فن التأثير :


لن تتوفر في الاعلام الموضوعية لان  الوسيلة الإعلامية ليست محايدة وتمويلها يحدد وجهتها السياسية في بلدٍ تحكم فيه الاحزاب ضمن نظام المحاصصة الطائفي .
المحايد ينقل وجهة نظره وايضا وجهة نظر الآخرين على حدٍ سواء دون تحوير او توجيه ولا تدخّل ليترك للجمهور إختيار قناعته . 
 لا يمكننا التساهل مع مصداقية الإعلام .
 أن تنقل الحدث دون تحوير او تضليل او خداع هو المطلوب في التغطية الإعلامية . صناعة الكذب من اجل تشويه الحقائق هي تضليل إعلامي وثقافي وإجتماعي ، لأن الإعلام من يصنع الثقافة ويروّج لها وينشرها . والثقافة تبلور مفاهيم وقيَم المجتمعات ومعارفها .
إن تنميط الاعلام بإتجاهٍ معيّن لغرس صورة في اللاوعي الجماعي او الفردي دأبت عليه القوى الإستعمارية سابقًا والحكام الطاغوتيين حاليًا. 
 إن مقولة." إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس" قد إستُبدلت: بلا تتكلم عما تشاهده بل بما نقوله لك !
انه إغتصاب للعقول عندما توجِّه الناس للحديث عما تريده انت من خلف الوسيلة الاعلامية لا كما هي الحقيقة .
قال مالكوم أكس :‏إن لم تكن يقظاً ، فإن وسائل الإعلام قد تجعلك تكره المظلومين وتحب الظالم .!   
 هكذا تُنشر المعلومات بطريقة موجَّهة أحادية المنظور عبر مجموعة مركَّزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص.هذه هي البروباغندا، وهي مضادة للموضوعية .
 كثيراً ما تعتمد البروباغندا على إعطاء معلومات ناقصة وتقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفياً عوضاً عن الرد بعقلانية.
 الهدف من ذلك هو تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية. 
فهي سياسياً تعني الترويج ، واقتصادياً تعني الدعاية ، ودينياً تعني التبشير...
تحذير:  البروباغندا سبب رئيس لانتشار أمراض تاج راسي وتاج راسك وفلان خط احمر.
 إن شر آفة تُعاني منها المجتمعات السياسية في عصرنا الحاضر هي الكذب ، فكيف إذا سُخِّرت وكالات إعلامية ضخمة من أجل هذا الهدف ؟ 
 إشغال عقول الناس وإبعادها عن الحقائق بالتضليل والدعاية الكاذبة والتحريض الممنهج !
إنهم على الطريقة الهوليودية يصنعون أبطالاً يسلِّطون عليهم الأضواء وكل المؤثرات مع نسبة كل ما هو أسطورى وساحر إليهم . يصنعون زعماء أشبه بالآلهة تقود الجماهير بفعل النظرة والتبعية الجَمعية المشبعة بالإنفعالات الغرائزية وشهوة الإنقياد للأقوى لهم . 
ثمة حكمة مأثورة للإمام عليّ عليه السلام :
" لا تَقِس الحق على الرجال بل قِس الرجال على الحق، إعرف الحق تعرف أهله ..."
إن الكثير من الحروب المفتعلة والتي سببت المآسي وزوال حكومات وأنظمة بكاملها قد وقفت خلفها البروباغندا هذه .