الحسين السبط  أُمَّةٌ


"وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" 

تعني كلمة أمة: (جماعة جزئية من أهل دين معين، كما في الآية وتعني (من) في كلمة (منكم) التبعيض ؛ إذ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية لما يقتضيه من شروط غير متوفرة في جميع المؤمنين). وكان الحسين مستوفيآ شروط الأمة في التكليف الشرعي للقيام بواجب التبليغ والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقوفه ضد الظالمين والفاسدين الذين يدعون امامة الأمة . 


و (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، لقد وقف وهو فردٌ واحد غلامٌ ، في وجه الشرك، وتحدى المشركين، فحجّهم بالمنطق، وحطّم أصنامهم بيديه. لذا فالامام الحسين (ع) كان أمة حسب هذا التفسير مع كونه ليس نبيآ لكنه فردآ واحدآ في أمة وأمة في قائد وقف ضد تحريف العقيدة الإسلامية وتشويهها  من قبل يزيد بن معاوية (لعنه الله). 

سيظل الحسينُ بن علي بن أبي طالب (ع) رمزٌ للتحررِ وتحولَّ من شخصيةٍ ثائرةٍ الى شاخصٍ تاريخي لكل الثوار في العالم ، ومن إنسانٍ مؤمنٍ الى رمزٍ  للإيمان ، ومن رجلٍ مصلحٍ الى رمز للإصلاح وقدوة للملايين الطالبين بالإصلاح ومحاربة الفساد.

في كل عصر يتجدد الصراع بين النور والظلام وبين الحق والباطل وبين الجهل والمعرفة وبين القيم النبيلة وقيم الفساد . 

لكل عصر يزيد  ولكل يزيد حسين ويستمر الصراع الابدي بين الخير والشر بين الحق والباطل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولها .