حدودنا الحسين وحدودهم الكاثوليكية!!


(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة (128).

أرثي لهؤلاء الذين ما زالوا يصرون على انتحال بعض العناوين التي قسمت أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم طيلة هذه القرون ولم تزدهم إلا جوى وضياعا فلا هم حققوا ما أملوا ولا تركوا الناس تفتش عن خلاصها من ضائقتها!!.
دهاقنة الغرب الاستكباري يؤكدون على الانقسام المسيحي المسيحي والفصل بين الكنائس الشرقية والغربية، بين أولئك الذين تلقوا مسيحيتهم من روما مباشرة أو عبر وسائط جرمانية وأولئك في الشرق والجنوب الشرقي الذين جاءت إليهم عبر القسطنطينية (بيزنطة).

كما يؤكد الناس في أوروبا الوسطى أيضا على أهمية خط التقسيم ذلك.

الدول التي أحرزت تقدما ملحوظا في خلع نفسها من تراث الشيوعية وتحركت صوب السياسة الديموقراطية واقتصاد السوق منعزلة عن تلك التي لم تنخلع بواسطة الخط الذي يفصل بين الكاثوليكية والبروتستانتية من جانب والأرثوذكسية من جانب آخر. 259

صامويل هنتجتون في كتاب صراع الحضارات.

النموذج الأوضح لانقسام المسيحيين إلى فسطاطين حضاريين لا إمكانية لالتقائهما هي الحرب الأوكرنية الروسية والتي تدور بين الأرثوذكس الروس وأوكرانيا المنقسمة لقسمين أرثوذكسي وكاثوليكي يقوده اليهودي زيلنسكي.

ثم يأتي إلينا جماعة (العلمانيين) بمقترحهم الأغبى وهو شطب الهوية الدينية للدولة والحضارة لتصبح كالماء عديمة الطعم واللون والرائحة!!!.

كما أنه الأغبى لأنهم صدقوا ادعاء الإخوان والوهابيين بامتلاكهم حقيقة الإسلام وأن مصطلح إسلامي يساوي إخواني وأن الغرب (الكاثوليكي البروتستانتي) لم (يتقدم) إلآ لأنه شطب الهوية الدينية وتبنى هوية عدمية تقوم على ما يسمونه (العلمانية) الهلامية!!. ههههه

استوقفني ما كتبه الكاتب الإيراني مصدق بور تحت عنوان (حدودنا حسينية):

الشعب العراقي قمة الكرم .. حدودنا حسينية ليست جغرافية ..

على طول الطريق وفي داخل مدن العراق ، استضاف هذا الشعب العربي الودود زوارنا بوجوه بشاشة وصدور رحبة .

قدموا بالمهج كل ماهو عندهم لزوار الحسين عليه السلام.

دخلت قرابة خمسة آلاف شاحنة من إيران إلى العراق دون أي تفتيش صارم.

كل المواكب الإيرانية أصطفت بجانب المواكب العراقية … انتهى النقل

أما نحن فنضيف (حدودنا الحضارية حيث امتداد شعاع أهل البيت).

ألم يلفت انتباهكم أن كلمة (البيت) أوسع مدلولا من (أهل بيت النبوة) عليهم السلام رغم أنهم في القلب وفي المركز!!.

الله ألف بين المسلمين بأهل البيت حبل الله الوثيق (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران (103)

بذل أعداء أهل بيت النبوة جهدا مستميتا لنسف البيت بنسف مركزه وتقويض عموده لينهار لتبقى الأمة في التيه والشتات ورغم ذلك ظل البيت قائما وظل هناك من يجاهد من أجل للملمة شمل الأمة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)!!.

يزعم الغرب أنه في مقدمة الحضارة والرقي وهم لا يطيقون ولا يتحملون أناسا يدينون بدينهم، أما نحن فكنا ولا زلنا نسعى لتضميد الجراح وجمع الشتات مثلما قال الإمام علي بن أبي طالب (نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَى بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي وَ إِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي).

حدود حضارتهم قاموا بتعيينها سلفا لتفصل بين البروتستانتية والكاثوليكية من ناحية والأرثوذكسية والإسلام في الجهة المقابلة بينما تبقى حدود حضارتنا مفتوحة مركزها ومقرها أهل البيت الذي لا ينكر فضلهم ولا قيمتهم إلا أهل الجحود وقد خسروا أغلب حروبهم بالفعل وفقدوا هيمنتهم المطلقة على عقل الأمة وإرادتها.

ما نحتاج إليه هو ترسيخ مفهوم ومعنى حضارة الإسلام القائمة على نشر المحبة والخير ونبذ الظلم والعدوان ولا شك أن المشهد الذي تعرضه زيارة الأربعين هو لبنة أساس في عملية إعادة التأسيس الحضاري للأمة.

(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ وَأَنَّى تُؤْفَكُونَ وَالْأَعْلَامُ قَائِمَةٌ وَالْآيَاتُ وَاضِحَةٌ وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَكَيْفَ تَعْمَهُونَ وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ وَهُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ وَأَعْلَامُ الدِّينِ وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ). الإمام علي بن أبي طالب ع.

الحسين يجمعنا… الولاء لأهل البيت يجمعنا.