الانتخابات الرئاسية الايرانية … الى أين تتجه بوصلتها؟؟


الانتخابات الرئاسية الايرانية لعام 2021 هي الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979 والتي من المقرر اجراؤها في 18 حزيران 2021.
هذه الانتخابات يصفها المراقبون بالمصيرية وهذا يعود لاسباب عديدة منها ان ايران في طريقها الى ان تاخذ مكانتها الدولية في المرحلة القادمة كونها الدولة الاكثر تطورا وتقدما في المنطقة ، وكذلك تمتلك نظام ديمقراطي فريد في المنطقة وهذه الانتخابات الرئاسية خير مصداق على هذه الديمقراطية بالاضافة الى وجود مؤسسات رقابية وتشريعية تحافظ على هذا النظام الديمقراطي ولا تترك السلطات بيد جهة واحدة كما تراقب الاداء العام للدولة وفق الضوابط والشريعة في ان واحد.
ومالم تحدث مفاجات في الانتخابات الرئاسية القادمة فان الطريق ممهد للسيد ابراهيم رئيسي المرشح الاوفر حظا في تولي الرئاسة الايرانية للفترة القادمة وهذا يمثل بداية عهد جديد في السياسة الايرانية لما يمثله السيد رئيسي من شخصية واراء تختلف تماما عن سياسة واراء الرئيس الايراني روحاني.
ومن هنا تأتي رؤية الرئيس الجديد في عدم الانصياع الى السياسة الامريكية بشكل كامل وعدم ربط مصير الاقتصاد الايراني بنتيجة المفاوضات مع الدول الاوربية حول البرنامج النووي الايراني ، وتأتي دعوة المرشد الاعلى للمشاركة الواسعة في هذه الانتخابات لايصال رسالة الى العالم اجمع ان الديمقراطية الحقيقية هي ديمقراطية الشعوب الاسلامية والنهج الاسلامي الصحيح في التداول السلمي للسلطة وان هذه المشاركة الواسعة تعطي شرعية أكبر للانتخابات.
الطابع الاقتصادي هو الطابع الغالب على البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة الايرانية لمًا يمثله هذا العامل من أهمية كبرى بالنسبة لايران للخروج من طائلة العقوبات الامريكية عليها والانطلاق بالاقتصاد الايراني الذي وضعت العقوبات عراقيل في طريقه لان يكون واحد من اقوى الاقتصاديات في المنطقة.
يبقى التحدي الاهم للرئيس القادم في التحرر من العقوبات الاقتصادية وعدم الاعتماد على الصادرات النفطية كمصدر رئيس للدخل القومي وترجمة الشعار الذي أطلقه المرشد الاعلى ( الاقتصاد المقاوم ) ، اي تحويل بوصلة الاقتصاد الايراني ووضع سياسات أقتصادية ومالية جديدة بحيث تستطيع ايران التحرر من العقوبات الامريكية وستعتمد بذلك على شركائها من الدول الصديقة سواء الدول الاسلامية او الدول الاخرى ذات المصالح المشتركة كونها تواجه سوية الهيمنة الامريكية على العالم والمنطقة ونقصد بذلك روسيا والصين اللذين سيشكلان طوق نجاة للاقتصاد الايراني اذا تم تفعيل الاتفاقيات التي وقعت في عهد الرئيس روحاني.
وتاتي اهمية شخصية السيد رئيسي من مهمته السابقة كرئيس للسلطة القضائية ومحاكمته العديد من الفاسدين ورباطة جأشه ، وكذلك ما يتمتع به من صفات شخصية تجعل الجميع يحسب له الف حساب ، هذه الكاريزما والمقومات الاخرى تساعد الرئيس القادم على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وتعزيز الجبهة الاقتصادية الداخلية ومحاربة الفساد وقيادة الدولة الايرانية بحزم اكبر مع سياسة خارجية تتناغم والوضع الدولي الجديد ومحاولة تصفير المشاكل في المنطقة واهمها  حرب اليمن والوضع في سوريا ولبنان ، ولن يكون العراق بعيدا عن هذه المتغيرات كونه حلقة الربط بين دول المنطقة ، وفِي هذا السياق اتت خطوة ان يكون العراق الدولة الوسيطة للحوار الايراني السعودي الذي حال نجاحه مع خروج ايران باتفاق عادل في البرنامج النووي سيكون وضع الدولة الايرانية افضل في السنوات الاربع القادمة وربما ستشهد المنطقة هدوءا نسبيا اكثر من ذي قبل.