النِوايا الصادقة لصنع وطن تحتاج إلى إرادة صَلبَة وجُرأة فهل هيَ متوفرة؟
أشهر ما سمعناه خلال ثلاثين عام من النفاق السياسي في لبنان عبارات صَدَّعَت رؤوسنا وآذَت نفوسنا هي عبارات :
(الليرة بخير،)
(نظامنا المصرفي هو افضل نظام في العالم،)
(الليرة مستقرة)
(ثلاث سنوات وتكون الكهرباء ٢٤/٢٤)
(في اول العام القادم سيكون بين يدي اللبنانيين بطاقة صحية تشمل كافة المواطنين)
والكثير من الخبريات التخديرية الأخرى التي شكَّلت واحدة من بين أحلام اللبنانيين، وإذ بنا نصحوا على ليرة منهارة!
ونظام مصرفي منهار،
ونظام صحي منهار،
واغراق لبنان في الظلام،
واموال منهوبة بالكامل،
وتفجير اهم مرفأ في الشرق،
أخبار غير سارَّة للمواطنين عن حجم ثروات المبدعين في السلطة اللذين أَمنُونا بالوعود وصدعوا رؤوسنا بالنفاق.
بكل الأحوال البلاد أصبحت في الهاوية ولا زالت الطبقة السياسية تعاند المنطق والواقع ومستمرة في غَيِّها، حتى أنها لم تقبل مجرد إنتقاد أو إتهام من مواطنين محزونين ومكسورة قلوبهم على أبنائهم اللذين فقدوهم في إنفجار المرفأ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اوسعوهم ضرباََ لدرجة الإغماء.
[ إن سلطة بلا أذنين ولسانها طويل تشبه حكومة مسيلَمَة تريد ان تفرض علينا قبول الظلام والجوع والعطش وأن نكتوي بنار ارتفاع الأسعار والغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار ولا تريد أن تسمع صرخاتنا! فما الفائدة من بقائها ولماذا علينا أن نسمعها! ؟
فالمحقق عندما يقوم بجلد أحدهم ويبدأ بالصراخ ويستغيث من شدة الألم، لا يمنعه المحقق من الصراخ ولا يُطبِق له فمه.
[ إن مجموع الإرتكابات التي حصلت في لبنان]
هي أكبر بكثير من الإرتكابات التي حصلت في دول العالم الثالث جمعاء!
البلاد تحتاج إلى سواعد تبني وليس الى سواعد تسرق وتضرب وتفتك
وبناء الأوطان يحتاج الى نوايا صادقة وارادة صلبة، والى تواضع وحوار وليس الى النفاق والقمع.
أن مَن تناوبوا على السلطة في لبنان منذ العام ١٩٩٢ لغاية اليوم يشبهون هتلر بنازيته، وهولاكو بإجرامه، وعمر ابن العاص بمكره، ويزيد بفجوره، والشعب مُخَدَّر ونائم ولا يُحرِكُ ساكناََ أبداََ. ولكن سيستفيق مهما بلغت هذا التخدير قُوَّته وحجمه.
فلا بُد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر.
رياح التغيير قادمة لآ محآلة.
التعليقات