هل من (جدلية ) في قضية محبة الشهيدين سليماني والمهندس ؟


يشكل البعض في انه ممكن تكون (المحبة )للشهيد المهندس دون الشهيد قاسم سليماني وفي ذلك جهل ولاسباب .
ان كان الذي يشكل مسلما فان الاسلام ينظر الى المسلمين ك(اسنان المشط ) وان ميزان المحبة تحدده (التقوى) والقرب من الله وعدمه وليس بميزان اخر ،ومن رأى غير ذلك اشكل على دينه ودخل في باب (الحقد )و(العصبية )التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى باعتبار انها من بقايا (الجاهلية الاولى .
وهنا نسأل ؛- هل يحوز لنا ان نرى في (قومية  ) الصحابي سلمان الفارسي سببا في عدم (محبته) والذهاب الى كراهيته؟
ذلك امر نهانا الله عنه ورسوله ،خاصة وان الذين التحقوا بالاسلام في بداية الرسالة الكثير منهم من غير العرب ،ومن قوميات مختلفة ،وكانوا سببا في نصرة الاسلام والمسلمين ،وان تنوع معسكر الامام االحسين ع  شاهد على ان معسكر الاسلام تختفي به القوميات والاعراق والقبائل ويحضر العدل والتقوى ونصرة الحق .
تعالوا نحاكم شخصية الشهيد قاسم سليماني 
فقد كان مؤمنا صادقا تقيا شجاعا صابرا حكيما محاهدا زاهدا ،اوقف حياته لنصرة الاسلام ،واستشهد وهو لايملك سوى البدلة التي يرتديها .
الشهيد الحاج قاسم كان مهندس المقاومة الاسلامية بالمنطقة ،محاصرا دولة الاحتلال من جميع جهاتها ب(الصواريخ ) وخاض  مع الصهاينة حروبا كان فيها بالريادة وتشهد له كل الميادين ،وماهذا العمق الاستراتيجي للمقاومة الا من بركة جهاده وحكمته .
وحين دخل الاحتلال الاميركي كان للحاج قاسم الدور في تدريب وتأهيل وتسليح المقاومة بالعراق حتى كان النصر المؤزر باخراج المحتل عام 2011 .،وحين احتل الدواعش ثلث الاراضي العراقية دافع عن ارض لعراق ووقف بالخطوط الامامية وسلح الحشد والحيش حتى شهد  جميع المنازلات مع الدواعش  فتطهرت الارض من دنسهم .
قد يشكل البعض ان الشهيد الحاج قاسم سليماني  تدخل بالشأن العراقي وهنا نسأل ؛-هل ان الشهيد سليماني فرض رأيه على سياسي عراقي كأن هدده او أخافه ،انما هي شورى الاسلام التي سنها الباري لنا (وامرهم شورى بينهم ) فمن اراد الاخذ بها فلها ومن لم يرغب فليس عليه من حرج .
نعم للحاج قاسم سليماني علاقة مع الكثير من السياسيين العراقيين والعرب والمسلمين في دول اخرى ،وهذا شرف لكل مسلم ان يلتحم المسلمون جميعا (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ).
يكفينا شرفا ان الشهيد سليماني جعل عدوة العرب والاسلام والاحرار بالعالم (اسرائيل )تتلقى الضربات تلو الضربات وتحسب للمقاومة الف حساب .
فاذا نظرنا  لشخصية الشهيد سليماني بنظرة (وطنية ) فانه كان سببا مباشرا في تحرير ارض العراق من الاحتلال الاميركي ومن دنس الارهاب ،وفي نظرة قومية فانه سبب مباشر في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته التي هي قضية العرب الاولى ،وفي نظرة اسلامية فانه نصر اخوته المسلمين في كافة الميادين واخيرا خلط دمه الشريف بدماء اخوته القادة العراقيين على ارض العراق .
والسؤال :- هل هناك دولة بالعالم استطاعت ان تحرر ارضها من دنس المحتل دون مساعدة الاخرين من شخصيات ودول ؟
الحواب ان فيتنام حتى تتحرر استعانت بالصين وروسيا وكوريا بل واغلب دول العالم وكان الصينيون يتطوعون للقتال مع الشعب الفيتنامي حتى تحررت الارض . ونسأل :-لماذا قاتل جيفارا في كوبا لتحريرها مع انه ارجنتيني 
وهذا يتمدد على دول العالم اجمع !
الاحرار يتعاونون فيما بينهم لنصرة الحق ضد الباطل .وهو شرف كبير للجميع ،حيث الى الان تزين الشباب صدورها من سكان الارض بصور جيفارا لانه ناصر الحق .
جنوب افريقيا كان ثوارها يتدربون في موزنبيق وانغولا حتى تحررت ارضهم .
اذن لايحوز ان نقفز على الحقائق دينيا ووطنيا وقوميا ونحاول ان نصنع جدلية بين ابطال النصر ،واذا كان الاسلام قاصرا على العرب فكيف التحقت به جميع قوميات الارض ومنهم سكان ايران ليكونوا عونا للاسلام والمسلمين ؟
نحن نعلم ان وراء هذه (الجدلية ) الولايات المتحدة ومعها دول التطبيع الخليجي لان الشهيد سليماني كان نصير المظلومين امام المستكبرين ووقف ضد المشروع الصهيوني 
الاميركي بالمنطقة والعالم ،حتى ارتفعت صورته الى جوار صور جيفارا وهوشي منه وبوليفار وغيرهم من قادة التحرر بالعالم .
ان دم الشهداء واحد وبه تتحرر الارض وتكون الكرامة والسيادة ،وسوف يبقى تاريخ (ابطال النصر )العنوان الاكبر الذي نقاتل به اعداء الامة ،والله ناصر عبده ولو كره الكافرون .