عابس الفاطمي _A


قد يبدو الاسم غريبا للكثير لكن شتان ما بين يسمع عنه ومن يعرفه لم ينل الاسم اعتباطا فعابس الذي نزع درعه يوم كربلاء ليواجه الموت بصدر عار وينال شرف الشهادة مع ابن بنت الرسول صلى الله عليه وآله .
من نتحدث عنه اليوم هو البطل بشار أبو مصطفى الذهيباوي الملقب الحاج (عابس الفاطمي )الذي قليت فيه القصائد لبطولاته وشجاعته التي قل نظيرها شاب في نهاية عقده الثالث كان حلاقا من الطراز الأول وكان الشباب يتحلقون من حوله ويزدحمون في محله  لابتسامته التي لا تفارق محياه ودماثة اخلاقه وروحه المرحة ولأنه كان كثيرا ما يتنازل عن أجره لمحدودي الدخل من زبائنه الشباب الذين يفدون إليه من كافة مناطق بغداد كان كملايين الشباب ممن يحلمون بوطن حر آمن سعيد وكان يواجه صعوبات الحياة بإصرار وطموح ويزرع الأمل فيمن حوله لأنه يؤمن أن لا يأس مع الحياة .
كان كملايين من الذين  لبوا فتوى المرجعية في الجهاد الكفائي فترك مهنته التي يمارسها والتي تدر عليه مايكفي ويزيد عن حاجته وشمر عن ساعديه وودع حياة الترف وارتدى بدلة عسكرية واشترى سلاحا وجهز نفسه لقتال الدواعش والتحق في صفوف الحشد الشعبي المقدس يبغي وجه الله ومرضاته وتحرير الارض ونظرا لبطولته وخبرته وبسالته تدرج في المناصب حتى أصبح قائدا يعرفه الكثير من أبناء الحشد المقدس اصيب بعبوة ناسفة ولكن اصر أن يعود لنفس المكان في اليوم الثاني ليعرف من يخطط ومن ينفذ في قاطع مسؤوليته ولكن كان العدو له بالمرصاد فكانت هناك عبوة أخرى أفقدته إحدى عينيه عندما زرته في بيته بعد الحادث وجدته اكثر سعادة بهذه الإصابة ولم تثنه تلك الإصابة عن مواصلة بطولاته حتى أصبح اسم الحاج عابس الفاطمي معروفا لجميع المناطق التي وطأتها قدماه وشهد بتعامله الانساني الكثير من أبناء المناطق المحررة والذين اصبحوا يتواصلون معه من المحافظات التي دنسها داعش المجرم .
كان أبو مصطفى عابسا آخر هاما عشقا بحب العراق وكانت جراحه اوسمة عز يفتخر بها .
كان يتقدم جنوده في كل منازلة ولم يخسر اي معركة خاضها حتى تكلم عن بطولاته الكثير وكان جنوده يحبونه ويحترمونه لأنه يتعامل مع الجميع بمنتهى الحب والانسانية .
اصيب الحاج عابس بفيروس كورونا ولكن يفضل الله ودعاء من يحبه تخطى هذا المرض واليوم يريد أن يثبت للجميع انه يستحق لقب عابس الفاطمي وها هو اليوم يعلن استعداده التبرع بالدم علما أن فصلية دمه نادرة _A وهو يريد بهذا وجه الله ويريد انقاذ من أصيب بهذا الوباء اللعين ويريد أن يبعث رسالة لمن شفي من هذا الوباء ويقول له :- زكاة جسدك وصحتك والنعمة التي انعمها الله عليك وشفاءك من المرض أن تقدم يد العون للمصابين وخاصة الكبار منهم واصحاب الأمراض المزمنة فالتبرع بالدم عنده واجب وطني وانساني وديني واخلاقي لا يقل في نظره تلبية فتوى المرجعية الشريفة فتبرعه بدمه ربما يتقذ انسانا ويعيد أملا ويزرع ابتسامة ويرسم فرحة على شفاه اليائسين .
من جاد بعينه وكان مستعدا لأن يجود بروحه للوطن لايبخل بدمه لأخوته لانقاذ حياتهم .
تقف الكلمات عاجزة عن ايفاء حق هذا البطل المغوار الذي كانت له صولات وجولات في سوح الوغى وسطر اروع الملاحم في التضحية والفداء وها هو يكمل ملحمته في التضحية والايثار وتقديم المساعدة لمن يمتلك نفس فصيلة دمه .
كم من عابس بينكم ضحى بأغلى ما يمكن من أجل الوطن المفدى أنا على يقين أن هناك عشرات الآف يشبهون الحاج عابس الفاطمي الذي مهما كتبنا لا نفيه ولو جزء يسير من حقه لسجاعته وتضحيته وكرمه.
تحية حب وتقدير واحترام للحاج عابس الفاطمي تمنياتنا له بالصحة الدائمة والسعادة والتوفيق والنجاح .