السلاح المتفلت في أمريكا، يحميه الحزبان، على حساب الأمريكيين مقابل 10 مليارات دولار سنويا


يوما بعد يوم تستعيد أمريكا لونها الأحمر، وتغرق أكثر وأكثر في إرهابها التي طالما تغنت فيه لقرون طويلة.

ما نشاهده اليوم على شاشات الفضائيات والإنترنت من قتل للأبرياء في الأماكن العامة الأمريكية، ما هو إلا مشهد قصير للغاية، في فيلم كوي بوي طويل.

منذ نشأت أمريكا ويدها على الزناد، وكان القاتل الأسرع في إطلاق النار هو الذي يحكم المقاطعة، وقد تمرس الشعب الأمريكي في فن القتل، حتى ارتكب أكبر وأبشع الفظائع بحق الهنود الحمر، ثم تمتد هذا الفن بالقتل حتى وصل أجرام أمريكا إلى آخر بقعة على الأرض تواجدت عليها الأرواح…

وقد كتب الكثير عن جرائم القتل في أمريكا، وأكد علماء النفس أن هذه الضريبة هي ضريبة مجتمع الحرب، الذي تعيشه أمريكا، وعلى الشعب الأمريكي والعالم أن يدفع ثمنها، فأمريكا كي تحكم العالم، فإنها بحاجة الى تجارة الحروب وصنع أسلحة الموت، وكي تستخدم هذه الأسلحة عليها أن تخرج سنويا ما لا يقل عن مائة ألف مقاتل مدربون على القتل، وهؤلاء مهنتهم ومهمتهم القتل، منهم القتلة المأجورون، ومنهم فرق الموت التي تؤجرهم أو تستخدمهم أمريكا خارج نظام الإدارة الفيدرالية، أو في بقع ساخنة تنتجها أمريكا كي تصرف نتاجها العسكري، إذا كي تستمر أمريكا فإنها بحاجة إلى الحرب، والا سوف تكسد الاسلحة في مستودعاتها وتخسر الكثير من الارباح التي تجنيها 8على حساب دماء الشعوب والدمار الذي تلحقه بالعالم.

وتصوروا بعد سنوات كم مائة ألف قاتل يسير في الشوارع الأمريكية.

وقف أحدهم هامسا في قاعة الكونغرس الأمريكي كي لا يسمعه العالم، قائلا نحن بحاجة إلى صناعة رجال آليين يمارسون القتل نيابة عن جنودنا الذين نرسلهم للقتال حول العالم، هل تعلمون كمْ ندفع على عودة هؤلاء الجنود، أنهم يرهقون الخزانة الأمريكية، فهؤلاء الجنود عندما يعودون من جبهات القتال، يعودون متوحشين، فاقدين المشاعر، تتملكهم غريزة القتل بدم بارد، لذلك ندفع الكثير على إعادة تأهيلهم نفسيا وسلوكيا كي ينخرطوا من جديد في المجتمع، وأحيانا قد نضطر لقتل بعض القتلة من جنودنا لأننا نفقد السيطرة عليهم، لكن حتى القتلة الذين نأمرهم بقتل هؤلاء نضطر لقتلهم فيما بعد لإخفاء المحاسبة والمسألة، مما يعني بأن الشعب الأمريكي يعيش ضمن آلة قتل تلتهم نفسها.

نعم أيها القارئ الحالم بالديمقراطية الأمريكية، أنا أخبرك بعض الأفكار القصيرة قبل أن أنقلك إلى عالم السلاح المظلم وتجارة الموت، الذي تتاجر فيه أمريكا، وهو يمتد من أفغانستان مقابل المخدرات، حتى أفريقيا مقابل تجارة الأعضاء البشرية، ولكن تأكد أنهم غير أسافين على كل هذا الموت، هم العالم الأول ونحن الذين نقتل أثناء مشاهدة خطاب للرئيس أمريكا زنحن نصفق له وهو يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن لا يقصدك أنت فأنت وانا لسنا بنظره بشر، نحن العالم الثالث مجرد ارقام يجني منها الارباح او حقل تجارب لكل شيء يريد ان يتاجر به.

وحتى في أمريكا، فإن المنحدرين من العرق الأسود أو الوافدين أيضا هم لا شيء، هل تذكر محاكمة الشرطي قاتل جورج فلويد والذي حكم بالسجن 22 عاما ونصف عام، حاول تراجع المحاكمة وستعلم كم الانسان رخيص في امريكا، رغم القتل لالاف الأبرياء في المدارس وعلى الطرقات بالأسلحة الفردية لم ينجح يجرؤ اي عضو في الكونغرس على تمرير تشريع واحد بوقف بيع الأسلحة في الدكاكين كما تباع “السجائر” بل قال أحدهم إنه في أمريكا يعاقب من يبيع السجائر لمن هم تحت الثامنة عشرة، لكنه لا يعاقب على بيع سلاح فردي، قد يرتكب فيه أبشع جريمة بحق طفل أو امرأة مسنة.

نعم أنه عالم تجارة السلاح الذي هو أقوى من كل ما تسمعه، أو تشاهده عن الحريات في أمريكا، فالحرية في أمريكا وصلت إلى مكان أنه يوجد مواطن حر بأن يقتلك ساعة يشاء بسلاح شرعه تجار السلاح الفردي والذي يكسبهم سنويا ما يفوق ال 12 مليار دولار، مما يعني أن كل منزل في أمريكا وكل مواطن أمريكي يمتلك السلاح.

في عام 2013 سجل إصابة أكثر من 73 ألف أمريكي بالرصاص من سلاح فردي بسبب إشكالات بسيطة، هل أكرر على مسامعك الرقم،

ان الاحصائيات التي سمح بتسريبها تحدثت عن قتل 13.286 شخصاً في الولايات المتحدة في عام 2015 فقط، باستثناء حالات الانتحار.

لقد قتل خلال 40 سنة ما يقرب من 1.4 مليون شخص باستخدام الأسلحة النارية الفردية في امريكا، وايضا قتل بالسلاح الامريكي خارج امريكا ما يقارب النصف مليار انسان.

 امريكا بلد ينتج الموت، تحت شعار الحرية الامريكية بقتل كل شعوب الارض.

ولا تنسى ان امريكا تطالب بمصادرة سلاح اي شعب يدافع عن ارضه من الغزاة، وخاصة ان كان الغزاة عبيد عند الامريكي، فان امريكا ستقصفك وتدمرك وتقتلك بالسلاح، لكي تنتزع منك السلاح الذي تدافع فيه عن نفسك.

ان شرعة السلاح في عالم لا يفهم الا لغة القوة.