سورية والاعتداءات الصهيونية على مطار دمشق الدولي.. سياسات ممنهجة.


تمر السنوات على الشعوب، التي دنس الاحتلال أرضها، وهي تدفع أثمان باهظة لتحقيق حق سلبهُ هذا العدو، وما يحصل في سورية من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب، قد تجاوز كل الحدود  والأعراف والمواثيق الدولية، وعلى ما يبدو أن قرار الاعتداء على سوريا لن يتوقف ما دام هذا الكيان على أرض فلسطين، وفي الجولان العربي السوري المحتل.

ففي صباح يوم الأثنين الفائت من عام ٢٠٢٣، شن العدو الاسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبريا، مستهدفا مطار دمشق الدولي ومحيطه، وهذه ليست المرة الأولى ولا الثانية، ومع كل اعتداء سواء على المطار، أو أي بقعة من سوريا، يكون الحديث عن أسباب ذلك الهجوم بأنه للقضاء على التواجد الإيراني في سوريا، وأن الكيان الصهيوني قلق من هذه العلاقة، ولابد من إخراج إيران من الساحة السورية والعربية والإقليمية.
 
يتحدث هذا العدو وكأنه هو من يقرر من يبقى ومن يرحل، وهو من سلب أرضاً ليست له، وأقام عليها ما أسماها دولة إسرائيل، بعد معارك تهجير وقتل ما زالت قائمة حتى الآن، وعلى رؤى العالم ككل، حتى أن كثير من المؤسسات والمنظمات شيدت تحت مسمى رعاية وحماية القضية الفلسطينية، ولكن السؤال الذي يطرح وطُرح مراراً وتكراراً، ما الفائدة من لافتات تكتب عليها كلمة حقوق ولا تقم بعملها؟!.

سورية التي بدأت الحرب الإرهابية فيها منذ انطلاق مايسمى "الربيع العربي"، والذي أوجدته شخصيات ومنظمات غربية، تقرر وتصنع ما تريده لمنطقة المشرق العربي عموما والتي أسمته "الشرق الأوسط الجديد".

سياسات الغرب المتصهين باتت مكشوفة للجميع، وما تقوم به سواء الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني، فهو لذات الغاية، في تطويع وجعل جميع دول المنطقة تعمل وفق سياسة الغرب المتغطرسة، وكل ما يُذاع عن الديمقراطية هو كذب ونفاق، لأن المصطلحات وإن كانت في رسمها ومضمونها تخدم الإنسان الذي هو مطلقها، إلا أن القائمين عليها، هم من يشوهون القيم المبتغاة منها.

سورية تتعرض وما زالت لاعتداءات من الكيان الإسرائيلي، ولا بد للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تتحرك،  لأن ما تم استهدافه، وهو مطار دمشق الدولي، الذي يُعد المنفذ الحيوي والشريان الأساسي للشعب السوري،  والدولة السورية  وللقادمين إليها حتى من أصدقاء هذا الكيان الإسرائيلي، وعلى الكيان الإسرائيلي أن يحترم سيادة الدولة السورية، فـ سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تراقب هذا الاعتداء، وقد تسبب باستشهاد أفراد عسكريين وجرح آخرين.

سوريا التي عانت من الإرهاب على مدى إحدى عشر عاماً، وقد استطاعت دحر الإرهاب ميدانياً وتحقيق انجازات سياسية بفضل مقاومتها لن تتوقف عن نضالها ومقاومتها، حتى استرجاع كل شير منها.