ما دواعي القلق العالمي والغربي مع إقتراب نوفمبر؟


مع بداية الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا وصلت حالة قلق الشعوب ذروتها تحسبا من دخول الصراع نطاقات الحرب النووية ،وما لبثت الأمور أن هدأت ومع إصرار الجانب الغربي على التصعيد ضد روسيا من خلال العقوبات ،ودعم اوكرانيا بالأسلحة ،أخذت الاوضاع تتفاقم وقد لا نجد طرفا يصرخ أولا بعدما تبين أن الشعوب الغربية لم تعد أولوية عند بعض الحكومات فأصبح التضخم والبطالة  مشهدا فاق الدول النامية ،لذلك من المتوقع مع حلول نوفمبر القادم خروج الأمور عن السيطرة ببدء حدوث أزمة طاقه غير مسبوقة كمّاً وسعراً ،وانقسام  متصاعد في الصفوف الغربية بحثاً عن المصالح ،وما يعلن عنه من تطمينات ربما يأتي في سياق الحرب النفسية فقط ،وقد  يضطرب السلم المجتمعي في عدد من الدول الغربية بسبب سوء تصرف بعض الحكومات، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة بين شعوب إعتادت على الرفاهية ،فمن يصدق أن الإقتصاد الهندي قفز وتخطى الإقتصاد البريطاني ،وها هي الحكومة البريطانية تدق أبواب صندوق النقد الدولي لتغطية عجزها لوقف توسع الاضرابات العمالية ،ولا أحد يتوقع ما ستحمله الانتخابات التشريعية في الولايات الأمريكية في نوفمبر ،وهل سيفقد البيت الديموقراطي أغلبيته وتتحول الرئاسة إلى بطة عرجاء أم سيتتطور الانقسام والخلاف بين الحزبين ويحدث فوضى في الشارع ،وهل سينهار الإتفاق النووي الإيراني خلال نوفمبر ويعقبه إعلان إيران امتلاكها سلاحا نوويا  وما هي مالات المهلة التي حددها حزب الله لإسرائيل في كاريش مع استمرار  الأخيرة الإلتفاف على مطالب لبنان التي قد تواجه كارثة اقتصادية وربما أمنية اذا استمرت الأمور دون تدخل جراحي ،وكيف سيكون موقف الباكستانيين بعد تعرضهم لكارثة إنسانية واستنجادهم بالعالم الغربي ولا من مجيب ،بينما نراهم كغرب منشغلون بتنفيذ طلبات أوكرانيا لإشعال المنطقة في حين توجهت الأنظار الغربية نحو باكستان عندما كان عمران خان رئيسا للوزراء ووضع خطة لإزدهار بلاده فتحركت الدولة العميقة للانقلاب عليه ونجحت في مهمتها التي تتعارض مع الديمقراطية ومع القيم ،لذا نرى  الباكستانيين يموتون جوعاً وغرقاً ولا غربي يلتفت إليهم كما ينبغي.

وكيف سيكون الموقف على الأرض الأوكرانية مع استمرار توسع الدعم الغربي  لأوكرانيا ،واقتراب الجيش الأوكراني من الحدود الروسية ،وربما حصل ذلك في إطار خطة عسكرية روسية لاستدراج القوات الأوكرانية لإعادة نشر قواتها  وخلخلة مواقعها الدفاعية لإيجاد خاصرة رخوة تنطلق نحوها القوات الروسية من جديد لحسم المعارك  مع بداية الشتاء ،وهل يعتقد الغربيون بأن روسيا ستقبل أي شكل من أشكال الهزيمة في حملتها  العسكرية ،وواهم من يفكر بأن هنالك إحتمالا بسيطا لهزيمة روسيا والغرب نفسه يعي ذلك تماما ،بدليل أنهم لم يزودوا أوكرانيا بأية أسلحة هجومية سابقا خوفا من الصدام المباشر مع روسيا  وكانو يكتفون باستنزافها ،ونراهم يخطئون مجددا بتزويدهم أوكرانيا بأسلحه هجومية ربما تكون حافزا لروسيا لتطوير خططها العسكرية وإمداد الجبهات بقوات اضافية وأسلحة متطورة ،وفي خضم هذا الصراع وهذه المعارك نلاحظ أن أداء الروبل يعتبر الأفضل بين العملات الأخرى، ففي الوقت الذي قد تشعر فيه روسيا بأي خطر يهدد أمنها القومي ربما تبدأ الغواصات النووية الروسية بتنفيذ واجباتها وتسبب قلقا ودمارا كبيرا للعالم مع إطلاق القمر الصناعي الروسي الذي يستطيع مسح الكرة الأرضية كاملة وإختراق أسطح البحار والمحيطات بعمق نصف كيلو متر لتحديد إحداثيات الغواصات والتأشير عليها لصالح محطات إطلاق الصواريخ ،لذلك نرى العالم مضطرب ويقترب من الخراب والدمار والعديد من زعماء العرب يلعبون الجولف في عطلة نهاية الأسبوع ،بينما المصانع تغلق والمباني والشوارع مظلمه في أحياء من أوروبا ،والمواطنون يعانون ،فهل من غربي رشيد وحكيم يحاول نزع فتيل التوتر ويجنب العالم ما قد يصيبه ويدعو لجلسه تفاوضية على طاولة مستديرة يصرخ فيها الجميع كنا أغبياء وعلينا وقف الحرب والظلم والتحول لسياسة الكيل بمكيال العدالة وإنقاذ الشعب الباكستاني والشعب الأفغاني وحل النزاع مع إيران ورفع الحصار عنها بعيدا عن مدى التفاوض الذي ترسمه إسرائيل وفقا لمصالحها ككيان محتل ،ومساعدة لبنان في الخروج من أزمته ومنع إثيوبيا من تعطيش الشعب العربي المصري والسوداني ،وإنهاء المعارك في اليمن وليبيا ،وإعادة سوريا للصف العربي ،وكبح جماح إسرائيل وإعادة القدس وفلسطين لأصحابها العرب.

فالغرب هم من ساهموا في تعزيز تلك المصائب ،وبغير  ذلك يبقى مصيرنا مجهولا ،وقد يأكل أخضر هذا الكون ويسمم بره وبحره.حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية ،ووحد صفوفها لخير شعوبها.