يبدو أن العالم قد تغير فعلا!!


منذ بدأت جائحة كورونا عام 2020 شكل هذا الحدث إشارة مهمة لأن موازين القوى العالمية آخذة في التغير.

لا يعني ذلك بالضرورة أن الجائحة وحدها كانت هي الرافعة الأساس لهذا التغيير فما خفي أعظم وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر!!.

جاء الحدث التالي وهو الحرب الروسية الأوكرانية كاشفا عن تآكل قدرة الغرب الذي تقوده أمريكا ومعها حلفاؤها في العالم والمنطقة العربية على فرض إرادته بالقوة والقهر.

لم يتوقف الأمريكي عن محاولة فرض إرادته وخياراته على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وكانت حرب تحرير الكويت نقطة الذروة لهذا العلو الاستكباري حيث أعلن يومها جورج بوش الأب عن قيام نظام عالمي جديد يبدو الآن أنه يلفظ أنفاسه رغم أنه ما زال في ريعان شبابه!!.

لا رده الله ولا رحمه!!.

قلنا سابقا أن الغرب الاستكباري لم يتمكن أبدا من التصرف كقوة عظمى مسيطرة دون الخدمات والتضحيات التي قدمها عبيد أمتنا بدءا من هارون العباسي ووصولا إلى أردوجان السلجوقي!!.

أعلنت أمريكا نفسها في أعقاب هذه الحرب منتصرا وحيدا رغم أن الكل يعرف أنها ما كانت قادرة على خوضها دون التمويل العربي  كما الحشد العسكري المساند.

الآن وبمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي المزمعة للمنطقة وما قيل عن حشود عربية مساندة أو متحالفة يقال أنها تنوي توجيه ضربة لإيران يمكننا القول: فات الميعاد.

لم يكن الأمريكي بعيدا عن كل الحروب التي أحرقت المنطقة منذ غزو العراق عام 2003 بدءا من العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وصولا للحرب على اليمن التي توقفت (مؤقتا) دون تحقيق أي نصر للحلف الأمريكي، فقد كان طرفا رئيسيا مخططا ومنفذا.

ما هو الجديد الذي يمكن أن يحققه ذلك التحالف المفترض؟!.

لا نرى ما يمكن أن يغير معادلة القوة في المنطقة ويعيدها إلى نقطة البدء.

القوة الوحيدة في شرقنا الأوسط والتي ترى أن إشعال المواجهة حتمية لبقائها ووجودها هي الكيان اليهودي.

يستطيع الأمريكي واليهودي أن يقصف ويدمر ويقتل لكن لا يمكنه الإمساك بالأرض ولا إعادة رسم خريطة المنطقة وقد أصبح هذا جزءا من ماض ذهب إلى غير رجعة.

يتفاوض الأمريكي الآن مع إيران تفاوضا غير مباشر في قطر والرسالة التي استلمها الجميع ألا بديل عن التفاوض ولا شيء سوى التفاوض.

أما اليهودي فعليه أن يدبر أمره وينزع شوكه بنفسه.

المهمة الملقاة على عاتق من كانوا يأملون خيرا في تحالف جديد هي الحفاظ على تحالفاتهم القديمة (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا).