وأبو لَهَب على أتباع الرسول الأكرم في أشرف وأعرَق بقعه جغرافية في منطقة شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ تميزَت بحجم شلالات الدماء التي سالت من أجساد الفقراء اليمنيين نساءََ وأطفال وشيوخ،
بَشَر وحَجَر وحيوانات،
حَرب ضروس لَم تُبقي ولَم تُذِر شيئاََ في بلاد سَبَأ وهُدهُد سُليمان مؤل القبائل العربية الأصيلة أصل العَرَب والعروبة ولسان الضاد،
[الخبثاء إستهدفوا الشرفاء،
[الضياغم إستهدفهم الجبناء،
[الصادقون العفيفون إعتدَى عليهم وقتلهم أهل النفاق والرياء.
[قالوا عاصفة الحَزم، قلنا عاصفة اللُئم؟
[قالوا ثلاثة أسابيع وننتهي من أنصار ألله! قلنا خَسِئتُم لَن تُفلِحوا بثلاثة قرون يا قرن الشيطان،
وثَبَتت خنفشارية قولكم يا آل سلول، وثَبَتَت مصداقية ردودنا عليكم.
**بعد سنتين من بدء الحرب بدأتُم تتوسلون العالم كي يُنزِلَكُم عن رأس الخازوق في أعلى الشجرَة وبعد ثلاث سنوات قبلنا نَحن بالمفاوضات،
لكنكم تراوغون وتكذبون وتماطلون محاولين كسر شوكتنا بالسياسة والخداع وتريدون تحقيق ما عجزتُم عن تحقيقه في الميدان،
** لقد إنقَلَب السحرُ على الساحر، وأمسكنا بزمام المبادرة وأصبحت الناقة تسيرُ وفق إرادتنا وعكس ما تشتهي أنفسكم الرذيلة يا آل سلول،
[ أستمرت الحرب والمواجهات وعلَّمناكُم أصول المَرجَلَةِ والقتال،
ميادين كُنتم فيها مجرمين وحوش مع أسرانا،
وكنا نَحن رحماء لطفاء مع أسراكُم؟ دخلتم أرضنا من الجنوب دخلنا أرضكم في نجران وجيزان تعاملتم معنا بالشِدَّة أذقناكم طَعم بأسنا،
*نحنُ أنصار اللَّه ورجاله
**بعدما فقدتَ الرياض وحلفائها الأمل من تحقيق أي إنجازات عسكرية في الميادين وبعدما فَرَطَ عقد هذا التحالف اللئيم وأنكشفَ عُراه وتملصَت عدة دُوَل من تعهداتها للملكة المسعورة أصبحت الأزمة أكبر مِمَّا يتحملها القادة السعوديون وعلى رأسهم محمد بن سلمان، بعدما وصَلَت مديونية الحكومة الى ما يزيد عن ٤٠٠ مليار دولار وفقدان الفائض الذي كانت تحتويه الخزينة قبل إطلاق عاصفة الخزي والدم على اليَمن.
**كافة الجهود الأممية التي بُذِلَت لوقف إطلاق النار بائت بالفشل لإنحياز كافة مبعوثي الأمم المتحدة الى شروط واشنطن والرياض،
فجائت معركة مأرب لتلقي بثقلها على بن سلمان وبن زايد وتزيد الأمور تعقيداََ في ظل إصرار يمني على حسم المعركة وتَعَنُت كبير لدى قيادة صنعاء فيما يخص شروط وقف إطلاق النار.
**الرياض التي كانت بالأمس ترسل الرسائل لأنصار الله وتضع الشروط على صنعاء اليوم تتلقى الرسائل وتصلها شروط صنعاء في أكبر مشهد مخزي لحكام المملكة بعد إنقلاب الصورة،
** الوفد اليمني الوسيط الذي يقوم برحلات مكوكية بين طهران والرياض وصنعاء حَمَل بجعبته أفكاراً وسطية لِحَل الأزمَة واطفاء نار الصراع الدائر الذي دخلَ عامه السابع بحرارة مرتفعه ومنسوب إندفاع عسكري يمني عالي المستوىَ طآل منشئات المهلكة السعودية النفطية ومطاراتها وموانئها ومنشئاتها اللوجستيه وقصور الأمراء بشكلٍ نوعي فاجئَ العالم وذَهلَ الأميركيين والسعوديين، تطوُر فَرَضَ وضعاََ مختلفاََ على طاولة المفاوضات حيث رفعت صنعاء من مستوَى مطالبها المُحِقَة مشترِطَةََ على الوفد العُماني الوسيط قبول الرياض بها للذهاب نحو وقف إطلاق نار على كل الجبهات ومن دونها لا يمكن للقيادة اليمنية أن تتجاوب مع أي وساطة من أي جانب كانت مع شديد الثقة والإحترام بالوفد العُماني النزيه والمحايد.
**شروط صنعاء المُحِقَة هي :
**رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحُدَيدَة من دون أي قيد أو شرط،
**فصل الوضع الإنساني في اليَمن عن الوضع العسكري والسياسي،
**الإفراج عن ناقلات النفط المحتجزة لدى الإمارات والسعودية قبل أي وقف للعمليات العسكرية بين الجانبين.
[ السعودية بدورها تضع شروط خبيثة وتعجيزية في محاولة أخيرة منها لتحقيق أي إنجاز ولو بسيط جداََ بوجه أنصار الله لكن كافة شروطها قوبلَت بالرفض اليمني.
[ وبالرغم من موافقة بن سلمان على فتح مطار صنعاء وميناء الحُدَيدَة وبدء التحضيرات في اليَمن لإستقبال الرحلات والسُفُن إلَّا أن الإعلام السعودي يُرَوِّج إلى أن تفاؤل حوثي مُفرِط تنقله وسائل إعلام صنعاء من طرف واحد بخصوص فتح المطار والميناء هوَ غير صحيح وغير دقيق في محاولة سعودية للتشويش على نتائج المفاوضات (ولَحس) ما خرج من أفواههم للوفد العُماني الوسيط.
**ولا زالت الرياض تعتبر حركة أنصار الله وحكومة صنعاء خطراََ على الأمن القومي للمهلكة وعلى خطوط سير الملاحة البحرية والتجارة العالمية ونقل النفط على مدخل البحر الأحمر من جهة باب المندب.
**واشنطن من جهتها تحاول ربط ملف الحرب في اليمن بالصراع الدائر في ليبيا والأزمة السورية لكن رفضاََ عُمانياََ صريحاََ وواضحاََ تمَ نقله للأميركيين وتهديداََ بوقف الوساطة وانسحاب وفد مكتب سلطان عُمان من المفاوضات.
**طهران التي رفضت الضغط على حلفائها في صنعاء أكدت على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أن الحل في اليمن يجب أن يكون عادلاََ وأن سير المفاوضات التي تجري تؤكد شرعية حكومة صنعاء وعدم شرعية حكومة عبد ربه هادي منصور فالمفاوضات تجري مع حكومة وليست مع ميليشيا.
** مملكة الدمار والدم والمنشار هُزِمَت واليَمن إنتصرَ بقوة إيمانه وصبره وثباته.
**والشروط اليمنية بتقديم الوضع الإنساني على الوضع الأمني ورفع الحصار وفتح الميناء والمطار شرط لا تراجع عنه مهما بلغت التضحيات،
**الوفد العُماني يجب أن يبني على مصداقية حكومة صنعاء ولكي ينجح يجب أن يتوخى الحذر من الجانب السعودي الإماراتي وهوَ يعرف ذلك جيداََ،
**واشنطن لا تهتم لوقف اطلاق النار والوضع المأساوي في اليمن وما يهمها بقاء المنطقة مشتعلة غير آبهة إلَّا لمصالحها طالما أنها مستفيدة وجنودها لا يموتون،
**شروط حكومة صنعاء واضحة والحل مرهون بموافقة الرياض عليها والإلتزام بها.
وإلَّا ستبقى كل آفاق الحلول بعيدة ومسدودة ونيران الحرب ستستعِر أكثر فأكثر ولن تكون لمصلحة مَن أشعلَ فتيلها.
♦ أعتذر عن الإطالة لكنني مضطر لذلك.
التعليقات