ماذا تريد امريكا من العراق؟؟!!


منذ عام 2003 ولحد الان تجثم امريكا وترسانتها العسكرية على صدر العراق واتت بكل قواتها العسكرية وحشدت جيوش اكثر من ثلاثين دولة تحت ذريعة ازالة النظام الدكتاتوري في العراق وخلق نظام ديمقراطي في العراق على غرار الانظمة الغربية ، وهل يحتاج تغيير حاكم مثل صدام حسين الى كل هذه الجيوش والترسانة العسكرية ؟ وهل يحتاج تغيير نظام حكم في العراق الى تدمير كل البنى التحتية لذلك البلد وقتل ابناء شعبه بشتى وسائل القتل وتدمير المنشات الحيوية والمستشفيات ووسائل النقل والمتاحف وكل شيء تقريبا؟
وحتى بعد استتباب الامر للامريكان لم يسلم العراق من الغطرسة الاميركية بحيث سمح الامريكان لعصابات السلب والنهب بسرقة ما تبقى من ممتلكات الدولة تحت انظارهم بحيث تم سرقة كل شيء تقريبا.
بالنتيجة امريكا دمرت العراق ، وامريكا مسؤولة عن انشاء جيوش الفاسدين في العراق ، امريكا مسؤولة عن ادخال التنظيمات الارهابية الى العراق ، امريكا هي التي سرقت الاثار العراقية ، امريكا هي التي سرقت الاموال العراقية ، امريكا هي التي عاثت فسادا في مؤسسات الدولة ، امريكا هي التي دقت اسفين الخلافات بين ابناء الشعب الواحد ، امريكا هي التي اتت بهذا الجيل من السياسيين الى سدة الحكم في العراق وابتلى العراق بهم ، امريكا هي التي تمنع قيام جيش قوي في العراق ، امريكا هي وراء كل محاولات التقسيم ومشاريع الاقاليم والتجزئة على اساس طائفي وقومي.
واليوم : امريكا هي التي تمنع اعمار العراق ، وهي تعرقل جهود اصلاح نظام الكهرباء في العراق ، امريكا هي التي تمانع اية اتفاقية تحقق تقدم للعراق ، امريكا هي التي حركت التظاهرات ضد النظام السياسي ، وهي التي ادخلت عصابات داعش ومولتهم بالمال والسلاح وتحتفظ بقياداتهم في سجونها لاستخدامهمً عند الحاجة ، وكل شيء سيء في العراق تجد ورائه اصابع امريكية سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة.
فماذا تريد امريكا من العراق؟ هذا السؤال الذي بقيت الاجابة عنه مبهمة ولا يستطيع احد الاجابة عنه.
ولكن ببساطة ومع قراءة بسيطة للمفاهيم الامريكية ندرك ان امريكا ارادت انتزاع العراق من هويته العربية والاسلامية وتهيئة شعبه ليكون مهيئا للتطبيع مع اسرائيل ، وصرفت كل هذه الاموال الطائلة في محاولة لتغيير افكار وسلوكيات الشباب العراقي ، الا انها اكتشفت بعد ملحمة الحشد الشعبي ان هذا الجيل قد ورث صفات القوة والمقاومة من الاجداد ، وان حذوة المقاومة في هذا الشعب لوجود المراقد المقدسة والمرجعية الدينية في النجف الاشرف واضيفت لهذين العاملين وجود القوة الضاربة من الحشد الشعبي فاصبح هذا المثلث قوة جبارة لا يمكن الاستهانة بها لكون اجتمعت فيها القوى الروحية والمادية مع استمرار. الفيض الايماني مما نتج عنه اسقاط وكشف كل المؤامرات.
فلم يكن امام امريكا الا اسقاط الاقنعة عن وجهها الحقيقي والحضور بشكل مباشر في ساحة الصراع مع هذه الرموز الثلاثة ، وتحولت امريكا في استراتيجيتها في العراق الى هدف واحد هو محاربة الحشد الشعبي وتوجيه ضربات الى قطعات هذا الحشد مع هجمة اعلامية شرسة وتجنيد العملاء للنيل من هذا الحشد ومؤسسه المرجع الاعلى السيد علي السيستاني.
لذلك ليس مستغربا ان توجه امريكا ضربات مباشرة الى الحشد الشعبي بعد ان فشل العملاء في انهاء او التصدي له وتحول الى قوة فاعلة تمسك بزمام الحدود وتمنع وقوع المؤامرات وتمنع ولادة داعش من جديد ، والتصدي لكل المحاولات اليائسة في تقسيم العراق او وضعه في دائرة الاقتتال الداخلي او جره الى صراع داخلي بحيث يمكن ان ينشغل عن واجباته الاساسية ، ولكن اثبت هذا الحشد وطنيته وصلابته ووحدة قيادته وتحمله كل هذه التضحيات من اجل هدف اكبر واسمى هو حماية العراق ومقدساته.
فلا احد يستغرب من التصرفات الامريكية فقد ضاعت منه كل الحيل وفشلت كل المخططات المعلنة والخفية ولم يبقى في جعبتها سوى القوة العسكرية الغاشمة ، وهذه الضربات بالتاكيد لن تنهي الحشد الشعبي ولن تضعف من قوته بل سيكون اقوى واقدر على الرد اذا استمرت امريكا بعدوانها الغاشم ، وحينها ستكون الضربات قاسية ومؤلمة على الامريكان وخسائرهم ستتوالى في العراق والمنطقة وربما لن يجدوا الوقت الكافي لسحب قواتهم.