حكومة السوداني

الواقع والطموح


أخيرا ولدت الحكومة بعد مخاض عسير وتحديات كبيرة وازمات ومواجهات كان بالإمكان أن تذهب بنا إلى المجهول.

تم الاتفاق على مرشح رئاسة مجلس الوزراء السوداني وتشكيل الحكومة ومنحه الثقة ليبدا خطواته الاولى في أول اجتماع لتطبيق منهاجه الحكومي الذي حمل عنوان حكومة خدمات .

الملفات التي تضمنها البرنامج الحكومي هي الخدمات والاقتصاد ومحاربة الفساد ومعالجة الفقر والبطالة والبنى التحتية والسؤال المطروح ؛
هل يستطيع السيد السوداني تحقيق مفردات البرنامج الحكومي في ظل التوافق والمحاصصة مع اعادة تدوير بعض الوجوه في الوزارات وتغول الفساد في مفاصل الدولة ؟
هل كان اختياره موفقا لكابينته الوزارية وبدون ضغوط او فرض من الاحزاب السياسية؟ وماهي الفترة الزمنية التي يحتاجها لتطبيق هذا البرنامج ؟ مع العلم انه  اعلن عن نيته إعلان موعد قريب للانتخابات  وهي الإشكالية التي عقدت المشهد السياسي ماقبل تشكيل الحكومة واودت للتصادمات .

ورغم تأكيد السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء والاعلان عن خطته وتقسيمها لمراحل
حيث خطط لإنجاز بعض المهام في فترة تستغرق ستة أشهر وبعض المشاريع تستغرق عام او اكثر بقليل وبعض مما يحتويه البرنامج ذات بعد استراتيجي ينتهي في
نهاية عمر الحكومة.

لايمكننا الحكم على نجاح حكومة السوداني او فشلها مالم نمنحه وقتا لمراقبة تطبيق مفردات برنامجه الحكومي الذي دعى اليه ونشره وصادق عليه البرلمان العراقي ، مع هذا فإن اول التصريحات واللقاءات كانت ايجابية وهي كشف الذمة للوزراء وامهلهم أسبوع ، واشترط اختيار مدراء المكاتب من داخل الوزارات وليست من الاحزاب ، وكذلك زيارته إلى وزارة الصحة وتأكيد على الضمان الصحي وتسهيل وتوفير الادوية للفقراء والمحتاجين الذين يعانون من شظف العيش ، والتأكيد على تفعيل مصانع الأدوية العراقية بوادر تبشر بخير .

نيته بتقديم مشاريع قوانين للبرلمان لخدمة المواطن والتحضير لاقرار موازنة 2023 والتأكيد على كافة الوزراء بالعمل من أجل الارتقاء وتقديم الخدمات نقطة مهمة.

الملف الاخر هو التوازن في العلاقات الدولية والاقليمية واضعا نصب عينية مصلحة العراق واستقلاله والحفاظ على سيادته وامنه.

اما ملف الفساد فيحتاج إلى  تظافر الجهود بين الحكومة والبرلمان وهيئة النزاهة واسناد الاحزاب السياسية لعبور مرحلة ارقت نشاط الحكومات وهدرت أمواله وسرقتها .
الواقع يحتاج الى تغيير واعادة الثقة ومد الجسور بمؤسسات الدولة والطموح لم يبلغ منتهاه بعد .