عرف ام اغلبية
بعد عام 2003 دخل العراق مرحلة جديدة من مراحله السياسية، هذه المرحلة تتلخص بأشراك الجميع ،( الشيعة/السنة/ الكورد) في ادارة البلد، بمعنى الحكم توافقي،وتم التوصل الى الاتفاق على عرف سياسي، مفاده ان رئاسة الجمهورية للكورد ورئاسة البرلمان للسنة ورئاسة الوزراء للشيعة، واستمر هذا العرف حتى انتخابات عام 2018.
في الانتخابات المبكرة عام 2021 ، والتي حققت فيها الكتلة الصدرية تفوق واضح واقرار المحكمة الاتحادية لهذا التفوق، رغم اعتراض بعض الكتل التي طعنت في نتائج الانتخابات؛ الا ان هذا الطعن لم ينجح في الغاء نتائج الانتخابات.
وبعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، سلمت جميع الكتل لقرار القضاء حتى المعترضة، وبعد المصادقة بدأت مرحلة جديدة، وهي مرحلة اختيار الرئاسات الثلاث ( الجمهورية / البرلمان / الوزراء)، وبما ان الكتلة الصدرية حصلت على اكبر عدد من مقاعد البرلمان ،فأنها تصدرت المشهد السياسي العراقي، واخذت تنادي بحكومة اغلبية وطنية، وعارضت بكل قوة قيام اي حكومة توافقية، معتبرة التوافق خطيئة كبرى، ويجب ترك هذه الخطيئة، والتكفير عنها عن طريق حكومة اغلبية وطنية، لكن المفارقة ان الكتلة الصدرية لاتستطيع ان تحصل على نصف زائد واحد من مقاعد البرلمان بمفردها، لذلك توجب عليها ان تتوافق مع غالبية المكون السني والمكون الكوردي ، متجاهلة ابناء مكونها الاطار التنسيقي.
الكل يعرف ان الاطار التنسيقي له ثقل سياسي كبير سواء كان محليا او اقليميا وحتى دوليا، خصوصا وانه يضم كبار قادة المعارضة الذين اطاحوا (بنظام صدام) ، وليس هذا فحسب فأن قادة الاطار التنسيقي؛ هم حلفاء واصدقاءويتمتعون بعلاقات قوية جدا مع المكونين السني والكوردي ؛مع ملاحظة ان علاقتهم وصداقتهم مع المكون الكوردي اقوى من علاقتهم مع المكون السني، ورغم هذه العلاقة الوطيدة والقوية؛ الا ان الكورد والسنة تحالفوا مع الكتلة الصدرية تحت مسمى اغلبية وطنية.
باعتقادي ان الاطار التنسيقي مازال يمتلك زمام الامور، ومازال يمتلك القوة اذا ما احسن التصرف والتعامل مع المستجدات السياسة .
الاطار التنسيقي عليه ان يخاطب المكونين ( السني والكوردي) بلسلن عربي وكوردي فصيح ويوجه لهم السؤال التالي
هل انتم مع العرف السياسي بعد عام 2003؟ ام انتم مع التصويت داخل مجلس النواب؟
فأذا كان الجواب انهم مع العرف السياسي بعد عام 2003 فهذا يعني انهم مع التوافق ويجب عليهم احترام هذه العرف.
اما اذا كان جوابهم انهم مع التصويت داخل مجلس النواب ، فهذا يعني ان اي مكون يستطيع الحصول على نصف زائد واحد ،هذا التحصيل يمكنه من الحصول على رئاسة الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية ، وهذا ليس عرف بل بموجب الدستور العراقي .
وليس هذا فحسب فان هناك احتمال كبير؛ ان يتفق الاطار التنسيقي مع الكتلة الصدرية ،هذا الاتفاق سوف يمكنهم من الحصول على نسبة النصف زائد واحد داخل البرلمان بأريحية؛ وهذا امر ليس مستبعد .
اعتقد يجب على المكون السني والمكون الكوردي، ان ينتبهوا جيدا لمغادرتهم عرف التوافق والذهاب الى التصويت، فهذا يعني انهم سوف يخسرون الكثير خصوصا خلال الانتخابات المقبلة.
لعل هناك من يتوقع حدوث صدام شيعي شيعي ( لاقدر الله)، واذا ما حدث هذا الصدام ؛فهذا يعني احتراق بغداد ومدن ومحافظات الوسط والجنوب، وقد يستمر الحريق لفترة طويلة، ونتيجة لهذا الصدام ربما نشهد قيام اقليم الانبار الذي يضم ( الانبار،صلاح الدين، الموصل، وحتى ديالى) ، وكذلك اعلان الكورد انفصالهم بعد ضم ( كركوك، وقسم كبير من الموصل)، ومن ثم تقسيم الوسط والجنوب الى اقاليم ، وهو المشروع الذي طرحه الرئيس الامريكي بايدن قبل سنوات.
ومن هذا المنطلق يقع على عاتق جميع المكونات والاحزاب السياسية مسؤولية كبيرة ،ويجب التكاتف والاتحاد من اجل العراق وهوية العراق .
التعليقات