إسرائيل من يمين إلى أيمن


تعتبر إسرائيل دولة يهودية لها ديمقراطية عنصرية بصفتها كيان محتل وجد لقمع العرب ،وما يميز هذه الدولة أنها ما زالت بدون دستور لوجود خلافات بين حاخاماتها على تعريف الهوية اليهودية ولوجود مخطط توسعي للتمدد على حساب الأرض العربية كما ذكر نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس بأن حق اليهود ليس حدود فلسطين فقط بل يتجاوز اكثر  من ذلك ليصل الى اراض أخرى موجودة في الدول العربية فهي لا تريد أن ترتبط بدستور يحدد حدودها بعد احتلالها للأرض العربية الفلسطينية لأنهم ينظرون لحدودهم حيث تصل دباباتهم واقدام جنودهم ،ويحاول زعماؤها إقناع العالم بأنهم دولة ديمقراطية تمتلك اطياف سياسية وتعددية حزبية تتحرك بين اليسار واليمين ،في حين أن واقع حالها يقول بأنها لا تمتلك الا تجمعات يمينية بدرجات مختلفة من التطرف.
وقد فرح البعض معتقدين بأن خسارة نتنياهو قد تحدث تغييرات استراتيجية في الموقف الصهيوني بتنمية العلمانية المدججة بالاشتراكية ،وهذا الاعتقاد لا يمكن أن يحدث فالتجمعات الحزبية الصهيونية متوافقة استراتيجيا فيما يخص تهويد القدس وقضايا الاستيطان وحل الدولتين ،وجميعها مرنة في تشريع واقرار قوانين تدعم العنصرية والإحتلال والتوسع ،وبالتالي لا يمكن ان نشهد أي تغييرات محتملة في الموقف الصهيوني بتغير الشخوص والمسميات الحزبية.
وما قد يغير المشهد هو استمرار المقاومة الفلسطينية وتنمية قوتها العسكرية وتنقية الاجواء الفلسطينية من مشاريع العمالة والتنسيق الامني مع الاحتلال والضغط العربي والاسلامي لإحداث شرخ جوهري في العلاقة بين اسرائيل وولي أمرها البيت الأبيض الذي قال ساكنه بايدن أمام مجلس الشيوخ بعد عودته من زيارة لاسرائيل في سبعينيات القرن الماضي انه لو لم توجد اسرائيل لتعين على الولايات المتحدة الأمريكية ايجادها ،وهذا يؤكد صعوبة المهمة ،وضرورة صحوة العرب وتراجعهم  عن أي شكل من اشكال التطبيع مع المحتل ،أما ما يجري الآن على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة فينبغي أن لا نتوقف عنده كثيرا ،وأن نركز كعرب ومسلمين على دعم الفصائل الفلسطينية المقاومة ،والتقارب مع محور المقاومة الذي يشكل فزاعة للكيان المحتل وستبقى الحكومات الإسرائيلية تتحرك في دوائر يمينية من يمين إلى أيمن وبقدر من التطرف يخدم اهدافها المتحركة.

المصدر: رأي اليوم