من كان صديقي!
سادتي القراء واكيد (سيداتي) اود ان اخبركم بأنه كان عندي صديق ولكن ليس كباقي الاصدقاء ،وكان بارعا في حل كل المعضلات بحيلة ودهاء ،وكان صديقي رجل (المهمات الصعبة) في مراجعة الدوائر الحكومية ايام النظام (السابق ، البائد ، المقبور) ، هذه مفردات ذكرتها حتى (لا) يزعل احد، كان صديقي يتقن (اللعبة !) نعم اللعبة التي يقوم بها في انجاز (المعاملات ) ، في مختلف دوائر الدولة ايام زمان ، والطريقة او اللعبة التي يقوم بها فهي سهلة ولكن صعبة جدا بل مستحيلة على امثالي وامثال القاريء الكريم، لانها تتطلب براعة في الخداع والتصنع واحيانا (البلاهة) ، ولا اريد ان اطيل عليكم في اخباركم عن الطرق التي يستخدمها ، في الحصول على الموافقات الرسمية وتواقيع السادة (المسعولين) هكذا يقولها من كان صديقي، اما انا فالفظها (المسؤولين) لذلك لم ولن ينجزوا معاملتي والسبب واضح فأنا اقل ثقافة من الذي كان صديقي، لذلك فهو يعرف اللغة التي يتخاطب فيها معهم وعلى قاعدة (الطيور على اشكالها تقع) ، ان الطريقة التي كان يقوم بها من كان صديقي في انجاز المعاملات المستعصية (ايام زمان )، ارجو ان لايذهب القاريء الكريم بعيدا عند عبارة (ايام زمان) لانها تذكرنا (بعمبة او عنبة ايام زمان) ، على العموم سادتي سأروي لكم ما الذي كان يقوم به من كان صديقي في انجاز المعاملات المستعصية ، لقد كان يقوم بتأجير (قاط راقي) مع (باين باغ) يعني (رباط) ، وكان يلبس (أجلكم الله) حذاء (روغان) لماعي اسود و(يخلي وردة حمرة) في اعلى الجهة اليسرى من سترة (القاط الراقي) ، ارجو عدم التعجل لان السر لايكمن في الملبس وانما السر يكمن بعملية تطويع الملبس والمظهر في انجاز المعاملات المستعصية ،وكذلك في طريقة الاداء وطريقة الحركات والاشارات وما شابه ذلك بمعنى (التوابل والسلطات التي ترافق الطبق الرئيس) وعذرا للسيد الرئيس لاني (لصقت) فخامته مع الطبق ، وعندما يذهب من كان صديقي الى اي دائرة رسمية اقصد حكومية لان (رسمية) هذه قصتها قصة لقد كانت (فراشة) المدرسة التي كان يدرس فيها من كان صديقي، وهي ايضا لها حكاية ورواية بعد تسلمها منصب حساس !.لنرجع الى من كان صديقي قلنا عندما كان يذهب الى اي دائرة حكومية وهو (طالع دي لوكس) يدخل (يتبختر) وعنما يدخل مكتب سكرتيرة السيد المدير العام (المحترمة) يبادر بالقول (منو احلام هاي اشجابج اهنا عمو)، طبعا السكرتيرة اسمها (لا احلام ولا امل ولاليلى ولابشرى) هذه اسماء يستخدمها من كان صديقي ليدخل العلاقات الاجتماعية وليكسب ود السكرتيرة ،بعد ان يقدم كلمات اعتذار من باب (العفو عمو والله عبالي احلام بنت دكتور فلان) ، واكيد عندما ينسب السكرتيرة الى دكتور فلان (راح يكبر راسها) وليس هذا فحسب بل يضيف من كان صديقي (سبحان الله تفاحة وصارت قسمين) ، طبعا المعروف (حباية وصارت قسمين) ،لكن من كان صديقي يعرف اتقان اللعبة ، ومسألة طبيعية الست السكرتيرة سوف تجاوب (لا لا ابدا ما صار شي تفضل تفضل عمو أأمرني أستاذ) فيقول لها (عندي شغلة شخصية ومهمة يم السيد المدير العام) فتقول له لحظة فتدخل لتخبر و( تقنع) السيد المدير العام، ثم ترجع قائلة تفضل ادخل عند السيد المدير العام ، وهنا تبدأ مرحلة ثانية في المكر والدهاء والخبث، فمن غير المعقول ان يقول من كان صديقي للسيد المدير العام (منو ابو الجاي او ابو اللبلبي) (مع حبي وتقديري واحترامي لاصحاب هذه المهن الشريفة) طبعا لايجوز ، فمن كان صديقي لا يكرر المشهد مرتين حتى لا يكون هناك ملل او خلل في اللعبة ، انه يبدأ بتكتيك ثاني ،مثل مع فتح باب السيد المدير العام وقبل ان يكمل السلام عليكم تحدث (المعجزة) ، نعم معجزة بالنسبة لي ولكم سادتي لان من كان صديقي يقوم بعمل حركة بهلوانية يقع على اثرها ارضا ومصابا بحالة من الاغماء المؤقت، ليفتح عينيه وهو يرى السيد المدير العام بنفسه يقدم له الماء، ويسأل عن صحته بالقول (ها شلون صرت) ،طبعا من كان صديقي سيرد بخاطر مكسور مع خجل شديد (الحمد لله) وبعدها يطلب من كان صديقي الأذن من السيد المدير العام بالانصراف ، ولكن هل يجوز هذا ، بمعنى هل السيد المدير العام يقبل ان يغادر من كان صديقي بهذه السهولة دون ان يوقع له معاملته وينجزها ويوصي به الست السكرتيرة ،سادتي لا تتعجلوا فان دور من كان صديقي لم ينته ، خصوصا بعد سقوط النظام (السابق ، البائد ، المقبور) ، ولكن هذه المرة كان دوره خطيرا وكبيرا (كيف ؟) لان من كان صديقي يعمل الان في مكان حساس ومهم وخطير ، ومن حسن الصدف ان اتاه ذات يوم رجل ذكره بماضية وعمل نفس الحركات، الا انها لم تمر ولم (تعبر) على من كان صديقي .... والى الملتقى بأذن الله مع الست رسمية
التعليقات