حزب الله يجبر الأفعى الأميركية أن تخرج من جحرها


لا يمضي يوم على لبنان من دون تطورات سياسية جديدة وفبركات أميركية أصبحت معروفة ومكشوفة أمام الرأي العام،
 واشنطن التي تَدَّعي حماية الحرِّيات وحقوق الإنسان وتتشدَّق بها أوصلت الشعب الفنزويلِّي إلى حَد المجاعة حتى بَدُوا يتقاتلون على رغيف الخبز وليتر البنزين في وسط الشوارع، إلى إن قررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كسر الحصار وتقديم العون لهم من نفط وغذاء ودواء بحماية مدمراتها وسفنها الحربية عبر الحديقة الخلفيه للأميركيين.
عندما قررت طهران الإقدام على هذه الخطوة الشجاعة كانت قد أتخذت قراراََ رسمياََ بالمواجهة العلنية مع الشيطان الأكبر من دون العودة او النظر الى الخلف، فلم تتجَرَّأ واشنطن من اعتراض السُفُن الإيرانية أو منعها من الوصول الى الموانئ الفنزولية لأنها تعلم أن هذه الخطوة إذا ما أتخذتها دونها رَدّْ.
طهران بخطوتها تلك تكون قد دَعَت واشنطن للمنازلة حيث لَم تتجرَّأ على الرد سِوا في الإعلام.

وفي لبنان فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض المصارف واوعزت لِمَن يعمل تحت مظلتها وجوب منع اعطاء اصحاب الحقوق اموالهم وشركات النفط احتكرت المادة وكارتيل الدواء احتكر الإدويَة، والمستهدف هيَ بيئة حزب الله تحديداََ لكي تنقلب على سلاح المقاومة، [ الحزب لم يصمت طويلاََ أمام الظلم واللُئُم الأميركي وأمام جشع التجار ودنائة المحتكرين، وقرر أن يتحرك وبسرعه فخرج قائد المقاومة أمام الرأي العام اللبناني والعالمي وأعلن أننا لن نجوع ثم خرجَ مرة أخرى ليقول للناس أن سفينة محملة بالمازوت انطلقت من ايران نحو لبنان وستتبعها سفن أخرىَ،
الخبر الذي نزل كالصاعقة على رؤوس الأميركيين وعملائهم في لبنان كانَ بمثابة الطُعم الذي أجبر الأفعى الأميركية أن تخرج من جحرها وتطل برأسها من عوكر وتعلن أنها ستستجلب الغاز من مصر والكهرباء من الأردن.

حزب الله اتخذَ قراره عن وعي وبعد تفكيرٍ ودراسة عميقتين وبحث كل ما سيترتب على الخطوة من خطر وضرر وحدَّدَ حجم المنفعه وأيضاََ كل ما قرره يقع تحت سقف قوته وقدرته على فعله وحمايته وهوَ اتخذَ هذا القرار مجبراََ أخاك لا بَطَر كنتيجة وليسَ سبب،
 وخَرجَ علناََ لمنازلة الأميركيين والصهاينة  في البحر فأحرج واشنطن وتل أبيب أمام الرأي العام الدولي وخصوصاََ عندما هدد امينه العام بصراحة بأن أي اعتراض أو الحاق ضرر بالسفينة المحملة بالنفط الإيراني ستكون عواقبه وخيمة وأن الناقلة ما أن تخرج الى المياه الدولية ستصبح ارضاََ لبنانية تحت حماية المقاومة.
واشنطن وقَفَت مذهولة ومصدومة من القرار تتلفت ميمَنَه ومَيسَرَة وتل أبيب بلعت لسانها باستثناء اعلامها ومحلليها، 
والمقاومة فرضت معادلة البحر مع أسياد العالم وليسَ مع العبيد وأضافتها الى معادلات أخرَىَ  كثيرة وكبيرة.
 
الرأي العام اللبناني منقسم حول السفينة لكن الأغلبية الساحقة معها، 
سفينة الخير المُبحِرَة من ايران نحو لبنان قلبت موازين، وشَقَّت صفوف الخصوم ودفعت المبتعدين عن المقاومة الى اعادة حساباتهم وعادوا الى مواقعهم السابقة،
أيضاََ السفينة حركت اعلام العالم بأسره، وأثبَتَت أن أميركا واسرائيل اوهن من بيت العنكبوت. 
الأوروبيين اللذين يعرفون حزب الله حق معرفة ولهم تجارب كبيرة وطويلة معه وخصوصاََ باريس وبرلين بدورهم نصحوا واشنطن بوجوب تخفيف الضغط دعم الاسراع بتشكيل حكومة لبنانية يشارك فيها حزب الله حتى ولو تضمّْنَ بيانها الوزاري فقرة تعطي سلاحه شرعية،
خيار تعتبره باريس أهوَن الشرَّين بالنسبة لها، وأفضل من أن مواجهة خاسرة مع حزب الله سيستمر وبعناد بجلب السفن وتدمير المصالح الأميركية والفرنسية في لبنان وكسر السوق واخذ اقتصاد البلاد شرقاََ بسلاسة ومن دون أي عناء واخراج الجميع الى خارج اسوار السوق اللبناني وبالضربة القاضية،
وحَمَّل الفرنسيين الأميركيين مسؤولية انهيار الوضع وامساك الحزب باقتصاد لبنان حيث تكون واشنطن قد تسببت بإفلات مستعمرتها السابقة  من قبضة الغرب ونقلها الى الشرق وتحويل حزب الله الى منقذ للشعب اللبناني، الأمر الذي سيترتب عليه تداعيات كبيرة في سوريا والعراق واليمن وسيغيير المعادلات ويكسر حاجز الخوف ويخرجهما من المنطقة بالكامل.
 
في الخلاصة إما تعنت اميركي سيستمر ولا (حكومة) قريباََ ولبنان في حضن الشرق. 
وأما قبول أميركي بالطرح الفرنسي ينتج حكومة داخلها حزب الله لحشره والضغط عليه للرضوخ والتخلي عن مشروع جلب النفط والعمل ضمن اطار منظومة المؤسسات الرسمية وايقاف كونفوي السفن القادمة بعد تخفيف المعاناة لتقطيع مرحلة كعادتهم.