ما دور وزارة التّربية السّوريّة في التّحريض على العنف والتّطبيع مع إسرائيل ؟!..
أودّ بدايةً الإشارة إلى أنّه قد سبق لي أن أجريت دراساتٍ استراتيجيّةً عن المضمون التّحريضيّ للعنف في الكتب المدرسيّة والمناهج السّوريّة عموماً ودورها في المؤامرة على سورية ، ونشرتها في مقالات عديدة وقدّمتها في مقابلات تلفزيونيّة متعدّدة ضمن الإعلام الرّسميّ السّوريّ ، وبيّنت أنّ وزارة التّربية لم تكن بمنأى عن المؤامرة والتّحريض على العنف ، فقد انعكست توجّهاتها وأهدافها ورؤاها في المناهج الجديدة التي كانت تقوم وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة بتأليفها منذ عام 2011م وما بعد ، وقامت بتطبيق المعايير الخليجيّة بعد أن عدّلتها لتصبح قابلة للتّطبيق في المناهج السّوريّة عندما أُحضِرت من دول الخليج ، وغُيّرت بعض القوانين التّربويّة ذات الصّلة منذ أن كان الدّكتور علي سعد وزيراً للتّربية ، وهو الذي قال :
" لا أريد من الطّالب أن ينظر إلى حذاء معلّمه أو أبيه ، أريده أن ينظر إلى وجهه " فكانت هي بداية الحالة التي عصفت في سورية بتوليد الفكر التّمرّديّ .
ولمّا كانت التّربية تمثّل فلسفة الدّولة ورؤاها وتطلّعاتها ، وتعمل من أجل نشر تلك الفلسفة في مناهجها ، فإنّ تلك المؤامرة التي تعرّضت لها سورية قد وجدت في تغيير المناهج ضالتها لتعبّر عن تطلّعات الغرب والدّول الاستعماريّة في تغيير وعي أبناء سوريّة والجيل النّاشئ الجديد لخلق مفاهيم تربويّة لم يكن الشّارع السّوريّ ليألفها لولا تلك المناهج التي عملت وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة على إدخالها في مناهجها ، وبرز التّناقض في الفكر التّربويّ والمناهج السّوريّة بين التّحريض على العنف والتّطبيع الإسرائيليّ ، وإن كان كلاهما من الأهداف الإسرائيليّة التي تسعى لها في سورية ، وإذا أردنا أن ندرس الفكر والنّاتج الفكريّ فعلينا أن ندرس اللغة والأدب وأثرهما أو تأثيرهما في نفوس المتلقّين بصورة عامّة ، ومن يطّلع على نصوص المنهاج الذي تمّ تدريسه منذ عام 2011وما بعد ، يدرك حقيقة ما ذكرتُه استناداً لسيكولوجية اللغة ، أو علم اللغة النّفسيّ ، أو علم النّفس اللغويّ ، ولعلّ الميكانزمات السّيكولوجيّة التي تقف خلف النّصوص المختارة والتي بدأ تدريسها منذ عام 2011م في المناهج الجديدة توحي بمدى التّأثير الفاعل لتلك النّصوص في الجيل النّاشئ ، ومدى تأثير التّربية والمناهج في التّفكير وطرائق التّفكير الجمعيّ أو الفرديّ ، وعلينا عدم الاستهانة بها أو التّغاضي عنها ، لما لها من آثار سلبيّة في تفكير أبنائنا والجيل النّاشئ الذي نسعى لتربيته التّربية الصّحيحة الخلاّقة التي تنمّي إبداعه وطرائق تفكيره ، ومن المعلوم أنّ لكلّ نصّ أبعاده النّفسيّة والفلسفيّة التي ينبغي إدراكها وإظهارها ، وبالتّالي ستؤدّي إلى حالة انفعاليّة وجدانيّة ، ويمكن قياسها بالمعنى الوجدانيّ للغة وعبر الاستجابات الانفعاليّة للمتلقّين .
ولعلّ المتتبّع للمناهج التي أصدرتها وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة يدرك حقيقة الحالة التّآمريّة التي عملت وزارة التّربية على القيام بها ، وما تضمّنه من مؤشّرات للتّآمر والمؤامرة على الشّعب العربيّ السّوريّ ، والغريب اللافت أنّ الذين عملوا على إدخال المفاهيم التّخريبيّة تَبَعاً للحالة العامة لا يختلفون عن الإرهابيين ، وهم أشدّ خطراً على الشّعب العربيّ السّوريّ من أولئك الإرهابيين ، ومثال ذلك كثير جدّاً ومنه كتاب التّاريخ وما تضمّنه من مؤشّرات للتّآمر والمؤامرة ، وهي ليست أغلاطاً بسيطة بمفهوم التّربية وما ترمي إليه الوزارة وتدّعيه أّنه عن غير قصد ، ومن الواضح أنّها تعمل لخلق ثورة عبثيّة تخريبيّة وتحريض على العنف في البناء الفكريّ لأبناء سورية ، وممّا لا شكّ فيه أنّ التّربية بناء ، ولا يغيب عن الأذهان قول القائد المؤسّس حافظ الأسد :
" المعلّمون بناة حقيقيّون لأنّهم يبنون الإنسان ، والإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة " ، وبالتّالي فإنّ بناء الإنسان _ وهو الرّكيزة الأساسيّة في بناء الدّولة _ له طرائق عديدة لبناء تفكيره بناء صحيحاً بعيداً عن التّطرّف ، وأن يعي المتعلّم محيطه ليكون منتجاً في مجتمعه ، وهذا ما ابتعدت التّربية عنه ، فجعلت المناهج تنتج تفكيراً يدعو إلى العنف ، وليس بناء معرفيّاً سلميّاً سليماً ، وهي تخرّب ما تمّت إشادته قبلاً ، وتمّ ذلك في كتاب تاريخ الوطن العربيّ الحديث والمعاصر للصّفّ الثّالث الثّانويّ الأدبيّ ، وغيره من كتب سواء أكانت اللغة العربيّة أو التّربية الإسلاميّة أو المسيحيّة أو قضايا فلسفيّة واجتماعيّة ونفسيّة أو التّربية الوطنيّة وغيرها التي بدأ تدريسها منذ عام 2011م عندما كانت تحرّض على العنف .
ولو دقّقنا النّظر في مضمون الكتب لتبيّن لنا أنّ الأحداث التي جرت في المنطقة العربيّة لم تكن بمعزل عن مثيلتها في سوريّة ، وكلّها قد وقعت نتيجة تآمر القوى الاستعماريّة ومخطّطات الولايات المتّحدة الأمريكيّة والكيان الصّهيونيّ تحت مسمّيات عديدة مختلفة على المنطقة العربيّة ، وقد أشارت رايس غير مرّة إلى ما أطلقت عليه : " الرّبيع العربيّ أو الفوضى الخلاّقة أو الشّرق الأوسط الجديد "، ولوجدنا ذلك المضمون أيضاً أنّه يحمل فكراً تحريضيّاً داعياً إلى العنف تارةً ورابطاً بين الحرّيّة والعنف أو الثّورة ، وذاكراً أنّ الحرّيّة يحقّقها العنف ، كما أنّ المناهج كانت تتضمّن فكراً يحمل الرّؤى الصّهيونيّة ( الإسرائيليّة ) تارةً أخرى ، وهذان الفكران ليسا متناقضين بالمعنى الاصطلاحيّ للأهداف الإسرائيليّة فتمّ تسويقهما في المناهج العربيّة السّوريّة ، وبعضها يخالف السّياسة العامة للدّولة ، عندما جعلت تلك المناهجُ الجمهوريّةَ الإسلاميّةَ الإيرانيّةَ دولةَ احتلالٍ للجزر الإماراتيّة ، فهل هذا من سياسة الدّولة ؟ مع العلم أنّ الحكومة السّوريّة لا تذكر أنّ هناك احتلالاً إيرانيّاً ، فهل هذه المقولة التي انفرد الكتاب بها تنسجم مع السّياسة العامّة للدّولة وفكرها ورؤاها السّياسيّة ؟ وكذا الحال عندما بيّنت المناهجُ أنّ الحركة الوهابيّة تعيد الصّفاء للإسلام وأنّ الاحتلالَ العثمانيّ كان فتوحاتٍ عثمانيّةً ، واعترفت وزارات سوريّة بإسرائيل وكان منها وزارة التّربية عندما لم نعد نرى في المناهج السّوريّة مصطلح الكيان الصّهيونيّ وتمّ استبداله بإسرائيل ، وقد سوّقت لهذا المصطلح ولمصطلح الهجرة اليهوديّة في كتبها أو مناهجها ، وهو كثير ، ومن ذلك ما ورد في الصّفحة الثّانية والعشرين من كتاب التّاريخ الذي كان يُدرّس عام 2013 وما بعد قبل التّغيير الأخير في العام الماضي ، فجاء فيه ما يلي :
" إسرائيل تقوم بدور حاملة طائرات ثابتة للدّفاع عن مصالح الغرب وأمريكا تحديداً " ، ونسبت القول لآرئيل شارون دون ذكر رئيس وزير الكيان الصّهيونيّ عام 2001م ، ودون أي تعليق .
كما أشارت المناهج التّربويّة للهجرات إلى فلسطين فذكرَت أنّها هجرات يهوديّة أي عملت على التّرويج والتّسويق لمصطلح ( يهوديّة ) ، عندما كانت تتحدّثُ عن الهجرات دون أن تشير إلى أنّها صهيونيّة أو استعماريّة أو ما يماثلها من كلمات ومصطلحات عدوانيّة تعبّر عن الكيان الصّهيونيّ المغتصب للأراضي العربيّة ، وتجلّى ذلك في الصّفحات الخامسة والسّبعين والسّادسة والسّبعين والسّابعة والسبعين ، وكأنّها تسعى لتسويق فكرة الوطن اليهوديّ لهم في الصّفحة الثّامنة والسّبعين ، وأشارت في الصّفحة الواحدة والثّمانين إلى مشروع تقسيم فلسطين إلى دولة يهوديّة وعربيّة مع إقامة وحدة اقتصاديّة بينهما ، وفي موضع آخر أطلقت عليها منطقة يهوديّة ومنطقة عربيّة في الصّفحة ذاتها ، وهذا كلّه دون إيضاح معنى إقامة دولة يهوديّة لبيان خطورة ما قدّمه الكتاب من معلومات في أثناء البحث ضمن الدّروس عن فلسطين ، وغيره كثير ، وهذا ما يفتح المجال لتساؤلات عديدة عن طبيعة دور التّربية في المؤامرة والتّطبيع مع إسرائيل ، فلماذا تضمّنت المناهج كلّ ما سبقت الإشارة إليه ؟ وما أهدافها وغاياتها ؟! وما دورها ؟.
وقد سبق لي التّنبيه لمتضمّنات المناهج التّربويّة في سورية وما تحويه من مؤشّرات المؤامرة في المناهج العربيّة السّوريّة الجديدة عبر دراسة تقدّمت بها بعنوان : ( مؤشّرات المؤامرة في المناهج العربيّة السّوريّة الجديدة ) ، وسُجّلت في النّافذة الواحدة في وزارة التّربية برقم : / 12722 / تاريخ : 21/ 6/2015م ، وأُحيلَت للمركز الوطنيّ لتطوير المناهج ، وجاء الرّدّ منها متواضعاً ويدلّ على تجاهل ما تمّ تقديمه لها عن سبق إصرار وتصميم من السّيّد وزير التّربية آنذاك هزوان الوز .
وأسهمت تلك المناهج في توليد الإرهاب ، وهذا يمسُّ أمنَ الدّولة ، وتمّ إثباتُ ما ذهبتُ إليه بالوثائق والأدلّة الواردة في صفحات الكتب المشار إليها ، وبعدها تمَّت عملية التّغيير للمناهج استناداً لما تقدّمنا به ، ومثّل ذلك اعترافاً من التّربية بصحّة ما ذهبتُ إليه وما تحمله المناهجُ من تخريبٍ لعقول الناشئة وأبنائنا ، وتأكّد ذلك في الحلقة التّلفزيونيّة التي كنتُ فيها ضيفاً عبر شاشة الفضائيّة السّوريّة في برنامج حديث النّاس بعنوان : ( تقويم المناهج التّربويّة ) بتاريخ 6/2/2017 م ، وفيها اعترافاتٌ خاصة من السّيّد الدّكتور دارم طبّاع وزير التّربية حاليّاً _ وكان أثناءها رئيس المركز الوطنيّ لتطوير المناهج _ وقد جاءت اعترافاتُه في مداخلة أثناء الحلقة المشار إليها ، فقال : " إنّنا في سورية من أربعين سنة عايشين بأخطاء " ، وتمّ قطع الإرسال على أنّه خلل فنّي _ وكان اللقاء مباشراً _ وتمّ تنبيه المداخل الدّكتور دارم لما قاله في الدّقيقة ( الخامسة والثلاثين وعشر ثوانٍ من وقت الحلقة ) بعد أن أكّد أنّ ما أشرت إليه من تحريض كان صحيحاً في بداية حديثه بعد التّرحيب به في المداخلة ، وهناك اعترافات أخرى له في الحلقة التي حلّ ضيفاً فيها ضمن برنامج ( من الآخر ) بتاريخ الأحد 17/9/2017م ، وقد أكّد أيضاً أنّه قرأ المناهج " كلمة كلمة " ، ولوحظ استعمالُ السّيّدِ وزير التّربية آنذاك الدّكتور هزوان الوز مصطلحاتٍ عديدةً ضمن الحلقة تشيرُ إلى تخريب عقول النّاشئة والأجيال السّوريّة وفكْرهم وتدعو للتّحريض على العنف ، وعندما استعملَ مصطلح ( المقاومة ) مرّتين في معرِض ردّه حول انتقاد المناهج ، وما أثير حولها عموماً ، وأنّ هناك مقاومة لها ، إذ كانت الأولى في ( قناة شام ف . م . ) عبر الشّريط الإخباريّ ، والثّانية عبر شاشة الفضائيّة السّوريّة في برنامج ( من الآخر ) تاريخ الأحد مساء 17/9/2017م ، في ( الدّقيقة الثّلاثين وتسع عشرة ثانية ) ، وأكّده أيضاً في ( الدّقيقة التّاسعة والثّلاثين من الحلقة ) ، ومن المعروف ما تعنيه كلمة مقاومة بأنّها تأتي في حالة ردٍّ لعدوان ، وبالتّالي :
فإنّ ما قدّمته المناهج باعتراف السّيّد الدّكتور هزوان وزير التّربية وقتئذٍ تعدّ عدواناً حقيقيّاً ، ومن غير المعقول أن تُطبَع المناهج دون توقيع من السّيّد الوزير _ وهذا إثبات معرفة واطّلاع أيضاً _ وهو قد اعترف أنّه حضر أكثر من درس في المركز عبر الفضائيّة السّوريّة في برنامج من الآخر أثناء مداخلته في البرنامج .
مع العلم أنّ كتباً أخرى في المواد السّابقة وغيرها في صفوف أخرى ، لا تختلف في مضمونها عمّا ورد ذكره في كتب الثّالث الثّانوي من دعوات تحريضيّة للعنف ، إلاّ أنّ هذا المضمون تجلّى بوضوح في كتب الثّالث الثّانوي لما يحمله الطّالب في هذه السّنّ من وعي وإدراك للمفاهيم بصورة عامة ولمحيطه بصورة خاصّة ، رغم أنّنا نجد في التّربية وغيرها مَن يدافع عمّا ورد ذكره في الكتب المشار إليها ، وهم ذوو مصلحة أساسيّة في وجود الفِكَرِ المشار إليها والدّفاع عنها بصورة متعمّدة واضحة ، فلماذا كان وجودهم في الوزارة ؟
وما حاجة سورية إليهم ؟ وهل من دواعٍ لخبراتهم أو أنّ وجودهم بخبراتهم ضرورة ملحّة ؟!.
كما أظهر كتاب اللغة العربيّة المطبوع للعام الدّراسيّ 2017/ 2018 م حالةَ الفرح من الوزارة بتحقيق الحرّيّة فجعلتها ( عرس المجد ) في الصّفحة ( العشرين ) عبر قصيدة ( عمر أبو ريشة ) التي كانت بعنوان ( عروس المجد ) ، وكانت تُدرَّس في المنهاج الأسبق الذي تم تدريسه قبل عام 2013م بمعنى دمشق ضمن المحور الثّالث الذي كان بعنوان : ( الإنسان العربيّ في مواجهة الاستعمار والتّجزئة ) وأصبحَت في الكتاب الأخير المطبوعِ للعام الدّراسيّ الحالي بعنوان ( عرس المجد ) ولكنّ الوزارة في الكتاب قد حوّلت معنى العروس ليغدو بمعنى الحرّيّة ، وأكّد ذلك ما جاء في الكتاب من حديث عنها والسّؤال الثّالث من الفهم والاستيعاب الذي قال في الصّفحة الثّانية والعشرين : ( إلام دعا الحرّيّة في المقطع الأوّل ؟ ولماذا ؟ ) . وجاء فيها قول الشّاعر :
يا عروس المجد طاب الملتقى بعدما طال جوى المغترب
ولماذا جعلوا عرس المجد الحرّيّة وليس دمشق ، ومعروفة مواقف الشّاعر ( عمر أبو ريشة ) للقاصي والدّاني من القائد المؤسّس حافظ الأسد وهو الذي قام بهجائه في قصيدة معروفة ، وسبق أن أشرت في مقال بعنوان : " مَن تجرّأ على الإساءة للقائد المؤسّس ؟ ومن الجهة التي كرّمته بعد فعلته الشّنعاء ؟!." وتمّ نشره في ( الوكالة العربيّة للأخبار ) بتاريخ 22/ 12/2019م ، وأشرت فيه إلى ثلاثة شعراء قاموا بهجاء القائد المؤسّس حافظ الأسد ، وقد أشادت المناهج العربيّة السّوريّة والوزارة بشعرهم في كتاب اللغة العربيّة للصّفّين الثّالث الثّانويّ والتّاسع .
كما عمل الكتابُ أيضاً على إثارة النّعرات الطّائفيّة في قصيدة ( الوطن ) ، وهذا ما أثار حفيظة الطّلّاب وأسرهم ، فخصّ فئةً دينيّة دون سواها مادحاً ومعتزّاً ومعجباً .. وكان الكتاب السّابق الذي تمّ تدريسه بين عاميّ 2011 و2017يدعو للتّحريض على العنف كما أسلفت قبلاً .
وتقدّمت بدراسة استراتيجيّة أخرى ، وضعتُ فيها آراءَ تطويريّة لوزارة التّربية في ضوء مشروع الإصلاح الإداريّ الذي دعا إليه السّيّد رئيس الجمهوريّة أمام السّادة الوزراء في اجتماعه بهم خلال الجلسة الأسبوعيّة الدّوريّة لمجلس الوزراء ، وتضمّنتْ تلك الاستراتيجيّاتُ التي وُضِعَت في دراستي مجالاتٍ مختلفةً ، إن كان في الأهداف التّربويّة والتّعليميّة والمناهج وطرائق التّدريس والبيئة الصّفّيّة والأبنية المدرسيّة والمكتبة والمختبرات أو المخابر العلميّة واللغويّة ، والتّعليم المِهْنيّ , والسّلوك المدرسيّ , والإرشاد النّفسيّ , ومشرف الأنشطة اللاصفّيّة , والتّوجيه التّربويّ والاختصاصيّ , والامتحانات , والإدارة التّربويّة , والمناشط المختلفة ودور المعلّمين , والقوانين التّربويّة ، والرّقابة الدّاخليّة ، ووثّقتُ ذلك في الدّراسة التي
بيّنت أهدافها وأهمّيّتها ، وكان عنوانها :
" آفاق تطوير وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة " ، الموجّهة لمقام رئاسة الوزراء والمحالة من رئاسة الوزراء للسّيّد وزير التّربية برقم 2025/ م . خ . ق تاريخ 8/8/2017 م ، وأتبعتُها بدراسة أخرى مسجّلة في رئاسة مجلس الوزراء برقم ( 2477م/خ/ق ) تاريخ 1/10 ، ومحالة لوزارة التّربية ، ولدى مراجعة وزارة التّربية حول الكتابين المذكورين بتواريخَ متعدّدةٍ كثيرة كان السّيّد معاون الوزير آنذاك الدّكتور فرح المطلق يدّعي أنّ الدّراسةَ لم تصله وادّعاءات كثيرة بأنّ السّيّد الوزير هزوان الوز هو المسؤول عن المناهج وكذلك الدّكتور دارم وليس له علاقة رغم ذكر اسمه في الكتب ، وبيّنتُ له أنّ الدّراسة التي عملوا على إضاعتها لا علاقة لها بالمناهج فقط بل بكلّ التّربية ومجالات عملها لتطويرها ، فزوّدتُه بصورة عنها _ بعد مماطلة دامت عشرة أشهر _ ، وبعد يوم واحد فقط عندما أكّدت أنّني سأدّعي قضائيّاً وأقدّم شكوى ، _ وبقدرة الله عزّ وجلّ _ ، وُجِدَ الكتاب الذي كان يدّعي السّيّد المعاون أنّه غير موجود ولم يصله ، فذكر أنّه كان موجوداً بالغلط لدى المستشار علي ناعسة ، وتقدّمتُ بكتاب مطالبةٍ لضرورة الرّد بعد تهرّب الوزارة من الرّدّ ، وسجّلته في مكتب النّافذة الواحدة ضمن الوزارة بتاريخ 26/ 6/2018 برقم / 6491 / ، وتقدّمتُ بكتاب للهيئة المركزية للرّقابة والتّفتيش للمطالبة بالتّحقيق حول أمور كثيرة ، وقد أفادت الوزارة عموماً في مديرية المناهج من دراستي لتطوير وزارة التّربية في الفقرة التّاسعة من القسم الثّامن ، ونتيجة ذلك سجّلتُ الدّراساتِ التي قمتُ بإعدادها في مديرية حقوق المؤلّف والحماية الفكريّة أصولاً ضمن وزارة الثّقافة حفاظاً عليها من السّرقة الفكريّة لمضمون دراساتي وإقراراً بحقّي فيها ، خشية سرقتها مجدّداً من قبل أحد ما في الوزارة ومختلف العاملين فيها بغضّ النّظر عن صاحب السّرقة الفكريّة أيّاً كان عمله وموقعه فيها ، كي أتمكّن من مقاضاته وفق القوانين المعمول بها في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة ، خصوصاً أنّ وزارة التّربية حاليّاً تسعى لتغيير توصيفها من خدميّة لإنتاجيّة ، وهو ما طالبتُ به وذكرتُه في مضمون دراساتي السّابقة المشار إليها والمقدّمة لمقام رئاسة الوزراء والمسجّلة لدى مديرية حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في وزارة الثّقافة برقم (3911 ) لعام 2018م ، وحصلتُ بموجبها على شهادة إبداع بعنوان : " آراء تطويرية لبعض وزارات الدّولة في الإعلام والتّربية والمصالحة الوطنيّة في ضوء مشروع الإصلاح الإداريّ للسّيّد رئيس الجمهوريّة في سورية "... ، والذي ذكرتُه في مؤتمر التّطوير التربويّ الأخير الذي شرّفني السّيّد عماد موفق العزب وزير التّربية وقتها في دعوته الشّخصيّة لحضور مؤتمر التّطوير التّربويّ خلال الفترة 26 _ 28/ أيلول لعام 2019م ، وشرّفني قبل ذلك بتكريمه عبر كتاب شكر برقم 2866م تاريخ 4/3/2019م استناداً لما قدّمته من دراسة لرئاسة مجلس الوزراء حول تطوير وزارة التّربية .
وبعد هذه الإطلالة التي أظهرت أموراً ربّما تسيء لسياسة الدّولة ، لابدّ أن يتمّ بيان أسبابها من قبل السّادة المعنيين ، ومساءلة المسوّقين للأفكار الخليجيّة في كتبنا المدرسيّة ، ومساءلة كلّ داعميهم في مختلف المواقع السّياسيّة والتّربويّة والإداريّة ، وبالتّالي :
هل يفيد ما سبق في الجانب التّربويّ لتجاوز الأزمة أو لتحقيق المزيد من المصائب التي كانت التّربية سببها ؟!، وهل قامت الوزارة بكلّ ما سبق بمحض المصادفة ومن دون قصد ؟! وما دور الوزارة في التّطبيع القادم بين سورية وإسرائيل تَبَعاً لما أُشِيرَ إليه ؟!.
ولابدّ أن تعمل التّربية على التّمييز بين المفاهيم والمصطلحات التي باتت تنتشر أيضاً في الشّارع السّوريّ والمنطقة عموماً منها : العالم العربيّ ، الإسلام السّياسيّ ، التّعايش والتّسامح ، العولمة ، الإرهاب ، الجهاد ، المواطنة ، الحركات الوهابيّة ، التّطرّف ، الوسطيّة والاعتدال ، العقيدة ، الطّائفيّة ، الدّيمقراطيّة ، وكذلك الحال التّمييز بين المسلم والإسلاميّ والإسلاماويّون . ولنتذكر كوهين وموقعه آنذاك ، وهو ذلك الجاسوس الصّهيونيّ الذي سعى للتّخريب ، فهل يختلف من خرّب الفكر التّربويّ عنه في الموقع الذي يمثّله ، وكيف غدا كلّ من تمّت الإشارة إليه وزيراً ؟! وما دوره في الوزارة وفيما تمّت الإشارة إليه ؟! ومن الذي وجّه وزارة التّربية كي تعمل وفق مبدأ التّحريض على العنف لتتضمّن مناهجها ما تمّ بحثه وإثباته من مؤشّرات المؤامرة على سورية ؟ ولماذا تمّ تغيير اللباس المدرسيّ سابقاً وتمّ استبدال اللباس العسكريّ فما مدلوله وغايته ؟! وهل ما سبق من مؤشّرات يعدّ من سياسة الدّولة أو مخالفاً لها ؟! وما غايات وزارة التّربية من كلّ ما سبق رغم أنّي أشرت إليه قبلاً في دراساتٍ ومقالاتٍ ولقاءاتٍ تلفزيونيّة في الإعلام الرّسميّ السّوريّ ؟!...
هذه الأسئلة وغيرها أضعها بين يدي سيّد الوطن السّيّد الدّكتور بشّار حافظ الأسد رئيس الجمهوريّة العربيّة السّوريّة حفظه الله ، وكلّنا أمل في مكافحة من يسعى لتخريب سورية وفكر أبنائها لأنّ تخريب الفكر والإنسان أشدّ فتكاً وإيلاماً من تخريب العمران والبناء .
بقلم : أ .
الباحث التّربويّ والباحث والمحلّل السّياسيّ
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية
وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة..
التعليقات