هل يلعب العراق دور الوسيط في الاتفاق النووي
ان السياسة الخارجية المتوازنة التي تقود ها حكومة السيد السوداني منحت العراق مساحة ونفوذا كبيرا اقليميا وربما عالميا.
تلك السياسة القائمة على استراتيجية (عدم التمحور والعلاقات المنتجة ) تؤوسس لبداية مرحلة جديدة في تاريخ العراق.
ولندرس خطوات الحكومة بهذا الاتجاه نبدأ :-
١) العلاقات العراقية- الاردنية المصرية : فاول الزيارات التي افتتح بها السيد السوداني حكومته كانت للمملكة الاردنية الهاشمية، وتأكيده على التعاون الاقتصادي بين العراق والاردن ومصر ، وبحث ملفات ربط الطاقة الكهربائية ومد أنبوب نفط البصرة،
هذه الخطوة منحت العراق موطئ قدم متقدم في المحيط العربي والدولي، لما لمصر من ثقل في المحيط العربي، وهي تضم مقر الجامعة العربية، ولما للاردن من علاقات متميزة مع الغرب ممكن ان تفتح الباب للتعاون مع العراق بترسيخ سياسته الخارجية وتحقيق مصالحه، واشتراك العاهل الأردني في الاتصال الذي حدث بين الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس السوداني يوم أمس يثبت ذلك.
العلاقات العراقية - الخليجية : حيث كانت زيارة السيد السوداني للكويت ثاني زياراته، والتي أكدت سياسته بعدم التمحور والتعاون على اساس المصالح المشتركة، والتي مهدت لاحقا لحضور العراق قمة الرياض.
العلاقات العراقية - الإيرانية : حيث كانت الزيارة الثالثة للسيد السوداني للجمهورية الإسلامية، وتأكيد على مصالح البلدين، واحترام السيادة وعدم التدخل بالشأن الداخلي، واعقبتها تفاهمات من أجل السيطرة على الحدود ومنع الاعتداء على الاراضي الإيرانية من العراق، وبالمقابل احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه.
العلاقات العراقية - السعودية : ثم جاءت قمة الرياض لتتوج نجاح الحكومة العراقية في الانفتاح على المحيط العربي، وخصوصا السعودي واشتراك العراق بتفاهمات تفعيل (الاتفاقيات العربية - الصينية) ، وهو هدف للعراق ولكن حققه السيد السوداني دون أن يدخل في مواجهة مع المعسكر الغربي.
العلاقات العراقية - الغربية : وهنا كانت أولى خطوات السيد السوداني باتجاه الغرب عبر (قمة بغداد ٢) التي تمت برعاية فرنسية، وجمعت العراق وفرنسا والاردن ومصر والعربية السعودية والكويت وقطر والإمارات وآلجمهورية الإسلامية
ومثلت نجاح العراق باستثمار علاقاته العربية للتمدد باتجاه الغرب من جهة، وجمعه كل من فرنسا والعربية السعودية وايران على طاولة واحدة من جهة اخرى، وهو ما اثبت امرين:-
ا- دبلوماسية العراق الناجحة التي تؤهله للوساطة بين العربية السعودية وايران.
ب- إمكانية العراق لتحقيق التقارب بين إيران والغرب .
كما أن السيد السوداني قام بزيارات للكل من فرنسا والمانيا، وعقد اتفاقيات اقتصادية مهمة تحقق لصالح العراق، عكست حجم الاهتمام الدولي للاستثمار في العراق، وهذا التقارب والانفتاح العراقي اقليميا وعالميا
يجعله العراق مؤهلا للدخول كوسيط ناجح بين الغرب وايران في موضوع الاتفاق النووي.
ونعتقد آن الغرب يفكر بهذا الخيار جديا لثلاث قرائن :-
١- تصريح معهد واشنطن الاسبوع الماضي (بأن براغماتية السيد السوداني تؤهله للعب دور الوسيط في الملف النووي )، وهدا المعهد ومؤسسات بحثية أخرى هي جزء مهم من صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.
٢- إفادة ممثلة الأمم المتحدة (جينين بلاسخارت) امام مجلس الأمن واشادتها بسياسة العراق المتوازنة ونجاحات الحكومة في مكافحة الفساد.
٣- اتصال الرئيس بايدن بدولة الرئيس السوداني وتقديم الدعم لحكومته وسياسته الناجحة والتأكيد على قوة العلاقات بين البلدين.
كل ذلك يثبت بشكل راجح ان الغرب والولايات المتحدة تفكر جديا بمنح العراق هذا الدور، وان مفاتيح التهدئة في المنطقة تكمن في العراق.
واعتقد ان السيد السوداني وبناءا على سياسته (العلاقات المنتجة) ممكن ان يحصل على مكاسب اقتصادية وسياسية وأمنية من الولايات المتحدة، مقابل لعب دور الوسيط مع إيران.
التوصيات:-
١- سياسية :-
ا- احترام سياسة العراق (عدم التمحور) وحريته في عقد دولية سياسية واقتصادية.
ب- التزام الولايات المتحدة ببنود اتفاقية الإطار الإستراتيجي واحترام سيادة العرق ودستوره.
ج- تخفيض القوات الغربية في العراق مع إمكانية بقاء مستشارين ومدربين بعدد معين ولوقت محدد، من أجل تطمين دول الجوار لعدم اتخاذ العراق قاعدة لتهديد امنها القومي.
٢- اقتصادية :-
ا- الاتفاق على دخول العراق( لنظام سويفت) بشكل تدريجي، على الاقل لمدة سنة كاملة،ودعم الدينار العراقي واستعادة قوته امام العملات الدولية والدولار تحديدا .
ب - دعم الاقتصاد العراقي ودعم الاتفاقيات الاقتصادية العراقية الدولية
ج- إمكانية زيادة الاستثمارات الأمريكية في العراق خصوصا في مجال الطاقة.
٣-امنية :
أ- دعم العراق من الناحية التسليحية ومساعده في بناء قدراته العسكرية خصوصا (حصوله على منظومة باتريوت )، او طائرات (F35).
ب - مساعدة العراقي في الحصول على قمر صناعي خاص به(كما الجيش المصري) لمراقبة اجوائه واراضيه.
مع ان هذه التوصيات يمكن أن تزيد ببركة اقلام الاخوة من ذوي الاختصاص في كل مجال.
وانا متفائل بأن العراق قادم على نجاحات سياسية وتنمية اقتصادية تحت قيادة تتمتع بحنكة سياسية، وسياسة خارجية متوازنة.
التعليقات