نهوض في ظل الهيمنة


عنوان لسورية في كل زمان ومكان هي عين الإعصار ومنطلقه والتاريخ هو من يتكلم .. ، وواقع تم العمل على رسمه وقد بدأ من هنري كيسنجر ثعلب السياسة الاميركية ومهندسها وهو الصهيوني المخضرم في الدولة الأميركية العميقة ومنتج قراراتها ، الى باترك سيل المحلل لواقع المنطقة المعتدل في تحليلاته وواقعيته ، فالشرق الاوسط حقيقة لا تتغير تقول : لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون دمشق ، وبالتالي لا سيطرة على الشرق الاوسط دون السيطرة على دمشق وهو السيناريو الذي فشل تحقيقه ، فلكل زمان دولة ورجال وظروف المرحلة وواقعها ، فمعركة حاسمة في ادلب قادمة لا محالة ، فلا مساومة بعد اليوم ، فالمصالح هي العنوان اولا وأخيرا ، فالجزيرة ستعود كاملة بتفاهم واتفاق نتيجة التفاهم الاميركي الروسي في المنطقة ومشاركة الدول الاقليمية ايران وتركيا وحتى دول الجوار في تحقيق هذا التفاهم ..
لكن الملف الكردي هو الأكثر تعقيداََ وقد اتخذ فيه ما يؤكده القرار الرسمي السوري بالدخول الى كافة الأراضي السورية النهائي والحاسم وقسَد تتفهم رسالة الحكومة لها، فلدى دمشق توجُه بعد الإنسحاب الأميركي من أراضيها لتثبيت سيادتها وهي تضع بين أيدي قادة قسد خيار من إثنين : العودة الى حضن الوطن أو مواجهة أسوَةََ بباقي المحافظات التي قد تمردت على الدولة السورية ، فالأميركيين إنتهوا من التفاهم مع الدب الروسي حول سوريا ، مؤكدين للرئيس بوتين قرارهم الحاسم بالإنسحاب منها بعد الإنتهاء من بحث القضية الكردية وترتيب الملف بالكامل بينهما ، وهو ما يحتاج الموقف الكردي الحاسم الى جانب القرار السوري واطلاق الاتفاق بينهما في عودة قسد لحضن الوطن ، وإعادة الامانة لديها ، فمكانها هو الوطن وحضنه ، والتشاركية عنوان القادم وطنيا .
لذلك والصورة وقد أصبحت واضحة في القادم للوطن وبنائه نحتاج سياسة من أين لك هذا ..!! والذاكرة تنشط ويذكر رجالها وصناعها كما حصل سابقا في السبعينات بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد واللواء عبد الرحمن خليفاوي رئيس الوزراء السابق ، ومواجهة سورية في خضم عاصفة أتت على سورية انذاك كانت ترمي كغيرها الى السيطرة على الشرق الاوسط من خلال السيطرة على دمشق ، فكانت السياسة السورية كعادتها في المرصاد والمواجهة .
الواقع اليوم يقول : واجبنا ان نبدا بتامين وتلبية حاجات المواطنة اولا ، فهي الاساس في المواجهة والاستقرار وتحقيق الامن والامان للاستثمارات الثابتة والأمنة ، فالتصريحات التي بدات تخفت ما بين الدول في المنطقة وتحولها لتصريحات ايجابية اليوم تسعى الى استقرار الاوضاع في المنطقة وتهدأتها ، فالمصالح هي عنوان كل المراحل بتحقيقها او عدمه ، حيث لابد من الاستقرار مابعد عنف طال في منطقة الشرق الاوسط ، ارتبط بكافة المواجهات من افغانستان الى القرم ، وكان مسرحه الشرق الاوسط وسورية تحديدا ، والحروب بالإنابة .. .
لذلك يجب انهاء سياسة محاربة العقول واحترام عودتها لواقع المشاركة في بناء الوطن والاستفادة منها ، في زمن اصبح اللصوص والفاسدون والمرتزقة وتجار المخدرات والاتجار بالبشر والسلاح وغيرهم من الصغار البلطجية كما يسميهم الشارع الوطني السوري ، هم وجوه جديدة تلمع على ساحات الوطن على حساب العقول النيرة والمعطاءة المهملة ، والمنارة التي أحوج ما نكون بحاجتها اليوم ، لتكون مرشدة وموجهة في استعادة الوطن وعافيته وما اكثرها ، وهي منطوية على نفسها بعيدة عن المشاركة المباشرة في عطاءاتها الوطنية .
نحن في زمن دفع الوطن شبابه وروده وازهاره شهداء في سبيله وكانوا منارة لدرب العطاءات ومستقبل بناء الوطن ، وغيرهم طيور ترحل مهاجرة باحثة عن مورد عيشها واحترامها وتقديرها ، فإعادة اعمار سورية يحتاج اليوم كما يقال الى ما يعادل الالف مليار دولار ، وهو ما يحتاج الى البدء في اطلاق المشاريع بعيدا عن هيمنة البنك الدولي الاستعماري وخططه في السيطرة على الشعوب مستفيدا من حاجاتها التي هو يقف وراء افتعالها من خلال ازمات مصطنعة يقوم على إعدادها وبرمجتها واطلاقها ضمن سيناريوهات متعددة ، هدفها إفقار الشعوب وتدميرها ودفعها للاستعانة به في إعادة بنائها من جديد .
لذلك علينا أن نعود اليوم من جديد ونسال انفسنا بصدق الوفاء للوطن وشعبنا..!! ماذا نحتاح لاعادة البناء ، وإعادة هيكلة الانسان ، لنقتنع أننا نستطيع اعادة بناء الوطن أرضا وشعبا ، فمنذ اكثر من قرن قال المستعمرون ولم يخفوا سياساتهم انهم سيفعلون كل ما فعلوا اليوم ، فأين كنا نحن في التصدي لكل ما فعلوا ، هذا حالنا نحن الذين نعلم ما يحاك ضدنا من قرون ونقف متفرجين صامتين على مستوى تحقيق وانجاز مشروع الحلم العربي ، المشروع القومي العربي الذي لم نستطيع انجاز خطوة واحدة فيه ، في زمن أصبح تقسيم المقسم وتجزاة المجزأ واقع نعيشه ونتعايش فيه .. فهل ستبدأ الصحوة والعمل لتحقيق الأمل الذي نسعى إليه وانتصرنا لأجل لأجل تحقيقه ، الأمر منوط بنا وبصدق مواقفنا اليوم ..!!.