أنتَ تكرهكَ أميركا إذاََ أنتَ على حَق، بصبركَ وحكمتكَ انتصرت


الحق وال الباطل نقيضين وعدوَين مُتَجاورَين منذُ خلقَ الله الدنيا وأنزَلَ على صفحتها آدَم وحَوَّاء، لَم يلتقيا ولم يتآخىَ ولا مَرَّة منذ أشرقت وغابت الشمس على وجه هذه البسيطة،
التاريخ ذكرَ أحداثاََ كثيرة ومصيرية تصارعَ واقتَتَلَ فيها الحق والباطل،
فكان الباطلُ يُلحِقُ بالحق ضَرَراََ ولكن رغم ذلك كان دائماََ النصر حليف الحق على  قَول العَلي الأعلىَ (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)

واقع الحال الذي نعيشه اليوم في عالمنا العربي فَرَضَ علينا صراعاََ مريراََ بين الحق الذي نتبعه والباطل الذي تمثلهُ الولايات المتحدة الأميركية، والصهيونية العالمية، ومعها الرجعية (العربية) العبرية المُطَعمَة بالوهابية التكفيرية النشطَة على امتداد العالمين العربي والإسلامي،
فإذا أردت أن تمييز الخبيث من الطيب عليك أن تسأل اي شخص أو طرف او فريق مدني او عسكري او سياسي سؤال بديهي صغير جداََ وهو :
[ أنتَ مع أميركا أو ضدها؟]
فإذا أجابَكَ أنه مع أميركا فهذا يعني أنه مع السرطان الخبيث،
وإذا أجابك أنه ضد أميركا فهذا يعني أنه طيبٌ مع الحق.
إختباراََ ليس مكلفاََ أبداََ ولا يحتاج إلى أداة أو أدوات فقط عليك أن تنخرط في مشروع المقاومة فترَى اعدائها القريبون والبعيدون بأم عينك لأنهم قريبون جداََ من كل فرد مِنَّا ومتميزون بحقدهم وكراهيتهم.
[ أنتَ مع المقاومة إذاََ  أميركا تكرهك تحاصرك تعاقبك تقتلك تحرض عليك]

أما سياسة إدارة الصراع مع الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل
لا يحتاج إلى كَم هائل من السلاح العسكري الفتاك، أو تكنولوجيا متطورَة لتتفَوَّق بها عليهم،
[فقط أنت تحتاج الى إيمان مطلق بالله وبقضيَتكَ، وتحتاج الى ثقة عالية بالنفس، وإلى ممارسة الحِكمة بإتباع سياسة المواجهة التي تعتمد على حُسن التدبير والصبر والبصيرة الواسعة والعميقه، أيضاََ التشاور وعدم التفرُد بالقرارات وتقديم الأولويات على (الحاجات).
إن عدم التعاطي مع الأمور الطارئة أياََ تَكُن سياسية كانت أم عسكرية بردات فعل انفعالية هوَ حكمة وإن دَلَّ على شيء إنما يَدُل على حُلم القيادة والقائد مهما كنت تمتلك من القوة العسكرية،
لأن فائض القوة العسكرية بيَد المتعصبين والجهلاء والمغرورين مَرضىَ نفوس السطوَة والإستعلاء هوَ هلاك مؤكَد لا يحتمل التأويل،
وأكبر مثال على ذلك هو الكيان الصهيوني الغاصب وما يمتلك من آلة حربية فتاكة أصبحت وبالاََ عليه عندما إغتَرَّ بها واستخدمها من دون دراسة ومعرفة جيدة للخصم وعن غرور وغطرسة فسقطت قوته وتحولت الى كُتَلٍ من نار في وادي السلوقي وسقطَ غرَور جنوده بين قتيلٍ وجريح في حقول الزيتون في بنت جبيل الجنوبية.

كَم من المرَّات نجا  حزب الله فيها من مطبَّات قاتلة نتيجة حكمَة قيادتهِ ودرايتها وتصبير جمهورهُ على الأوجاع وكيف؟

[ سأقدم لكم مثالاََ على ذلك]
مجزرة فتح الله عام ١٩٨٧ التي سقط للحزب فيها ٢٢ شهيد ظلماََ على طريقة الإعدام جائت بأوامر مباشرة من غازي كنعان.
مجزرة ١٣ ايلول ١٩٩٣ على جسر المطار والتي ارتكبت على يَد بعض الضباط الموالين لرفيق الحريري آنذاك،
مجزرة حي السلم في الضاحية الجنوبية بتاريخ ٢٠٠٤/٥/٢٧ التي سقط فيها عدد كبير من الشهداء المدنيين على يد عناصر من الجيش اللبناني،
مجزرة رمل العالي  على يد عناصر من قوى الامن الداخلي بتاريخ ٢٠٠٦/١٠/٦،
خلال حرب تموز  ٢٠٠٦ مصادرة شاحنات سلاح للمقاومة من قِبل الجيش اللبناني بأوامر مباشرة من وزير الدفاع الياس المر ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، 
٢٠٠٨/١/٢٨ مجزرة كنيسة مار مخايل على يَد عناصر من الجيش اللبناني،
وغيرها الكثير من المطبات السياسية والأمنية والعسكرية َكيل الاتهامات التي كِيلَت على حزب الله من اغتيال الحريري لتفجير المرفأ للتهريب على الحدود وغير ذلك.
كل هذه الجبال من المصائب التي حَلَّت على المقاومة بشكل مفتعل ومخطط له نتيجة تواطئ بعض الشركاء في الوطن بتوجيهات خارجية اعتبرها حزب الله بعضاََ من ضريبة الصبر الذي لا بُد منه وإلَّا يضيع الوطن، 
خيار الحزب كان بين أن يحسم الأمور لصالحه عسكرياََ وينتقم لنفسه،
وبين أن يصبر على إثخانه بالجراح ويتعالىَ ويسامح ويتسامح ليبقى الوطن؟
فضَّلَ حزب الله  الأخيرة.
لقد صَبَرَ وظفَر
وأصبح كل شيء من الماضي وكما هوَ على مبدأه لم يشيح بنظره عن حدود فلسطين ولَم يسمح بإشغاله أو الهائه داخلياََ رغم أنه دفعَ ثمناََ باهظاََ داخل بيئته نتيجة هذا الصبر والتسامح لكنه كما عهده الجميع حزباََ مقاوماََ ليسَ شعبوياََ ولا يتغيَر.
حتى لا يقال أنني تجاوزت ذكر ٧ أيار ٢٠٠٨ أريد أن أؤكد أنهم اجبروه بالقيام بجراحة بسيطة مستعجلة لكي يمنع حصول ما منع حصوله بصبره على كل الطعنات التي ذكرتها في الأعلى.
 
حزب الله تحاربه امريكا لأنه يحارب الصهيونية،
وتآمر عليه العربان لأنه حُر وهم غلمان.
السيد حسن نصرالله حفيد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام دائماََ مع الحق والحق معه لا يفترقان.