الربط الكهربائي مع الأردن،. ما فوائده؟


خرج علينا رئيس حكومة تصريف الأعمال، ( والذي لا يجيد الحديث بقواعد اللغة بشكل فاضح.. ) بتصريحات غريبة على هامش تفعيل مشروع الربط الكهربائي مع الأردن، وتحدث عن عمل الحكومة على تطوير الكهرباء، وتغير اسم وزارة الكهرباء، الي وزارة الكهرباء والطاقة النظيفة.

فتخيلت للحظة آن لدينا محطات كهرباء تعمل بالنفايات، واخرى تعمل بطاقة الشمسية، واخرى تعمل بالماء فضلا عن الغاز والطاقة الهيدروجينة، كما فعلت الصين في باكستان، هذا الكلام في بلد توجد به كهرباء ٩ ساعات باليوم بأحسن حالاته. 

ولنعود الربط مع الأردن وهو جزء من مشروع (الشام الجديد) الذي اقترحه صندوق النقد الدولي، لتشبيك اقتصاد العراق مع دول التطبيع والكيان الصهيوني لاحقا.

المشروع بكلفة ١٩٠ مليار دينار هي جزء من القرض الأمريكي لتمويل المشروع، مما يعني فوائد خيالية لخدمة الدين يدفعها العراق، وتنفيذ شركة (جنرال الكتريك) السارقة لاموال العراق منذ ٢٠٠٣، والممنوعة من العمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

الخط بطول ٣٥٠ كم لتزويد العراق ب١٥٠ ميكا واط في المرحلة الأولى، وهنا نطرح سؤال..
اذا كانت ٤٥ ٪ من طاقة العراق الكهربائية المنتجة والبالغة ٢١ الف ميكا واط، تضيع الأحمال منها بالنقل بين المحافظات، مع ان المسافات بين محافظات العراق لا تتجاوز ٨٠ او ٩٠ كم، فكم سيصل للعراق من ال١٥٠ ميكا واط المستوردة من الاردن وهي تقطع طريق بطول ٣٥٠ كم.

ثم إن الأردن تستورد النفط والغاز والماء وكل هذه المصادر ضرورية لإنتاج الكهرباء، والعراق يمنح النفط للاردن بمبالغ مخفضة، فضلا عن نيته لمد أنبوب نفط للأردن ومصر بتخفيضات هائلة ضمن مشروع الشام الجديد.

والاردن تعاني من نقص الموارد فهي تستورد ٩٧٪ من مصادر الطاقة و١٨ ٪ من هذه المصادر يذهب لضخ المياه، بسبب شحة المياه والتي هي ضرورية لإنتاج الطاقة.

ونظام الأردن الكهربائي صغير جدا يعادل نظام محافظة عراقية، وهي قبل أشهر شهدت حالة اطفاء تام للكهرباء في كل المملكة، وتعذزوا بأن هناك خلل فني في الكهرباء التي يستوردونها من مصر؟!!
فالحقيقة العراق سوف يستورد الكهرباء من مصر عن طريق الأردن، وما يتم بنائه هي محطات تحويلية تقوم بنقل الفائض عن حاجة الأردن للعراق. 
اي ليس هناك كمية ثابتة تلزم الأردن لتزويد العراق بها، يعني ممكن ان تزودنا بأقل من ١٥٠ ميكا واط!  ..

 وهنا نسأل لماذا لا نبني محطات خاصة بنا داخل العراق، ونتعلقد مع شركات للاستثمار الغاز المصاحب، والذي احرق العراق منه ما قيمته ١٧،٦ مليار دولار منذ ٢٠٠٣ لحد الان؟ وهو اكبر من الاموال التي تدفع للغاز الإيراني. 

لماذا لا نبني محطة صغيرة لكل محافظة ونعتمد خطة اللامركزية في الكهرباء؟ كي نوفر هدر ٤٥٪ من الطاقة الكهربائية المنتجة داخل العراق. 
لماذا لا نعتمد تنوع مصادر الطاقة مثل تجربة الصين في باكستان، والتي جعلت باكستان تستغني عن ديون للامارات والسعودية بقيمة ٦٠ مليار دولار مقابل الغاز؟ 

لماذا لا نتعاقد مع شركة( سيمنز) لبناء محطات مثلما فعلت مع مصر بكلفة ١٤ مليار؟؟؟؟ ومصر الان تصدر لدول الجوار، بينما نحن اهدرنا أضعاف هذا المبلغ على وزارة الكهرباء وبدون أي منجز. 

كل هذه التساؤلات تشير لحقيقة واحدة، آن الولايات المتحدة لا تريد تنمية وبناء في العراق، لأنه يتنافى مع العقيدة الصهيونية بضرورة تدمير بابل. 
وان الفاسدين جزء من هذا المشروع، وبحماية امريكية، وكلنا نتذكر كيف قام الجيش الأمريكي بإنزال على مكان توقيف وزير لكهرباء الفاسد  وتهريب وزير الكهرباء السابق (ايهم السامرائي ) ونقله لنيويورك، بعد أن منح مليارات الدولارات لشركة جنرال الكتريك الأمريكية باعمال وهمية في قطاع الكهرباء. 

وان الربط مع الخليج والاردن ومصر هو اولا بيدفع العراق اموال لدعم اقتصاديات هذه الدول المطبعة نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية. 
وثانيا لجر العراق لمعسكر التطبيع مع الكيان الصهيوني، وجعله وأبنائه حراس البوابة الشرقية للكيان الصهيوني من جديد، ويقاتل أبناء دينه حماية لهذا الكيان مرة أخرى... وتعود مقولة سنقاتل إيران حتى آخر جندي عراقي....