طالبان تصفع واشنطن في أفغانستان وتجعلها فيتنام ثانية


الولايات المتحدة الأميركية الدولة العظمىَ التي تقبع خلف المحيطات وترسل جيوشها من هناك الى آسيا وبحر الصين والشرق الأوسط واوروبا لتهيمن على الأنظمة وتدمر الدوَل وتزرع سلاطين عبارة عن حجارة دومينوا يشكلون أسواراََ منيعه لمصالحها وما يلبث أن يتهاوون فور ابتعادها عنهم وتركهم وحيدون في مواجهة أعدائهم.
وأكبر مثال بعد فيتنام هيَ افغانستان الدولة الآسيوية الكبيرة التي تقع في آسيا الوسطىَ وتحِد الصين وباكستان وايران ودوَل الإتحاد السوفياتي السابق، والتي شكلَت للقوة العظمىَ الأولى في العالم صدمَةََ قوية وعميقة نتيجة إنهيار المنظومة السياسية والعسكرية التي بَنَتها لهم خلال عشرون عام ولم تصمد أمام هجوم مسلحي طالبان لأسابيع قليلة بعد انهاء الإنسحاب الأميركي منها رغم ادعائها تدريب وتسليح ما يزيد عن ثلاث مائة الف جندي وتزويدهم بالمعدات اللازمة لذلك.
شبح فيتنام بدأَ يخيم مجدداََ فوق البيت الأبيض نتيجة الهزيمة الساحقة التي تلقتها المؤسسات الأفغانية وخصوصاََ الجيش على يَد مقاتلي طالبان اللذين أتموا سيطرتهم على سبعة عشرة ولاية منها عدة مدن كبرىَ على رأسها قندهار ومزار شريف من أصل ٣٤ ولاية وباتت قواتها اليوم على تخوم كابول التي يؤكد مراقبين للأحداث سقوطها خلال اسبوع كما بدءَ يتكرر مشهد فرار العملاء من افغانستان كما حصل في سايغون.
واشنطن التي تتوسل دولاََ عربيه كالكويت قبولها استضافة ٢٥ الف لاجئ افغاني مِمَن تعاونوا معها من أصل خمسين بشكلٌ مؤقت ريثما تتم ترتيب اوراقهم رسمياََ  لنقلهم الى الولايات المتحدة الأميركية تم رفض الطلب الأميركي،
بينما بقيت تحاول جاهدة فهم ما يجري في افغانستان وظهرَ تخبطاََ جلياََ في تصريحات مسؤولي البنتاغون ومديرية المخابرات المركزية لجهة سوء التقدير عن قوة الجيش الذي بنوه للدولة الأفغانية والذي انفرط عقده خلال أسابيع قليلة الأمر الذي يؤكد هشاشة المعلومات الأميركية الدقيقة عن قوة طالبان وعن حجم التأييد الشعبي الكبير الذي تتمتع به الحركة التي فرضت الأمن بالقوة خلال قيام دولتها الأولى والتي فشلت خلالها في منح المرأة الحريات اللازمة والمحقة لها ناهيكَ عن الاعدامات اليومية والمجازر التي ارتكبوها ضد الأقليات وخصوصاََ الهزارة الشيعه.
حركة طالبان اوفدَت وفوداََ الى دول الجوار مثل الصين وايران وهي تتواصل مع دول اخرى مثل باكستان وغيرها  تطمئنهم بخصوص ضمان أمن الحدود بينهم وبينها لكن العقدة متنوعه ومختلفة بين كل بلد وآخر.
بدايةََ سنتحدث عن الصين التي تعتبر الرابح الأكبر في حال سيطرة طالبان على الحكم لأنها بذلك تكون قد سجلت صفعه ثانية وكبيرة لواشنطن بعد فيتنام وأنها ضمنَت تنفيذ مشاريعها وتحقيق طموحاتها في انجاح خط الحرير الذي تعمل عليه ووضع يدها على الكثير من الثروات الطبيعيه في افغانستان كالغاز والمعادن في تلك البلاد البِكر، 
لكن يبقى هاجسها الأوحَد هوَ اخذ تعهد مُوَثق وضمان مستقبلي من حكومة طالبان بعدم التدخل في الشؤون الصينية لجهة دعم الأقلية المسلمة في البلاد والتي تطالب حيناََ بالانفصال وحيناََ آخر بالحكم الذاتي.

من جهة ثانية  إيرانياََ.. هناك مسألة وجود تنظيم القاعدة في افغانستان وداعش، وحل مشكلة الأفغان الشيعه  لضمان بقاؤهم تحت سلطة الحركة آمنين مع ضمان منحهم حرية تطبيق شعائرهم الدينية ونَيل حقوقهم، وضمان عدم عبور الإرهابيين السلفيين الى ايران وأن لا تكون افغانستان مستقبلاََ بؤرة للإرهاب الذي تنوي بعض الدول تصديره منها الى الداخل الإيراني، وأن لا تكون افغانستان دولة حاضنه للمنظمات السلفيه الوهابية وغير ذلك من التعقيدات التي تحتاج الى مفاوضات مضنية وشاقة وضمانات موثقة وتوقيع اتفاقيات بكل ذلك.
[ نعود الى واشنطن التي تركت فيتنام ساحة لتصفية الحسابات بين الثوار والمتعاملين معها، اليوم كررت المشهد في افغانستان،
[وكما عودتنا أميركا عندما تحتل بلداََ تدعي انها تقوم ببناء جيش قوي فيه ومجهَز وعقائدي على أُسُس جديدة وفجأة ما إن تنسحب منن فإننا نرىَ هذا البلد وجيشه ينهار تماماََ أما تلك القوىَ التي تدعي واشنطن محاربتها ودائماََ كانت توصمها بالارهاب! فالعراق اكبر مثال، فعندما هاجمته قطعان داعش الأميركية السعودية القطرية لم يكن يمتلك جيشه طائرة واحدة لتقلع وتوقف تقدم المسلحين الإرهابيين ولم يجدوا ذخائر او اسلحة في مخازن الجيش ليزودوا عن انفسهم بها رغم ادعاء واشنطن اعادة بناء وتدريب وتحهيز الجيش العراقي! 
وأنه لولا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية العاجل للحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان والذيدتم تقديمه خلال ساعات معدودة لكان التقدم بإتجاه اربيل وبغداد قد نجحَ بالكامل لكن بفضل اسراع الشهيد القائد سليماني بتنفيذ تعليمات المرشد الأعلى وتقديم العون توقف الهجوم وابتعد الخطر عن العاصمة العراقية وعن كردستان.
[أميركا تحتل البلدان وتنهبها وتزرع عملائها الفاسدين في مفاصل دولها لكي تستمر في السيطرة والإبتزاز بواسطتهم لسنوات طويلة أخرىَ،
بالنهاية اميركا هي امبراطورية احتلال ونهب وليست دولة محبة وسلام وتشدق بالديمقراطيات كما تدعي وكل مَن يؤيدها ويدور في فلكها يعرفها جيداََ ويكون هو مَن اختار دوره معها بكل محبة وعلينا أن نتعامل معه كعميل للعدو،
[ من هنا علينا أن نعرف أن انهيار حكومة كابول أصبح وشيكاََ وقابَ قوسين أو أدنى وعلى الدوَل المحيطه بأفغانستان قطع أرجُل وأيدي السعودية وقطر والإمارات من على حدودها قبل أن تتحول في حال دخولهم اليها  الى بؤرة ارهاب رسمية ومقونَنَة مدعومة منهم فتحترق الصين وباكستان وايران واوزبكستان  وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أي أن الخطر سيتحول الى المساس بالأمن القومي لهذه البلدان فالسعودية وابناؤها من رعاة الجمال ما دخلوا مدينة او بلاد الا وأفسدوها.
إذاََ اقطعوا رأس الأفعى(السعودية) في افغانستان قبل أن تتسلل مجدداََ الى كابول ويصعب السيطرة عليها.