تقرير "الهيمنة الامريكية الاقتصادية والسبل الكفيلة بكسرها لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول محور المقاومة"



تقرير يتضمن آراء الكتاب والمحللين السياسيين لمجموعة معهد طهران للدراسات والأبحاث الدولية، في حلقة النقاش التي جرت يوم الثلاثاء الموافق   ٢٠٢١/٨/١٧ والتي حملت العنوان
"الهيمنة الامريكية الاقتصادية والسبل الكفيلة بكسرها لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول محور المقاومة" بما في تجربة ارسال السفن من إيران الي لبنان.

الهيمنة الاميركية
وقد بدأ الحوار  الاستاذ محمد فخري المولى الذي قال ان  الهيمنة الأمريكية الاقتصادية واقع حال مرير لكل من يعارضها روسيا والصين كانت حاضرة بقلب الحدث، بل هي  حرب مفتوحة غير معلنة وهذا ما يحدث مع الجمهورية الإسلامية ومحور الممانعة والمقاومة .
واكد على ان طبيعة الصراع اقتصادية اكثر من كونها سياسية موكدا ان الكفاح والتضحية بالنفط والوصول افشل كل مخططات الحصار الاقتصادي الصهيوامريكي على العكس ولد عزيمة بالرد بالمثل فالانتقال بالتعاملات من الدولار ضربة للهيمنة ثم كانت عملية تصدير النفط كسر للهيمنة الاستكبارية،  هذا المنجز أعطى دافعية لمحور الممانعة والمقاومة بالمضي مع الجمهورية الإسلامية. 
النفط جزء صغير من الشراكة الاقتصادية والمالية لاننا اذا نظرنا لكل العوامل الاقتصادية والمالية بنظرة مستقبلية مجتمعية مرتبطة بالمصالح الإسلامية المشتركة فإننا امام مستقبل للمنطقة مختلف عن الحاضر.  
ومن الناحية العملية بين انه لو تم بجهد مشترك اكمال ميناء الفاو وبجزء ملحق بإنشاء  منطقة حرة لتبادل السلع والمنتوجات الغذائية والصناعية لتقترن بساحات اخرى بسوريا ولبنان واليمن، لكان بالامكان خلق سوق يمكن ان تتسع من حيث الدول ومن حيث أفق التبادل وايضا باي تحويل مالي وخصوصا اذا انظمت روسيا والصين لتكوين محور اقتصادي اسيوي او اسيوافريقي يقف كجبهة فاعلة ومؤثرة.

*الحرب الذكية

اما الاستاذ علي حكمت شعيب فقد بيّن ان  الاستراتيجية التي يسلكها اليوم الأمريكي وحلفاؤه تجاه محور المقاومة هي الحرب الذكية التي هي مزيج من الحرب الاقتصادية والنفسية والثقافية.
أما الحرب الاقتصادية فعمادها الحصار الاقتصادي المتمثل بعدة أساليب أبرزها:

أ- تجفيف الدولار من البلد عبر طريقين تهريبه الى الخارج ومنع الخارج رفد البلد به.

ب- فرض عقوبات مالية على سياسييه المعارضين لأمريكا وشركاته ومؤسساته الحيوية لضرب ربحيتها وإعاقة حركتها الإنتاجية من أجل إفقار البلد. 

ويرفد ذلك بتخفيض درجة ائتمان البلد ووضع عراقيل أمامه مع المصارف المراسلة التي من خلالها يؤمّن الموارد المادية والمالية لشراء السلع التي يحتاجها، والتحكم به عبر وعده ببعض القروض الشحيحة من البنك الدولي المشروطة بتغيير السلوك تجاه ملفات حساسة يريدها الأمريكي المحاصِر من البلد وساسته.
وبين ان هذا نموذج تكرر في دول عديدة منها: العراق وسوريا ولبنان وإيران وفنزويلا وكوبا و...

هذه المصاديق تنبئ عن الاستراتيجية الأمريكية في تطويع الدول عبر شن الحرب الذكية عليها والتي أصبحت تعرف بالثورات الملونة.

المواجهة
وتسائل الاستاذ علي: كيف السبيل لمواجهة الحصار الاقتصادي والحرب الذكية التي تمسك بها أمريكا وترفعها بوجه الدول المعارضة لها وتشكل مدخلاً مهماً لها لتحريك الثورات الملونة.
واجاب قائلا: ان هناك سياسات عديدة لمواجهة هذا التهديد الكبير المتمثل بالحرب الذكية أبرزها:

١-اعتبار دول المحور نظام شبه مغلق pseudo closed system يكتفي ذاتياً من مكوناته ولا يحتاج إلى الخارج إلا بالشيء القليل.
٢-اعتماد مبدأ المقايضة أو إنتاج عملة الكترونية خاصة ضمن هذا النظام بحيث لا يكون هناك حاجة الى الدولار في التبادلات التجارية.

٣-تطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي المرتكزة على اللامركزية الإدارية الضيقة الى أبعد الحدود لتصل الى حدود النطاق البلدي فالأسرة.
٤-تربية الجيل الجديد على الاعتماد على النفس والثقة بها والاعتزاز بالانتماء الوطني ورفض الهيمنة الغربية ليصبح لدينا بعد مدة قادة مؤمنون بوطنهم وقدراته الذاتية، ولديهم ثقة عالية بالنفس وبمواطنيهم.

تعقيب

وعقب الاستاذ حسين شلوشي على مداخلة الدكتور  علي شعيب قائلا ان الثورات الملونة لوحدها تنجز اهدافا اميريكية  صهيونية كبرى في دول محور المقاومة ( لبنان ٢٠٠٥، الحمهورية  ٢٠٠٩ ، سوريا ٣٠١١ العراق ٢٠١١ و ٢٠١٩ ومستمرة لانها تتعارض في داخلها  عبر خطاب الديمقراطية الا تنجز الاهداف تباعا. 
في روسيا اعتبرت  الثورات الملونة  مهدد  الامن القومي الروسية واعتمدته اولوية. 
الملاحظة المهمة  هو التطور الغربي السريع في انتاج ( نظريات عمل عملية ) بشكل متسارع ومتداخل مع بعضه. فبالوقت الذي بدات منطقتنا تدرك وتعالج  في الحرب الناعمة  التي ظهرت  كادب سياسي اعلامي في تسعينات القرن الماضي ( جوزيف ناي ) فان  اساليب عمل ومفردات جرى تطبيقها قبل هذا الوقت في الحرب الباردة والتي كان سائدا فيها الحرب النفسية  ، ثم تاتي الثورات الملونة كادب منشور في ٢٠٠٩ ( جيم شارب ) فان تطبيقها الاول كان في لبنان ٢٠٠٥ بثورة الارز.
المقترحات التي وردت في ( ورقة البحث ) كلها منطقية وممكنة التطبيق عبر اليات  سريعة متمكنة في الانتاج ( المضمون ، الشكل ، التسويق  ، الاستعدادات والمتطلبات المباشرة ..كوابح .. الخ ). 
اعتقد ان الانطلاق من ثوابت  اساسية  للمعالجات  يجنب المحور  المارثون المضني وغير المتكافئ بالامكان  ، بمعنى تعيين الحدود المرنة  للعمل  وحصر الخطوط الحمر في نطاقها الدقيق  وتوفير الحماية او الحصانة لها. 
واضاف ان ورقة الدكتور تحتاج الى خبرات اقتصاد واجتماع  واعلام  وفنون  وربما اخرى في السياسة وغيرها  لتفصيل  خارطة عمل ( عملية ) مباشرة قابلة للتنفيذ. 

امريكا واخفاقاتها وهزائمها

الاستاذ قاسم الغراوي  قال ان تغير المناخ الدولي واخفاقات امريكا وهزائمها في منطقة الشرق الاوسط وظهور اقطاب قوية ندا لها مثل الصين وروسيا وجمهورية ايران الاسلامية غير معادلة الصراع ، وبروز الصين كاخطبوط اقتصادي بديلا عن الهيمنة العسكرية اعطى رسالة واضحة لامريكا باهمية الاقتصاد العالمي وتاثيرة ورغم انها تمتلك اقتصادا قويا .
لكنه اكد ان اسلوب الحصار واستخدام الورقة الاقتصادية لاذلال الشعوب من قبل امريكا لن تجدي نفعا امام وقوف جمهورية ايران الاسلامية حينما كسرت الحصار عن فنزويلا وكذلك عن لبنان وتجاوزت الخطوط الحمر التي فرضتها امريكا كورقة ضاغطة للتغيير السياسي في الدول المناهضة للسياسة الامريكية .
واشار الى ان الادارة الامريكية فشلت في فرض عقوبات لاانسانية على ايران والصين وروسيا وتركيا وفنزويلا والفلسطينين لان العالم ايقن ان تعدد الاقطاب فيه سيمنحه توازنا من اجل ارساء قيم الانسانية والتعاون المثمر بين البلدان بعيدا عن الغطرسة الامريكية .
وحذر من ان الكيان الصهيوني يتطلع لدور اكبر بوجود امريكا للضغوط القصوى على ايران ولبنان وبالذات المقاومة الا انه غير قادر على مواجهة المواقف الصلبة لايران تجاه المقاومة في كل مكان ولبنان بالذات وامام تصريحات السيد نصرالله الذي اعتبر الناقلة ارض لبنانية .
واختتم الاستاذ قاسم مداخلته بالقول ان الواقع سيتغير لصالح الشعوب عموما وستنتصر ارادة الدول التي ترفض الهيمنة والغطرسة الامريكية وحكم القطب الواحد والشراكات الاقتصادية والمواقف السياسية الموحدة وتقوية اقتصاد الداخل كفيلة بتضعيف امريكا مستقبلا.

بدائل اقتصادية

الاستاذ هيثم الخزعلي قال ان ما يجعل الولايات المتحدة مهيمنة على الاقتصاد العالمي عدة امور اهمها اعتماد الدولار.. ونظام سويفت لمراقبة حركة الدولار.. ولهذا اقترح ان يقوم محور المقاومة باعتماد عملة أخرى غير الدولار وتحقيق الاكتفاء الذاتي كبداية التحرر لكل دولة ولمحَور المقاومة خصوصا، الا ان تفعيل هذا الأمر يحتاج إرادة سياسية لكل دول المحور وان تبرم اتفاقات بينها.. كما يمكنها اللجوء لعملة أخرى خارج سيطرة الدولار كأن تتبادل بالعملات المحلية او تعتمد نظام المقايضة او اليوان الصيني الورقي او الإلكتروني المنافس القادم للدولار.. تبقى لكل دولة خصوصياتها لتنفيذ هذا الأمر مشيرا الى ان تطبيق هذا الأمر على كل دول المحور يحتاج الى تغييرات سياسية وممكن ان يبدأ بتعاون بين روسيا والصين وايران وسوريا وتركيا ثم يطبق بباقي الدول تدريجيا.. مع التركيز على الاكتفاء الذاتي.


اما الاستاذ بهاء الخزعلي فقد بيّن ان القوى العظمى لم تعد هي المتحكمة في القرارات سواء الاقتصادية أو السياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ان التطور الاقتصادي الصيني والتطور العسكري الروسي مع ظهور القوى الإقليمية كلاعب أساسي في تحقيق المعادلات  ينبيء  بتراجع الولايات المتحدة عن الهيمنة والتفرد بالقرارات. واحتمل ان يشهد العالم مستقبلا تراجعا في المواقف لحلفاء الولايات المتحدة مثل دول أوربا، فمن الممكن أن يتطور العالم من خلال العلاقات الاقتصادية وتختلف المواقف بنفس الوقت حيث يشهد العالم بالفترة الأخيرة تقاربت بين دول أوربا والصين وذلك بسبب تطور حجم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وعلى الرغم من أن الصين لديها علاقات اقتصادية مع الولايات المتحدة، لكنها اعتمدت خطة لضرب الاقتصاد الأميركي على صعيد إمكانية التصدير وكسر الطوق الذي يعيق التجارة الصينية.
أما بالنسبة إلى القوة الإقليمية فأن الأتفاق الصيني الإيراني والاتفاق الصيني الخليجي قد يشهد تكاملت اقتصاديا في حال تم ربط الشبكتين الاقتصاديتين معا، أما بعد الخطوة الجريئة من الجمهورية الإسلامية لدعم لبنان من خلال إرسال السفن المحملة بالنفط والمازوت ومعادلة الردع التي اوجدها سماحة السيد (حسن نصر الله) قد تكون بادرة لتكوين مجلس تعاون اقتصادي يضم دول محور المقاومة على غرار مجلس التعاون الخليجي مما يتيح فرصة لتحسين الواقع الأقتصادي لشعوب دول محور المقاومة من خلال ربط العلاقات الاقتصادية لذلك المجلس بمشروع (الحزام والطريق) باعتبار الموقع الجغرافي للجمهورية الاسلامية الإيرانية والذي جعلها ركيزة اساسية في ذلك المشروع.
واستدرك الاستاذ حسين شلوشي على مداخلة  الاستاذ بهاء قائلا انه لحد الان  ومع توفر العمل  الجاد  بالشرق  لانضاج ملامح ( نظام دولي جديد ) فانه يصطدم  بالتوقف الاوربي ( خوف ) من امريكا  مشيرا الى ان اوربا لاتقدم كثيرا  ( حتى السعودية تقدمت بخطوات منذ ٢٠١٨ ).  
واكد ان الحل في مشروع السيد القائد الخامنئي  اعزه الله  ( مشروع الامة ) وحاليا هذا المشروع بدأ يتقدم  وان تسويق الجمهورية كقدرة وامكان ( علمي ، امني … الخ ) الى جوار اقتصاد صيني  فيه اهمية  كبرى لتحريض  اوربا  من جانب  والتقارب مع دول اسيا الكبيرة الاخرى ( باكستان ) ، لاسيما ان فكرةً الطاقة النظيفة تتاخر لتنفيذها في اسيا وهو ما يتيح استثمار الاحتياطي النفطي في الاحتواء لهذه الدول. وربما هذا عمل  ( الاستراتيجيين) في دول المحور.

بدائل اقتصادية

الاستاذ هيثم الخزعلي قال ان ما يجعل الولايات المتحدة مهيمنة على الاقتصاد العالمي عدة امور اهمها اعتماد الدولار.. ونظام سويفت لمراقبة حركة الدولار.. ولهذا اقترح ان يقوم محور المقاومة باعتماد عملة أخرى غير الدولار وتحقيق الاكتفاء الذاتي كبداية التحرر لكل دولة ولمحَور المقاومة خصوصا، الا ان تفعيل هذا الأمر يحتاج إرادة سياسية لكل دول المحور وان تبرم اتفاقات بينها.. كما يمكنها اللجوء لعملة أخرى خارج سيطرة الدولار كأن تتبادل بالعملات المحلية او تعتمد نظام المقايضة او اليوان الصيني الورقي او الإلكتروني المنافس القادم للدولار.. تبقى لكل دولة خصوصياتها لتنفيذ هذا الأمر مشيرا الى ان تطبيق هذا الأمر على كل دول المحور يحتاج الى تغييرات سياسية وممكن ان يبدأ بتعاون بين روسيا والصين وايران وسوريا وتركيا ثم يطبق بباقي الدول تدريجيا.. مع التركيز على الاكتفاء الذاتي.


اما الاستاذ بهاء الخزعلي فقد بيّن ان القوى العظمى لم تعد هي المتحكمة في القرارات سواء الاقتصادية أو السياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ان التطور الاقتصادي الصيني والتطور العسكري الروسي مع ظهور القوى الإقليمية كلاعب أساسي في تحقيق المعادلات  ينبيء  بتراجع الولايات المتحدة عن الهيمنة والتفرد بالقرارات. واحتمل ان يشهد العالم مستقبلا تراجعا في المواقف لحلفاء الولايات المتحدة مثل دول أوربا، فمن الممكن أن يتطور العالم من خلال العلاقات الاقتصادية وتختلف المواقف بنفس الوقت حيث يشهد العالم بالفترة الأخيرة تقاربت بين دول أوربا والصين وذلك بسبب تطور حجم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وعلى الرغم من أن الصين لديها علاقات اقتصادية مع الولايات المتحدة، لكنها اعتمدت خطة لضرب الاقتصاد الأميركي على صعيد إمكانية التصدير وكسر الطوق الذي يعيق التجارة الصينية.
أما بالنسبة إلى القوة الإقليمية فأن الأتفاق الصيني الإيراني والاتفاق الصيني الخليجي قد يشهد تكاملت اقتصاديا في حال تم ربط الشبكتين الاقتصاديتين معا، أما بعد الخطوة الجريئة من الجمهورية الإسلامية لدعم لبنان من خلال إرسال السفن المحملة بالنفط والمازوت ومعادلة الردع التي اوجدها سماحة السيد (حسن نصر الله) قد تكون بادرة لتكوين مجلس تعاون اقتصادي يضم دول محور المقاومة على غرار مجلس التعاون الخليجي مما يتيح فرصة لتحسين الواقع الأقتصادي لشعوب دول محور المقاومة من خلال ربط العلاقات الاقتصادية لذلك المجلس بمشروع (الحزام والطريق) باعتبار الموقع الجغرافي للجمهورية الاسلامية الإيرانية والذي جعلها ركيزة اساسية في ذلك المشروع.
واستدرك الاستاذ حسين شلوشي على مداخلة  الاستاذ بهاء قائلا انه لحد الان  ومع توفر العمل  الجاد  بالشرق  لانضاج ملامح ( نظام دولي جديد ) فانه يصطدم  بالتوقف الاوربي ( خوف ) من امريكا  مشيرا الى ان اوربا لاتقدم كثيرا  ( حتى السعودية تقدمت بخطوات منذ ٢٠١٨ ).  
واكد ان الحل في مشروع السيد القائد الخامنئي  اعزه الله  ( مشروع الامة ) وحاليا هذا المشروع بدأ يتقدم  وان تسويق الجمهورية كقدرة وامكان ( علمي ، امني … الخ ) الى جوار اقتصاد صيني  فيه اهمية  كبرى لتحريض  اوربا  من جانب  والتقارب مع دول اسيا الكبيرة الاخرى ( باكستان ) ، لاسيما ان فكرةً الطاقة النظيفة تتاخر لتنفيذها في اسيا وهو ما يتيح استثمار الاحتياطي النفطي في الاحتواء لهذه الدول. وربما هذا عمل  ( الاستراتيجيين) في دول المحور.