كيف أنظر كمواطن عربي لزيارة بايدن للمنطقة؟

إن الشعوب الحرة تكره الظلم وتعشق الحرية ،وقد انحرف بعضها عن هذه الفطرة ،فالكثير منهم نراه يحمل مظلة تقية شمس الحرية لابقائه تحت غياهب الظلم والاستبداد ،فالصراع العربي الإسرائيلي لا يحتمل الاجتهاد ولا التأويل فهم من احتلوا الأرض العربية ،وهم من  يقتحمون الأقصى بين ساعة وأخرى  ويسعون لهدم المسجد المبارك وقتل الفلسطينيين وإرهابهم ،ومع ذلك لا تخجل أمريكا من العرب بل تصر على أنها ملتزمه بأمن إسرائيل وزودتها بالسلاح النووي الذي تحرمه على العرب والمسلمين.والمفارقة هنا أن الرئيس بايدن قد تاجر بحقوق الإنسان لكي يصل للبيت الأبيض ولكن الواقع جاء مختلفا ،فقد زاد التعدي وانتهاك حقوق البشر، واعتقد أن بعض الشعوب التي تقبل بالظلم والمهانة كتب على جبينها أن تكون نكرة لا قيمة لها على الساحة الدولية ،ولن تجد من يرعى شؤونها بسبب ضعفها وقلة حيلتها ،ومن يراقب المشهد العالمي يجد مصالح الشعوب والدول تتحرك لتأخذها  نحو الانضمام لتكتلات تحافظ على أمن مواطنيها القومي وتأتي زيارة بايدن للإقليم في سياق تأمين احتياجات المواطن الامريكي ،وحماية أمن إسرائيل وتنمية مشاريع التطبيع معها لزيادة تغولها على بعض الحكومات بالمنطقة ،ولمزيد من الضغط على روسيا والصين بعد تمردهما المعلن على السياسات الظالمة بعدما لاقى ذلك استحسانا لدى أحرار العالم ،أما المواطن العربي فلا بواكي له حتى أن الأخ لم يعد يبكي على أخيه بدليل أننا لم نرصد ولو لقاءا عربيا واحدا  لتدارس ما ستؤول إليه الصراعات المحتدمة أو مجرد بحث قضايا الأمن الغذائي العربي والركود التضخمي والبطالة المتوسعة التي تعاني منها بعض الشعوب العربية.وربما يكون للإعلان المبكر عن زيارة  بايدن مردودات سلبية على الموقف العسكري في أوكرانيا ،وقد يدفع ذلك  بروسيا لاحتلال المزيد من المواقع  الحيوية الأوكرانية ،وتقوية وتوسيع  التحالفات المناهضة للمعسكر الامريكي ،وربما تدفع أيضا بروسيا لتفعيل الخطة ب إذا نجحت الزيارة المرتقبة في تشديد الخناق على روسيا ،فبوتين ليس رجلا سياسيا ساذجا بل يتمتع بقوة استراتيجية عسكرية واستخباراتية ونووية عميقة ومتطورة قادرة على إحداث تغييرات جوهرية في العالم ،وهل يعقل أن يستمر استثمار  الصراعات الدائرة في العالم وتوظيفها لمزيد من الهيمنة الإسرائيلية على بعض الكيانات وتوسيع دوائر الظلم على الشعوب العربية.وإنني كمواطن عربي أرفض تلك السياسات الأمريكية الظالمة ،وأتساءل لماذا لا يستدعي ما يحصل بحق العرب منا كعرب ترجيح كفة المصالح العربية والمعاملة بالمثل والتمرد على الظلم الامريكي وعلى الاحتلال الاسرائيلي  للضغط على البيت الابيض بذراع عربية قوية لتحقيق مصالح ومكاسب عربية طال انتظارها لاستعادة القدس والأرض العربية المحتلة ،فمتى تستيقظ هذه الشعوب وتكون حاضرة على طاولات حكامها وتتصدر أولوياتهم ،ونستوعب بأنه لا قيمة للشعوب الصامتة وأن البقاء دوما للأقوى ولمن يصرخ ويطالب بحقوقه.متمنياً على الشعب الامريكي أن يضغط على البيت الابيض لتغيير نهجه الظالم  بما يتفق مع المبادىء والقيم الأمريكية المعلنة.