لم يعودوا قلة الذين يتبعون إسرائيل، وسر العهدة العمرية والنظام العالمي الجديد


في عام 1997 كانت المرة الأولى التي أفهم بها شرح العهدة العمرية، وأعتقد أن مليارات العرب والمسلمين على مر التاريخ لم يفهموا العهدة العمرية، بل حتى يومنا هذا هناك أكثر من مليار مسلم وعربي لم يفهموا العهدة العمرية.

وكي تفهم كيف انقلب غالبية المسلمين والعرب على العهدة العمرية، عليك التعرف على التداعيات السياسية وتأثيرها على مجريات التاريخ والمستقبل، وأن الذين يحكمون العالم من السياسيين هم شياطين تخرجوا من مدرسة إبليس، لذلك من يعمل بالسياسة يجب عليه أن يعرف، أنه يتعامل مع أبالسة، فلا يوجد سياسي بعقلية ملاك وإلا لن يكون سياسيا، وقد سمحت لي الظروف أن أنهل من نخبوي مسيحي تجربة كبيرة للغاية جعلتني أبدع بفهم السياسة عن ظهر قلب، حتى أصبحت كلماتي التي أكتبها كالمسامير في الخشب، وحتى أن نزعت تترك ثقوبا لا يمحى أثرها.

قال لي هذه الداهية الحكيم، وهو يقرأ ببعض الملاحظات التي دونها بيده، اسمع يا ناجي، في عام 2022 ستقوم حرب كبرى غايتها هو ظهور نظام عالمي جديد، على أنقاض النظام الحالي، هذا النظام يريد أن تكون الدولة الكبرى فيه هي إسرائيل، وربما تكون الحاكم العلني للعالم، وفي العالم الجديد ستجد حكام يبدون من الخارج أنهم متحكمون بكل شيء لكن فعليا هم لا يسيطرون على أي شيء، وهذا النمط الجديد من الحكام، هم نتيجة نظرية الفيل الذي منذ صغره ربطوه بحبل بوتد صغير، وبما أنه صغير ولا يمتلك القوة فإن محاولاته بالتحرر ستفشل، مما يدخله بعملية استسلام، وحتى عندما يصبح عملاق يبقى أسير تجاربه الفاشلة عاجزا عن قطع الحبل مع أنه لو حاول لقتلع شجرة.

يا ناجي أنني أحاول القول لك إن النظام القادم هو نظام السيطرة على العقول، وهذا الأمر ليس بجديد فقد نجحوا نجاحا باهرا في تطبيقه على الأمريكيين والأوروبيين، فالشعوب الغربية تصدق فعلا أن اليهود هم شعب الله المختار وإلا لماذا أينشتاين وفرويد هما يهوديان، هل تصدق أن اليهود حكموا الغرب فقط بهذين الشخصيين، فما من جامعة عالمية إلا وتدرس النسبية لأينشتاين وأيضا أساس الطب النفسي لفرويد، حتى وأنا أحدثك الآن استخدم الكثير مما قرأته بكتب فرويد، محاولا فهم ردة فعلك عما أطلعك عليه، وأدرك أنك تقول بنفسك كيف لليهود إن يسيطروا على العالم ولا يتجاوز عددهم العشرة ملايين، متناسيا انه عندما تسيطر على العقول لا يصبح للعدد والكمية قيمة.

دعني اشرح لك بطريقة أخرى، هل تعرف أن هناك عشرات الآلاف من الطلاب العرب والمسلمين يلتحقون سنويا في الجامعات بالغرب، مع العلم أنه يمكن للدول العربية أن توفر على شعوبها، وأن تتعاقد مع هذه الجامعات الكبرى لفتح فروع في الدول العربية، توفيرا بالوقت والمال والجهد، لكن بما أن الأمر يدور حول الصراع على العقول، فممنوع على الدول العربية أن يشيد لديها مثل هكذا جامعات كي يبقى الطلاب العرب المتفوقين يذهبون للتعلم بالخارج، من يبدع ويتفوق ويخترع بمجاله، تبقيه هذه الدول الغربية عندها وتستفيد منه وتحرم وطنه الأم من الاستفادة منه، أي أن هذه الجامعات الضخمة هي لاصطياد العقول، ومن لا يقبل بالعمل لدى هذه الدول يتم تصفيته كما حصل مع مع كثير، منهم العالم اللبناني كامل الصباح الذي كان لقبه أديسون الشرق، والعالم المصري سعيد بدير الذي كان تخصصه السيطرة على الأقمار الصناعية، والاثنين قتلا وأعمارهما 40 سنة.

ناجي اعرف أنك تستغرب أنه كيف لعشرة ملايين شخص أن يتحكموا بمليارات البشر في العالم الجديد، لكن سوف أثبت لك بالدليل القاطع أنه لا قيمة للعدد في النظام العالمي الجديد، لو صعدت في الطائرة فوق العالم العربي ونظرت إليه، لوجدت مئات الملايين من العرب والمسلمين وهم يتحركون بحركة دائمة لا تهدأ، وزحمة سير وأعمدة دخان متصاعدة من آلاف المصانع، وفقراء وأغنياء، وبناء عشوائي، ونمو سكاني مضطرب، وانقلابات وثورات وصراع على الحكم، وجهل وأمية، وتناحر طائفي ومذهبي “سنة وشيعة أو مسلمين ومسيحيين” صراع لم يتوقف أو يأخذ استراحة محارب منذ ألف عام، بالمقابل منذ مائة عام حتى اليوم هل سمعت أن هناك يهوديا فجر كنيسا لجماعة يهودية أخرى، أو أنه توجد مجموعة يهودية حللت دماء وأرزاقا ونساء مجموعة يهودية ثانية، أو حتى حصلت حرب أهلية بين اليهود، أو شاهدت وسمعت عن فضائية تحرض اليهود على بعضهم، بالمقابل يوجد عشرات القنوات الفضائية التي تدعي أنها إسلامية ولا عمل لها إلا تحليل دماء بعضها، وتأكد لا يوجد قناة فضائية دينية واحدة تدعو على التحريض إلا ورائها اليهود، تمويلا وإعدادا .

كما لا يوجد حربا تحصل في المنطقة بين مكونات الشعب الواحد إلا ورائها اليهود، من تعتقد الذي أشعل الحرب الأهلية في لبنان، أنهم اليهود، فما ربح المسلمين أو المسيحيين بل الجميع خسروا وبينما ينهض الوطن ويزيل غبار الحرب عنه حتى يدخلوه بحرب جديدة، فاتباع اليهود متواجدون بكل بلد عربي أو مسلم.

ناجي الزعيم الإيراني الإمام الخميني قال جملة بسيطة  ” لو اجتمع المسلمون وألقى كل واحد منهم دلواً من الماء على “إسرائيل” لجرفها “، ماذا كانت النتيجة أن العرب هجموا عليه لأنه يريد إيقاظ الشعوب العربية وتحريرها من وهم السيطرة العقلية.

المفكر أنطون سعادة قال ما من عدو يقاتلنا بأرضنا وديننا إلا اليهود، أيضا ماذا كانت النتيجة أنه أعدم.

المقاومة الشيعية تحاول اليوم أن تدافع عن الجنوب، لإنقاذه من نير ظلم الاحتلال الإسرائيلي والعملاء اللبنانيين، ولكن هل تظن أن العملاء سيندمون بحال انتصرت المقاومة (الحديث عام 1997)، بل سيزداد حقدهم على أبناء وطنهم أكثر، فالخيانة ليس لها دين او طائفة.

ناجي زوال إسرائيل يحتاج فقط أن تستيقظ الشعوب العربية والإسلامية، وبحال استيقظ الشعب، فإن إسرائيل تغادر دون خوض حرب، لأنه مهما كانت قوتها العسكرية إلا أنه لا يمكنها أن تنتصر على 300 مليون عربي.

ولكن للأسف لقد خدروهم بطريقة خطيرة للغاية، فقد نسي غالبية المسلمين السنة العهدة العمرية، والتي نصت:

«بسم الله الرحمن الرحيم،

هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها. إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حَيِّزهَا ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحدا منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.

لو فقط قرا رجال الدين السنة العهدة العمرية يوميا على المسلمين لاستيقظوا وحرروا فلسطين، وحفظوا امانة الخليفة عمر بمنع اليهود من السكن مع المسيحيين، فكيف إذا احتل اليهود مساكن المسيحيين.