مقومات الحرب الاستراتيجية الجديدة لـ أردوغان... سرقة المياه.


دأبت السياسة التركية في سوريا، على استخدام شتى الوسائل التي تمكنها من فرض سيطرتها على المناطق التي استطاعت احتلالها بالقوة، خلال عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، ففي منهجية الاحتلال التركي وعبر عصاباته الإرهابية، هناك جُزئية اللعب على التسميات في ما يتعلق بفصائلها الإرهابية، كما هي حال تسميات تلك الفصائلـ والتي يغلب عيلها الطابع الديني، وفق أيديولوجية خاصة يعتمدها أردوغان في هذا الإطار، وفي ذات السياق، تبرز كلمتي "الزيتون، والفرات، في إشارات لجوهر الإستراتيجية التركية في عموم الشمال السوري.
 
حرب عسكرية ممنهجة، وفق أسس إرهابية اتبعتها تركيا لتستطيع التغلغل في شمال شرق سوريا، تحت ذرائع واهية، منها أمنها القومي، وخاصة بالنسبة للملف الكردي.
  
تركيا تُدرك جيداً أن المكونات التي تشكل المجتمع السوري في الشمال، هي نتاج حياة منذ آلاف السنين، لكنها تحاول أن تستغل النزاعات التي حصلت خلال عقود مرت، لمصلحتها، وذلك بالتعاون مع حلفائها من الغرب، وبعد أن تغلغلت في مناطق إدلب وعفرين والباب وتل أبيض ورأس العين، تتابع محاولة السيطرة على ما تعتبره منطقتها الآمنة، والتي طالبت بإنشائها خلال منصة استانا.
 
في الحسكة ودير الزور والرقة، يعيش مواطنو سوريا على خيرات نهر الفرات، والتي تتوزع مياهه على المدن، لتأمين مياه الشرب والزراعة، ولكن المحتل أردوغان، يتعمد سرقة المياه عبر تقييد تدفق مياه نهر الفرات الى الأراضي السورية، الأمر الذي نتج عنه انخفاض منسوب النهر،  والذي أدى بدوره إلى شح المياه في شمال شرق سوريا، وبالتالي تضررت مساحات زراعية واسعة من أرياف الحسكة ودير الزور والرقة.

سوريا طالبت وما زالت تطالب المجتمع الدولي، بإلزام تركيا بوقف عملياتها الإرهابية في المناطق التي تتواجد فيها، وحتى تلك المناطق التي لا تخضع لسيطرتها، إلا أنها تمنع عنها مياه نهر الفرات، التي تنبع من جبال طوروس في تركيا.
 
ولم يكتفي أردوغان بقطع مياه نهر الفرات، بل بدأ بافتتاح سد على نهر عفرين في ولاية "كلس" جنوب شرق تركيا، أطلق عليه اسم "سد عفرين العلوي"، الذي يهدف لتأمين تدفق ما يقارب 19 مليون متر مكعب من المياه سنوياً للولاية التركية، وأتت عمليات بنائه متزامنة مع إنشاء خط نقل للمياه إلى ولاية "كلس" من السد المقام على محرى نهر عفرين ضمن أحد روافده التي تنبع من الأراضي التركية.

سيناريوهات الإرهاب التي يعتمدها أردوغان تتناوب ما بين الانتقال من الإرهاب العسكري، إلى الإرهاب عن طريق سلاح المياه.

تركيا بسرقتها مياه نهر الفرات وروافده، تتسبب بجرائم إنسانية بحق الشعبين السوري والعراقي، فعصب الحياة قد شُل، لأن قطع المياه يعني إنعدام مقومات الحياة، وتحديداً في مناطق شمال شرق سوريا، إذ بدون تدفق مناسب للمياه، لا وجود للكهرباء، ولا يُمكن سقاية المحاصيل الزراعية، فضلاً عن انتشار للأوبئة والأمراض.

الواقع في شمال شرق سوريا، يُنذر بكارثة إنسانية وبيئية كبيرة على وشك الحدوث، إن لم تتحرك الجهات الأممية والمنظمات الدولية، وتوقف أردوغان عن ممارساته الإرهابية، في محاولة للضغط على المواطنين للخضوع له ولجماعاته الإرهابية، التي وجدت بقطع مياه نهر الفرات ضالتها المنشودة.