كفى كذبا باسم العروبة والإسلام


لن نوجه كلامنا للزعماء العرب، فغالبيتهم عملاء، بل إلى الشعوب العربية، التي تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ويحجون إلى بيت الله الحرام، ويتكلمون ليلا نهار، عن الشرف والمروءة والجود والكرم، ومساعدة المحتاج واجارة الملهوف وحماية النزيل، ولا نسمع منهم الا قصة ومعتصماه.

كفى كذبا، كفى خداعا، كفى دجلا، كفى خيانة.

ستة ابطال حفروا الصخر فعلا لا قولا باظافرهم من أجل الحرية، صونا للكرامة العربية، ودفاعا عن شرف أمة باعت فلسطين واقدس مقدساتها، لتشتري بهم الكثير من الذل والاحتقار.

عيب على الشعوب العربية ولن نقول التي تؤمن بالله او باليوم الآخر، فهذه الشعوب لو تعرف شيئا عن الله والدين ويوم الاخر، أو حتى الحاضر في الدنيا، والله لما تركت فلسطين وشعبها يغتصب أمام اعينهم وعلى مسامعهم طيلة سبعون عام.

لا نريد من الشعوب العربية ان تحرر فلسطين، ولكن أن تحرر كرامتها، من سفارات ومكاتب الكيان الإسرائيلي المتواجدة على أكثر من أرض عريية، 

انا اعرف أنه لن يتحرك عربي، أو ينتفض، لان ما يجري بعروقهم ليست دماء، لان هذه الشعوب لو فيها قطرة دم واحدة لكان العالم العربي يشتعل الان.

أيها الابطال، لقد تحررتم بملعقة طعام كنتم تحفرون بها التراب، لكن هذا الشعب العربي استعبدته ملعقة طعام على موائد اللئام.

أيها الابطال الاحرار، كانت وجوهكم متعبة، وابدانكم هزيلة، لكن ارواحكم مشرقة مثل وجه الله، ومعنوياتكم مرتفعة مثل اسم الله، وما فعلتموه لا أحد سيقدره الا الله.

وما الحياة الا ساعة وانتم يكفيكم فخرا مافعلتموه، فأنتم أصبحتم اقوى من الموت، واعظم من ولادة الحياة، والتاريخ سينصفكم كما سيلعن سجانكم، وأكثر من اربع مائة مليون عربي لم يفعلوا شيئا.

وما عشتموه طيلة أيام حيث منع عنكم الطعام والماء، وغياب أي ناصر ينصركم، هو ما حدث مع الامام الحسين في كربلاء.

لذلك لن تجدوا في هذا العالم من يشعر بكم، او ينصركم إلا اذا كان حسينيا.

أنتم اليوم يسجنكم السجان الجبان للمرة الثانية ، بعد أن تحررتم، لكن ستبقى صورتكم ترسم ملامح ثورتكم من أجل الحرية في وعي كل كائن حي، حتى الكيان الغاصب الاسرائيلي، سيبحث كثيرا عن سر صلابتكم، واصراركم على المضي نحو المجد.

لا تنزعجوا مما حصل معكم، وعندما تلتقوا مرة ثانية، حتى في السجن، اضحكوا كثيرا وانظروا الى سجانكم بنظرة احتقار وقولوا له نحن اليوم نسجنكم. 
فالعالم كله سخر من هذا المغتصب الوضيع.