(اصدقاء السفارات ) عملاء ام (وسطاء)؟


بعد ان كان القادة السياسيون  العراقييون  يرون بالعلاقة مع السفارات(الغربية) اشبه مايكون ب(العمالة) لوحظ اخيرا ان هؤلاء القادة باتوا يحثون الخطا نحو اي معلومة ترد من هذه السفارة او تلك معتقدين ان ذلك سيضمن لهم مستقبلهم السياسي والبقاء مدة اطول في ادارة البلد !
لاشك ان (السفارات) تدرك جيدا ان الاذان باتت تترقب اي خبر يردها ،فراحت تحسن ايصال الرسائل بشكل (خبيث) بطمانة هذا الطرف على حساب الطرف الاخر ،لضمان العلاقة بالجميع ،ولشعور الاطراف انهم الاقرب والاكثر حظوة .!
في ذات الوقت الذي يترقب فيه القادة السياسيون رضا هذه السفارة او تلك تحت 
شعار (ماذا قال عني الامير ) باتت ممثلة الامين العام بالعراق (بلاسخارت) تدور بين القادة السياسيين،بدعوى اجراء الحوار مع هذا الطرف السياسي او ذاك ،حتى بات خزينها المعرفي وبياناتها عنهم تفوق اي مركز دراسات متابع .
لم يحاول احد ان يقرأ جيدا اسباب هذه التدخلات من قبل ممثل الامين العام ،فقد استطاعت هذه المرأة (الذكية ) ان تلعب دورا خطيرا في الملف السياسي العراق حين بدأ مشروعها المفاجيء وهي تدخل ميدان تظاهرات تشرين وتصعد عجلة (التكتك) وتلتقط الصور كمن يوثق عمله بالعمل والصورة .
بلاسخارت جندت نفسها للملف السياسي العراقي واستطاعت ان تلج الى المؤسسة الدينية والسياسية وتقيم العلاقات مع حميع الاطراف بالشكل الذي اعتقد كل طرف انها (الاقرب ) له دون الاخرين .
استطاعت بلاسخارت ان تدخل على ملف الانتخابات (مستفيدة ) من ضغوط تشرين 
وان تصنع لنا نتائج انتخابات اشبه ماتكون ب(الفتنة)! بعد ان استقدمت جهازا خاصا لهذه المهمة فرضته على مفوضية الانتخابات تولى انتاج هذه الارقام (الغريبة ).
تحملت (بلاسخارت ) قسوة عبارات قادة الاطار  التنسيقي بعد تيقنهم بالدور الذي 
لعبته ب(تزوير )الانتخابات واقل ماقيل فيها (عجوز شمطاء) غير الذي سمعته بشكل مباشر وغير مباشر ،لكنها استطاعت ان تحدث فجوة بين الاطراف السياسية بالشكل الذي افقدهم (الثقة) ببعضهم البعض وباتوا يتفاوضون عبر المرأة التي طالما حملوها مسؤولية تدهور حال البلاد .
لاشك فان بلاسخارت (ذكية )وحفظت الملف العراقي عن (ظهر قلب) وكيف لاوهي التي شغلت ارفع المناصب في بلادها ومنها (وزارة الدفاع ).!
اصبحت المعادلة السياسية مرهونة بموقف (السفارات )ومايرد عنها من اخبار تقوم بنقلها شخصيات ،رضيت ان تأخذ هذا 
(الدور ) -للاسف الشديد - .
في مرة اطلعني احد كبار قادة العملية السياسية  (مشكورا)على رسالة من السفارة الاميركية تتضمن حوالي (18) نقطة بدعوى (هذا رأي السفارة بكم وبحزبكم ) كما يدعي  (الناقل للرسالة )  وان مافيها من مضمون ليس (نصا) مباشرا انما هي قراءة من قبل (الناقل )لوجهة نظر السفارة .
كان هو يومها (القائد )منزعجا مما ورد فيها  وحين استصحبتها معي وطالعتها لم تكلفني كثيرا لاكتشف ان هذا (النص )مترجم ومكتوب بفطنة ووعي تام بالشكل الذي يجعل المسؤول في موضع( القلق) وان المطلوب منه كذا وكذا لتتغير الصورة عنه .
يومها اكتشفت كيف تتم عملية اشغال القادة السياسيين من قبل ادارات السفارات ،وادركت كم حاجتهم  الى (مستشارين وخبراء في كافة المجالات )،
مثلما تفعل السفارات باختيار (الوسطاء)بعناية تامة ليبدوا امام الاخرين وكأنهم (وسطاء) وليسوا (عملاء)!
خلال الفترة التي سبقت الانتخابات المبكرة ومااعقبتها لعب (الوسطاء) دورا (سلبيا) في 
الملف السياسي ،واستطاعوا ان يكسبوا ثقة 
(السياسيين ) خاصة وانهم باتوا يعرفون جيدا (الخلافات )وعمقها وان سياسيينا يهمهم ان يصرع احدهم الاخر ولي ذراعه 
باي وسيلة كانت دون النظر الى تداعيات هذه الخلافات على واقع الدولة والشعب .
الرسائل التي وصلت الى سياسيينا بان 
(الارادات ) الخارجية راغبة ب(التهدئة )
وانهم مع (تشكيل الحكومة )وووالخ 
لسنا محتاجين لها ،فايران على (خلاف) مع امريكا والغرب وحملوها (1700)عقوبة (قاسية ) وحاولوا تجويعها وبدلا من (الوقوف )على ابواب السفارات وقفوا في الميادين مع شعبهم وانجزوا تجربة ووطنا ابعد من خارطة بلدنهم ليتحدوا الارادات الخارجية في عقر دارهم .
اذا مابقينا ننتظر (رضا )السفارات كمن ينتظر (وهما )وبالنهاية سنفقد مصادر قوتنا (الارض الشعب الثروات الزمن الموقع التاريخ ).
لابأس ان تسمع ولكن (لاتثق) فالكل يعلم ان امريكا تدفع (ثلث اموال الامم المتحدة )وبذا فهي في قبضتها وخدمتها ،
وان (الاحاطات ) مجرد (فتنة )لاغير .