خارطة التحالفات الإنتخابية القادمة في لبنان والطلاق الغير مُتوَقَّع
لبنان والمتغيرات؟
شيءٌ مهم جداََ طرأَ على الساحة السياسية اللبنانية منذ ١٧ تشرين مَهَّدَت له سياسات الطبقة البرجوازية السياسية الحاكمة والتي صعدت إلى عروشها من بين الفقراء والمحرومين،
حيث كانوا محرومين وبروليتاريين وإشتراكيين ليُصبِحُوا فيما بعد الفئة الأغنى والأثرَى في الوطن العربي على حساب تَعب الناس وكدِّهِم وعَرَقِهِم في الداخل والخارج،
هذه الطبقة التي وصَلت إلى الحكم نتيجة صفقة الطائف التي أنجزها الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني حسين الحسيني مع السعودية وخرجَ منها مرغماََ بضغط كبير من نبيه بري الذي أخذَ مكانه للمرة الثانية في مجلس النواب بعد رئاسة حركة أمل،
شَكَّلَ الهراوي وبري ورفيق الحريري ترويكا تقاسمَت خيرات البلاد كواحدة من نتائج اتفاق الطائف ومَن أتى بعد الهراوي والحريري الأب استمر على نفس النهج فأودَت سياساتهم بحياة البلاد نحو ألهاوية واوصلت أغلبية اللبنانيين إلى ما تحت خط الفَقر وأستفاد من سياساتهم الهدَّامة العدو الصهيوني حيث كانوا (يعلمون) أو لا يعلمون؟
[ لأنَّ مَن يعيش وطنه حالة المواجهة العسكرية مع عدو ظالم ومستَبِد ويتصرف داخلهُ كسارق وطامع بالمنصب فهو يخدم العدو لا محآله ولا مبرر له على ذلك.
نَئى حزب الله بنفسه عن المحاصصة والقطاف واختار طريق ذات الشوكَة وحصرَ جُل إهتمامه بالمقاومة ومواجهة العدو الصهيوني وتحرير الأرض والأسرَىَ وكانَ ينظر إلى ما يجري نظرة المتحسِر لكنه لَم يَكُن ليتجرَّأ على التصدي لهم لكي لا تقع الواقعه في الداخل اللبناني عموماََ والبيت الشيعي خصوصاََ.
المواطن اللبناني كَفَر في السياسة والسياسيين وفي جميع الأحزاب والحركات والتيارات وفقدَ إيمانه في الجميع حتى في القضاء والأمن فأصبحوا بنظر المواطن جميعهم تُجاراََ وسماسرَة وأعداءََ للمواطن الفقير،
رغم كل الشعارات التي رفعتها الأحزاب إلَّا أن أفعالهم طَغَت على شعاراتهم فأصبحوا مكروهين من الشعب ولم يبقى خلفهم إلَّا قِلَّة قليلة من الناس ووقعَ المحظور بعد إن فُقِدَت الثقة بين الشارع والقيادة وأصبحَ الوِد مفقود فصارَ لزاماََ علينا أن نكرر ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بما معناه (إن القلوب إذ تنافرَ وِدَّها، تصبِح كشُعب الزجاج يصعُب جبرها)
من هنا سأضع بين يَديكُم شرحاََ بسيطاََ ومفصلاََ لخريطة التحالفات الإنتخابية النيابية القادمة إن (حصلت) ولَن تحصل في موعدها والأسباب كثيرة وهذا منقسم بين معلوماتي وتقديراتي.
حيث يشكلُ حزب الله العمود الفقري للقوة الإنتخابية الشيعية في لبنان
وما كان ينقص الحزب إلَّا لبنان دائرة إنتخابية واحدة ليكتسح الجميع، [ لكن مع الدوائر الخَمس او الدوائر الصغرَى يحتل الحزب المرتبة الوسط نيابياََ لأن تحالفه مع حركة أمل أكلَ من رصيده في كل مناطق الشيعة حيث أعطى من هذا الرصيد ما يزيد عن سبعة نواب لحساب حركة المحرومين من أجل الحفاظ على وحدة البيت الشيعي،
أيضاََ خَسِرَ الحزب نائب جبيل بسبب تحالفه مع التيار الوطني الحُر ودائماََ ما كان حزب الله يتنازل من حصته لصالح حلفائه من أجل تسوية الخلافات وجمع الشمل كونه يُقدم الوحدة الداخلية في وجه العدو الصهيوني على المكاسب السياسية الخاصة.
أما بعد الذي حصل في لبنان والنقمة الشعبية الواسعة على السلطة، يشعَر حزب الله ان عليه إعادة حساباته التحالفيه والسياسية بدقة بعدما طَفَت على السطح نوايا وخلفيات البعض من حلفاؤه على الساحة الداخليه مثل (أسامة سعد) في صيدا الذي ركِب موجة الثورة رغم اعتراض حزب الله حيث اصبحَ لِزاماََ على الحزب دعم عبدالرحمن البزري كبديلاََ عنه.
أما على مستوىَ البقاع والجنوب وبلاد جبيل هناك نقمة كبيرة على رجال السلطة وتحديداََ فريق الرئيس نبيه بري وأن أي تحالف بين حركة امل وحزب الله سيكون على حساب الحزب وضاراََ بهِ وسيشكل ضربَة كبيرة له لكن قيادة الحزب لن تفُك التحالف مع حركة أمل مهما بلغت التضحيات، في المقابل ستتوفر حظوظ كبيرة لممثلي اللوائح الأخرى كالحراك المدني المتمثل بالهيئات الثورية الأميركية بحصة لا بأس بها ستؤخذ من طريق فريق المقاومة وتحديداََ في منطقة بعلبك الهرمل التي تغلي غلياناََ كبيراََ ضد ممارسات السلطة خلال ثلاثين عام وتحديداََ التوظيف وحماية الخارجين عن القانون في مدينة الشمس التي أصبحت أخطر مدينة في لبنان.
أنا أنقل الواقع بصدق وبشفافية وصراحة وهذا ما أسمعه من الناس
لذلك أتمنى على القارئ العزيز أن يفكر بمضمون المقال بعقلانية وليسَ بتطَرُف وإنحياز،
من هنا أستطيع أن اتوقع أن التحالفات القادمة ربما يقع فيها طلاقاََ رجعياََ بين أمل وحزب الله نتيجة ضغط الشارع على الحزب وفي حال رفض الحزب الطلاق وأصر على التكامل معهم بكل تأكيد أنه سيدفع فاتورة باهظه شعبياََ لا محاله،
وإن وقع الطلاق فأنه سيكون لصالح تحالف واسع بين الحزب والتيار الوطني الحر على كافة الاراضي اللبنانية حيث أصبحت خريطة هذه التحالفات مرسومة بالكامل، رغم عدم وضوح الرؤية او الإفصاح عنها إلَّا أن حزب الله ينتظر أن تنجلي الأمور أكثر او يطلب الطرف الآخر (الطلاق) ليسرع معه الى المحكمة.
حزب الله الغير مشارك بالفساد تستهدفه مؤامرة كبيرة وخطيرة، بينما بعض حلفاؤه ينظرون الى مصالحهم الشخصيه فقط والبعض منهم ارتضى أن يُعاقَب كل الشعب اللبناني لكي لا يُعاقَب هو وافراد عائلته!
في كسروان جبيل تتجه القوات اللبنانية الى ترشيح يُمنى بشير الجميل على لائحتها من أجل ضمان إكتساح مقعدين من خلال تحالف مع منصور البون سيكون البون الخاسر الأكبر فيه إذا ما حصل،
في المقابل ستتشكل في كسروان لائحة برئاسة النائب السابق نعمَت إفرام بالتحالف مع شامل روكز والكتائب اللبنانية وبعض الشخصيات العائلية البارزة في المنطقة ويتوقع أن يكون لفرام لائحة أخرى في جبيل الذي سيسميها (مشروع وطن).
وسيكون على لائحته إسماََ شيعياََ هوَ نجل رئيس مجلس النواب السابق [حسن] حسين الحسيني
أو إبن عمه النائب الحالي مصطفي الحسيني ويدعىَ فراس الحسيني.
أيضاََ في كسروان هناك لائحة لفريد الخازن يتوقع أن يكون من ضمنها ناجي حايك المحسوب على التيار العوني الذي يخطط حسب المعلومات للإنشقاق.
واللائحة الرابعة في كسروان للتيار الوطني الحر الذي يتوقع حصوله على نائب واحد،
وإن حصل ذلك فإن التيار يكون قد سقط في أهم معقل مسيحي له في لبنان بسبب الإلتهاء في المكتسبات وعدم الإلتفات الى متطلبات الناس ومعاناتهم.
في جبيل ثلاث لوائح كما هو متوقع،
واحدة لزياد حَوَّاط مدعوماََ من ميشال سليمان، والقوات اللبنانية بشكل رئيسي (+؟) ، سيكونوا بمواجهة لائحة مشتركة للتيار الوطني الحر وحزب الله،
أيضاََ هناك لائحة ثالثة لمشروع وطن الذي يترأسه نعمت إفرام من المؤكد فوزها بمقعد واحد .
بيروت غير محسومة حتى الآن إلَّا إذا حصل اعلان تفاهم بين أمل والمستقبل ستكون النتبجه فوز لائحتهم بوجه منافسيهم]
أما منطقة الشمال سيتنافس فيها الجميع بعدة لوائح سيكون أشرف ريفي المنتصر الأول ويليه نجيب ميقاتي، وسيكون سعد الحريري وفيصل كرامي أكبر الخاسرين إلَّا إذا تبدلت التحالفات في المدينة.
بينما في زغرتا الزاوية لن يكون لسليمان فرنجية اليد الطولىَ هذه المرَّة فيها بسبب تحالف القوات معوَّض والحراك المدني وبسبب فقدانه للحليف القوي وخلافه مع التيار الوطني الحر.
اما في منطقة عاليه والشوف واقليم الخروب الصورة مختلفة تماماََ لأن البيك كانَ سباقاََ في ترتيب البيت الدرزي الذي يعتبره من اولوياته، وتحركاته الأخيرة أشارت الى حجم قلقه من الأحداث القادمة فقام بالإبتعاد قليلاََ عن سعد الحريري ونبيه بري وتموضع خلف ميشال عون مغازلاََ دمشق،
متأبطاََ بذراع وئام وهاب زائراََ دارَة خلدة مكرساََ واقع الوحدة الدرزية داعياََ الى توحيد مشيخة العقل راسماََ درب الجلجلة له ولحلفائه مع خصومه،
المعلومات الأولية التي تسربت تحدثت عن صفقة سياسية يجريها وليد جنبلاط مع الثنائي الدرزي يكون فيها وئام وهاب بديلاََ عن مروان حمادة في الشوف، والمير طلال أرسلان في عاليه، وترك مقعدين مسيحيين للتيار الوطني الحر واستبدال بلال عبدالله باللواء علي الحاج إرضاءََ لحزب الله ودعم مرشح آخر تدعمه المقاومة يكون بديلاََ عن محمد الحجار نائب تيار المستقبل،
فيكون وليد جنبلاط قد بنَى لنفسه سفينة نوح ونجىَ من تسونامي التغيير الذي ينتظر البلاد، ويحافظ على ستة أو سبعة نواب على الأكثر المهم أن تمر العاصفه بهدوء من فوق رأس الحزب التقدمي الإشتراكي وولده تيمور.
حتى أن معلومات أخرى أكدَت استعداده التنازل عن مقعد راشيا البقاع الغربي لصالح مرشح درزي يدعمه حزب الله او قريب منه يشكل بديلاََ عن وائل أبو فاعور في المنطقة.
أخيراََ إذا جَرت الإنتخابات بموعدها (ولا أظن ذلك سيحصل) فأن أطرافاََ سياسية كانت قوية سيصيبها الشلل السياسي هي اليوم تعد العُدة للإنتقال الى بيتها الصغير القادم مرغَمَةََ وذلك نتيجة ما جنته يداها طيلة ثلاثون عام مضت، بينما تخطط الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لدعم الإنتخابات القادمة بمبلغ مليار دولار لإسقاط حزب الله وتراهن على الحصول على خمسين نائباََ في البرلمان على الأقل لكسر الثلث المعطل ومنع وصول رئيس جمهورية بشروط حزب الله ولن يكون إلَّا بشروطها الأمر الذي نعتبره من اليوم إعلان حرب وكسر عظم لا أحد يستطيع التنبؤ بنتائجه بتاتاََ.
التعليقات