لبنان بين فروض امريكا و عروض ايران


فرض الحصار ،وفرض التدخل ، وفرض العقوبات ، وفرض الابتزاز ،و الهدف هو اذعان لبنان ،تجويع لبنان ، ويحدثونك ، اصحاب الفروض ، عن حقوق الانسان وعن الحريات والديمقراطية وعن سيادة و استقلال وتنمية لبنان ، وعن أمن و استقرار المنطقة . يبدوا ان وسائل الامبريالية والصهيونية في نقل وبناء الديمقراطية في منطقتنا هي الاحتلال ، و خلق ونشر الارهاب و الفساد ،والعقوبات و الحصار والحروب ،كما كان الحال ولايزال في العراق وسوريا واليمن و ايران ولبنان .
      ليس للشعب الامريكي مصلحة في التدخل في لبنان ،ليس له مصلحة في ان تمارس امريكا هذه الفروض على لبنان . مصلحة اسرائيل تقتضي ذلك ؛ مصلحة الاحتلال و التوسّع و الهيمنة . ما يعانيه شعب لبنان هو مشهد عار وخزي على العالم المتحضّر ، الذي اصدّع الروؤس بخطابه السياسي و الديمقراطي و الاخلاقي ، و أَتعَبنا  من شّدة حرصه المُزيف على شعب لبنان وعلى دولة لبنان من النفوذ الايراني ! 
     مايصنعه النفوذ الامريكي في لبنان يذّكرنا بقول الرحمن ،في سورة الكهف " قُل هل نُنبّئكم  بالاخسرين اعمالاً الذين ضّلَ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ". تَطّنُ الادارة الامبريالية الصهيونية بأن سياسة تجويع وحرمان وقهر وظلم الانسان ستحقق اهدافهم السياسية المرسومة ، لم يتعظوا من مآلات و نتائج ما صنعوه في المنطقة ، وبذريعة تحجيم نفوذ ايران ، وتعظيم نفوذ اسرائيل ، و حصدوا خلاف ما زرعوا .
    ما تفعله امريكا وعملائها من السياسيين الفاسدين في لبنان والمنطقة سيرتدّ ُعليهم سلباً . يدركُ عامة الشعب في لبنان وفي المنطقة أنَّ مَنْ يحاصر ويجوّع لبنان امريكا و ليس ايران . ايران تُقدّر الظرف الذي يعيشه لبنان ،تبادر و تعرض و لا تفرض مساعدات لما يحتاجه لبنان من كهرباء و وقود و خدمات . و قد قالها سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير في ٢٠٢١/٦/٨ ، باستعداد ايران لمّد لبنان بما يحتاجه من وقود ، كما اكّد سماحته باستعداد حزب الله لتولي المهمّة و استقبال البواخر الايرانية في مرفأ بيروت .
     ما قاله سيد المقاومة بخصوص ازمة الوقود هو اعلان و تثبيت موقف صريح و واضح للتاريخ  و امام الشعب اللبناني ، مفادهُ بأنَّ المقاومة قادرة و على استعداد لتزويد لبنان بما يحتاجه من وقود . اراد السيد حسن نصر الله ،من تصريحه ، أنْ يضع  دولة لبنان و احزابها السياسية امام مسؤولياتهم . لا يسعى حزب الله الى أنْ يحلُ محل الدولة في لبنان ، ولا الى اضعافها . حزب الله ، الذي عزّزَ مقومات الدولة بتحرير الارض وترسيخ السيادة ،لايمكن ان يعمل على تقويضها .
    حسناً فعل العراق ، بقراره الذي اتخذه في مجلس الوزراء يوم ٢٠٢١/٦/٩ ، بزيادة الى الضعف كميات الوقود المخصصة الى لبنان ، وبغض النظر عن حيثيات القرار ،إنْ كان بارادة عراقية او بسماح امريكي او بتوصية امريكية .
    يدرك ُ حزب الله وحلفاءه بأنَّ الوقت في صالحهم وغير مناسب للتصعيد ، و خاصة بعد انتصار المقاومة في غزّة ، وبعد فشل استراتيجية الارهاب في المنطقة ، وحرص و استعجال المملكة العربية السعودية على الخروج من مستنقع الحرب في اليمن .
   أولويات حزب الله وحلفاءه ،كما نعتقد ،هو الحفاظ على الامن والسلم الاجتماعي وتشكيل الحكومة و  الحيلولة دون انهيار الدولة . 
   تصريحات و مواقف حزب الله في لبنان ، تجاه ما يواجهه لبنان ، يُعّبرُ عن اهتمام وتعايش يومي لمعاناة الشعب ، ويكاد يتميّز الحزب بهذا الاهتمام مقارنة بصمت مطبق للأحزاب وللكيانات السياسية اللبنانية الاخرى .