الأردن:

من يساهم في الدمار لا يصلح للإعمار!


يفسر الإصلاح على أنه تقويم للفساد وتغييرا للمفسدة لما فيه المصلحة العامة ،وتعتبر حركة الاصلاح للمجتمع حركة احياء بعد موات ،لذلك ينظر للإصلاح على أنه إعمار الشيء الذي يوشك على الخراب ،وبمجرد أن تجنح أي دوله للإصلاح ،فإنها تعترف بضرورة ترميم وإعمار أركانها بعدما تعرضت لأمواج متتالية من الإعتلالات ،وهذا يعني  إقرارا بوجود بعض المسؤولين قد ساهموا في ايصال الدولة لمرحلة سيئة استدعت إصلاحاً شاملاً للخروج من أزماتها.
والمنطق يقول بأنه لا يمكن لمن ساهم في تخريب أي موقع أن يكون له دوراً نافعا في أي عمل اصلاحي محتمل ،وكان  السلطان العثماني سليمان القانوني قد لاحظ على المهندس الموثوق بأمانته وعلمه معمار سنان أنه يستخدم فرقاً للإعمار مختلفة تماماً عن مجموعات الهدم ،بينما كان يشيد أعظم مباني  الدولة العثمانية ،وعندما سأله السلطان عن سبب ذلك أجابه المهندس: (ناس للتدمير وناس للتعمير) ،فمن يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير ،وهذا يفسر سبب نجاحه في مهامه الموكلة إليه ،أما الإصلاح التقليدي فما زال لا يعترف بهذه الاستراتيجية الناجحة ،ويكرر استخدام  من هدم للتعمير. وهذا يقود لمستوى جديد من التدهور ،فلا يمكن لشخص ساهم في الدمار أن يكشف عورات أعماله السابقة ضمن أي محاولة لإصلاح حقيقي.
داعياً من يرغب بالإصلاح أن يستفيد من استراتيجية المهندس سنان ،مستعيناً  برجال جدد من غير اؤلئك الذين ساهموا في الدمار ،وأن يكون سنان الإصلاح  رئيساً لأي حكومة قادمة.

المصدر: رأي اليوم