استعراض الحشد الشعبي اليوم


    الجيوش عادة تستعرض عدد أفرادها وسلاحها وشعاراتها نعم، إلا أني رأيت قِيمًا ومعانيَ استُعرِضَت اليوم، وهي: 

1- استعرض الحشد الشعبي منجزه الميداني الذي بناه المرجع وليس من أحد سواه، الذي حقق به النصر، وحسم فتنة كانت معدة لذبح العراق، وإقامة أكبر مجزرة لشيعة العراق، وحرق تاريخهم ووجودهم وحوزاتهم ومراقدهم ومراجعهم، وإسقاط عمليتهم السياسية.

 2- استعرض الحشدُ الإيمانَ والولاءَ بخط آل البيت (ع)، والانتماء إلى المرجعية العليا؛ فهم جنود العراق، والمراجع، والأئمة، والتاريخ، وهم قادمون من كربلاء إلى كربلاء.
     اليوم وجدت فيهم عابس والحُر والعباس والحسين (ع)، ورأيت فيهم تراب كربلاء يغطي جباههم، ويعطر تاريخهم، ويلون هاماتهم بالعِزِّ والكرامة؛ فهم كراديس تسير فوق هام الأيام وأعلى الحقب، وتستحضر التاريخ، وتسير به نحو المجد وبناء مستقبل العراق الراسخ؛ شاء من شاء وأبى من أبى.

 3- استعرض الحشدُ إيمانَه بالدولة العراقية؛ فهم البُناة والحُماة، وهم رجال الدولة وإليها ينتمون، وقُطِعَ الطريقُ اليوم على المؤامرات؛ فإيمانهم بالسلاح لا يأتي إلا من عقيدة حماية الدولة وبنائها، ويتعزز هذا الأمر بحضور القائد العام للقوات المسلحة.

 4- الحشد اليوم، تتابعه كل القنوات والسفارات ومراكز  القرار العالمي والإقليمي، وقد تيقنت الأطراف جميعها وشاهدت القوة التي لا تُقهر، ولا تتراجع، ولا تسمح بذبح شيعة العراق، ولا تسمح بالانقلابات، ولا تُهزَمَ أمام التحديات؛ إنهم السلام الذي يغطي جسد العراق، ويصون كل الأعراض.

 5- اليوم رأيت الهوية الوطنية بأبهى صورها، إذ سارت قطعات الحشد جميعها، والمكونات والديانات جميعًا،  والشُّبان والعمائم كراديس وطنية؛ لترسم المستقبل، وتمنح العراق هويته الوطنية.

 6- اليوم كانت مواكب الشهداء تسير بين الكراديس، وتتوغَّل عبر دماء الابطال: دماء الإمام الحسين (ع)، الشهداء، المراجع من آل الصدر وآل الحكيم، وكل الشهداء… وكم بكيت إذ رأيت صورة (المهندس) تعلو هامات الرجال، هذا هو العراق الجديد ولا شيء سواه، إنه كربلاء، إنه كربلاء، إنهم أنصار الإمام الحسين (ع).