هل يوجد بشر قادرون على تغيير حياة الناس


رغم عمري الذي لم يتجاوز النصف قرنا، إلا أني تقريبا شاهدت الكثير من غرائب العالم الروحية إن كان من خلال المطالعة أو اللقاءات ببعض الشخصيات العارفة بمثل هكذا أسرار ومفاهيم.
عندما كان عمري 14 عاما التقيت بشيخ جليل متصوف وكان الشيخ الجليل رغم تجاوز عمره الثمانين عام وطول قامته، إلا أنه لم يحن ظهره، مع أن وزنه لم يتجاوز ال ستين كيلو غراما، والغرابة في الأمر، أن الشيخ لم يكن يفتي أو يلقي الخطب العصماء أو يتكلم بالسياسة والاقتصاد، بل لم يكن يتكلم إلا كلمة واحدة وهو يهز برأسه الله الله الله، وبما أنه كان صائم كل الأيام فكانت جملته الشهيرة عندما يسال عن سبب جمال نور وجهه، هي "يا حبذا يا حبذا ذكرى الحبيب المصطفى للروح غذاء" إلا أنك كنت تشاهد كبار الشخصيات الدينية والسياسية والمالية وأمم من الناس من سوريا ولبنان يتسابقون للجلوس بحضرته.
هذا المشهد لم يفارق خيالي وأنا أبحث عن سر هذا الشيخ الجليل، فهو لا يملك الشركات ولا المناصب كي الناس تنافقه بحبها، إذا ما السر.
كبرت وتعرفت على الكثير الأثرياء وقادة لبنان، وعلي أقوى الأقوياء، ولكن بداخلهم كلهم كان يوجد من يبحث عن مثل الشيخ الجليل،
حتى سالت أحدهم لماذا هذا البحث، عن هؤلاء الناس تحديدا وأنت تقريبا تمتلك كل شيء،
قال لي حرفيا، أصلا أنت لن تعرف قيمة هؤلاء الناس إلا عندما تمتلك كل شيء، هؤلاء الناس هم مثل ملح الطعام مهما كانت وجبة الطعام غالية الثمن إلا أنها من دون معدن الملح لا طعم لها، ولا تنسى أن الملح هو أرخص المعادن وأكثرها وفرة، ولكن للأسف هؤلاء الناس أصبحوا نادرين الوجود.
آخر قال لي، عندما تمتلك المال والنفوذ والقوة، تصبح من الداخل هشا معرضا لكافة الأمراض العصبية والنفسية وحتى الكآبة، فالإنسان يصرف طاقة بمقدار تحركه وعدد المحيطين به، وكل ما زاد العمل والناس من حولك فإنهم يمتصون طاقتك الداخلية لذلك أنت بحاجة إلى أناس لا يريدون منك شيئا كي يزودوك بالطاقة، وهؤلاء الناس لن تجدهم في مجتمع السياسة أو في عالم المال، أنهم أناس تعلموا أسرار الحياة ورددوا كلمات ذبذباتها مليئة بالطاقة، فيصبحون كل المغنطيس هم يجلبون الطاقة من أرجاء الكون، وأنت بدورك تحصل عليها منهم، وتصرفها على من حولك وبعملك، وهكذا يستمر نجاحك وازدهار أعمالك.
أحد الأثرياء، قال لي، عندما تريد أن تشاهد أكثر الناس نفاقا ودهاء، تجدهم في دائرة الأثرياء وأصحاب السلطة، فالمال مثل المغنطيس يجلب إليك شرور الدنيا ومتاعبها من حسد وضغينة، لذلك أنا نصرف من أموالنا كي نبعد الحسد، وكما الفقير يستعطي الصدقة، نحن نستعطي الدعاء الصادق كي يحسن الله ختام حياتنا، ولكن الفرق بيننا وبين الفقير أن الفقير يغادر الدنيا لا أسفا عليها فيرحل سريعا، أما نحن فنقاوم ونصارع للبقاء ونبحث عن أطول حياة ممكنة مليئة بالصحة كي نتنعم بما جنيناه من أموال، لذلك يكون رحيلنا مليئا بالألم.
هناك أمر حصل أمامي بعد نقاش مع أحدهم، قال لي: هل تعتقد أنني متعجرف لا أريد مقابلا أحدا، وحتما تعتقد أن الكثير من الأغنياء والمشهورين يعزلون أنفسهم لهذا السبب، فالحقيقة نحن نبتعد عن الناس لانت حياتنا تصبح مثل ميزان الطقس نشعر بأي متغير حولنا، حتى المصافحة تصبح ثقيلة علينا، لأننا احيانا نشعر أن اليد التي نصافحها مليئة بالطاقة السلبية، بل ممنوع على أقرب المقربين منا أن نحتضنهم أو أن يتجاوزوا المتر بيننا وبينهم، هناك دائرة نرسمها، ولكن اليوم لا تذهب إلى أي مكان سيزورني رجل ستجلس معي، وحقيقة ومثل الأفلام، دخل علينا رجل بسيطا للغاية، فقفز الذي أنا ضيفة، وكاد ان يقبل يده، بل اصبح كالطفل الصغير بحضرة هذا الرجل البسيط، اذا بالرجل يقول له يا فلان لم اتي لاجلك بل هناك سيدة تحتاج المال لاجراء عملية جراحية، واشعر انك لا تردد وردك.
نعم هناك أسماء لها تأثير غريب عجيب على حياتنا، كما هناك أشخاص دخولهم لحياتنا يكون أيضا أما بابا من أبواب الفوز والنجاح والتقدم أو بابا من أبواب الدمار والهلاك.
وهذا الأمر قد ينظر إليه بعض مدعي العلم التطبيقي، أنه غير منطقي، أن يكون هناك تأثير لما يعرف بالطاقة لبعض الأشخاص وأنه ربما هذه الأمور قد تكون ضربا من ضروب الحظ، او تاثيرات نفسية ينتجها العقل ويتفاعل معها.
في الحقيقة لا أريد النقاش والتفسير، كونه يوجد ملايين الاسئلة لم يجد العلم اجوبة عليها، ولكن يكفي قول الله "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلَ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ"
إذا القرآن يشير أن هناك أناسا لديهم طاقة خاصة بحال ارضيتهم تكون صلاتهم لك مباركة تمنحك السكن اي السكينة اي الاطمئنان، وكي نعرف عظمة الاطمئنان نقر قول الله سبحانه وتعالى:
((يَا أَيَّتُهَا اَلنَّفْس اَلْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَةً مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) فالاطمئنان هو أساس الفوز والنجاح والفلاح، لذلك كي تفوزوا في الدنيا والآخرة، ابتعدوا عن أصحاب الطاقة السلبية، ومن يشعرونكم بالتعب، والإرهاق، ويجعلون تفكيركم مليئا بالسواد.
اكتب هذا المقال، لان التعب النفسي ينتشر بكثافة وهو ياكل الارواح كما تاكل النار الحطب.